الحديث مع نجم في قامة المخضرم صلاح بوكو نجم الزهرة الأمدرماني في عصر الكرة الذهبي حديث ذو شجون لا يمله المتلقي على الاطلاق عطفًا على السيرة الذاتية العطرة التي يحملها محدثنا فهو من اللاعبين النجباء الذين افرزتهم الكرة السودانية في عصرها الذهبي.. النجم بوكو تحدث لانتباهة الساحل الشرقي حديث القلب للقلب عن مشاويره مع نادي الزهرة والمنتخب الوطني في تلك الحقبة بجانب مشاويره عبر رياضة المهجر حيث يتقلد رئاسة الرابطة الرياضية في محافظة الإحساء فلنتابع مضابط الحوار مع النجم الكبير بوكو؟ * ما هي آخر أنشطتكم الرياضية في رابطة الإحساء؟ حيث اشار الى انهم قد اقاموا الدورة الرياضية التي حملت اسم الراحل المقيم الأستاذ محمد حسن رئيس الرابطة الرياضية السابق في محافظة الإحساء ومؤسسها الأول وقد حظيت الدورة بزخم جماهيري كبير وشاركت بها «8» فرق قدمت عصارة ماعندها واستطاع فريقا السلام والفتح الوصول الى المباراة النهائية للدورة وهي التي فاز بها فريق السلام وقد شرف اليوم الختامي في تلك الدورة النجم السوداني الدولي المخضرم ماجد عثمان هداف الستينيات وكذلك شرف الحفل الختامي الأستاذ صلاح احمد ادريس رئيس الهلال السابق وكان يومًا مشهودًا من أيام الرياضة السودانية المهجرية في محافظة الإحساء وتابعه عدد من قادة العمل الرياضي السوداني والسعودي ونحن حقيقة سعداء بذلك النجاح الذي تحقق ونحن نقوم بإحياء ذكرى رجل عزيز رحل عن دنيانا ووضع اللبنات الأولى لراطبة الإحساء الرياضية. * ما هي مشروعاتكم للموسم الرياضي الجديد؟ سنفتتح الموسم بالدورة التنشيطية التي ستكون هي الباكورة ومن ثم سنعمل على اقامة دورة الرئيس الراحل المرحوم محمد حسن فهي من الدورات المبرمجة والمثبتة في رزنامة الرابطة الرياضية الموسمية بمحافظة الإحساء بجانب العمل والإعداد على قيام دوري الرابطة وهو المنافسة الام بين منافسات الرابطة والعمل دون شك يحتاج الى جهود كبيرة وتضحيات جسام من كل العاملين في اروقة الرابطة الرياضية بمحافظة الإحساء وسنتصدى له بعزيمة الرجال وصبرهم رائدنا تقديم خدمة متميزة لرياضة الوطن في بلاد المهجر. * إلى اين وصلت مراحل التوأمة بينكم وبين رابطة السودان الرياضية؟ علاقتنا برابطة السودان الرياضية في المنطقة الشرقية هي علاقة توأمة رياضية خالصة نسعى من خلالها الى تبادل الخبرات والمنافع والوصول الى الصيغة المثلى لروابط مهجرية تؤدي دورها المنوط بها في خدمة رياضة الوطن بكل تجرد ونكران ذات ونحن حقيقة وصلنا الى مرحلة متقدمة عبر هذه التوأمة الثنائية التي تربطنا بالإخوة في رابطة السودان الرياضية بقيادة الرياضي المطبوع صلاح الريح احمد واخوته رجال الرابطة والتعاون بيننا وثيق لما فيه مصلحة الكرة السودانية ونسعى دائمًا الى تبادل الخبرات في مجال التحكيم والادارة والنواحي الثقافية والاجتماعية وهذا شيء يسعدنا دون شك لأننا نحس في قرارة انفسنا باننا نقدم شيئًا نافعًا لوطن الجدود، لم لا ورابطة الاحساء ورابطة السودان الرياضية كل منهما قدم للوطن نجومًا شامخة عطرت سماء الكرة السودانية سواء ان كان ذلك على مستوى الاندية أو منتخبات الوطن وهذا يشعرنا باننا نؤدي رسالة لها وزنها وكينونتها الرياضية التي نتطلع اليها، ففي سبيلها تنداح كل الخصوصيات والشكليات وكنا وما زلنا حريصين على استمرار هذه التوأمة والعمل على ترسيخ مبادئها بصورة اكثر ايجابية * وما هو وجه التعاون القائم بينكم وبين الفرق السعودية في المحافظة؟ هو تعاون وثيق ونحن نجد التقدير والاحترام من كل اندية المنطقة الفتح وهجر والجيل وكثيرًا ما نقيم النهائيات على ملاعبهم ويحرصون على حضور مراسم دوراتنا الختامية كما انهم يمدوننا ببعض الحكام واللاعبين القدامى لقيادة المباريات الحساسة في دوري الرابطة اضف الى ذلك أننا نعمل على استقطاب مدربين من تلك الفرق للمساهمة في تأهيل اللاعبين فنيًا وبدنيًا ولياقيًا وحقيقة فإن الاخوة في اندية الفتح وهجر والجيل يقدمون صورة رائعة لروح الأشقاء التي تربط بين ابناء الوطن العربي فهم كرماء لضيوفهم ويُخجلون تواضعنا بكرمهم الحاتمي واياديهم البيضاء. * نخرج قليلاً من عباءة الرابطة الرياضية كيف تنظر لعصر الاحتراف الحالي للكرة السودانية؟ قال بلغة الواثق إن عصر الاحتراف الذي تشهده الكرة السودانية في العصر الحديث لم يضف جديدًا للاعب السوداني بل انه بصورة او بأخرى قد ساهم في تواضع مستوى الكثير من اللاعبين الذين لا يعرفون معنى الاحتراف ويسيئون فهم بنوده وتعاليمه، فالاحتراف يعني ان تكون الكرة هي مستقبل اللاعب ومهنته الأساسية التي يسترزق منها قوته وقوت عياله وتبعًا لذلك ينبغي له ان يخلص لها ويعمل على تطوير مستواه والرقي به الى المكانة التي ترضيه وتشرف فريقه الذي ينضوي تحت لوائه ولكن مانراه من لاعبينا المحترفين الآن في السودان بعيد كل البعد عن الاحترافية المقننة حيث ان معظم لاعبينا يجهلون ماهية الاحتراف ولذلك يمارسونه بصورة خاطئة تنعكس على مستوياتهم على المستطيل الاخضر فنشاهد اللاعب بلا لياقة وبلا طموحات على عكس ما كان يحدث على ايامنا في زمن الهواية الجميل والذي وصلنا به وعن طريقه الى اسمى الغايات وتركنا بصماتنا واضحة على جدار الكرة السودانية واستطيع ان اقول بان عصر الهواية الذي كنا عليه في ذلك الوقت هو العصر الذهبي بينما ان عصر الاحتراف الحالي هو العصر الفضي. * إذن ماذا تحمل من تلك الذكريات الجميلة؟ احمل في جعبتي الكثير من الذكريات الجميلة من تلك الحقبة الزاهية في تاريخ كرة القدم السودانية في حقبة السبعينيات الميلادية، ويكفى ان اقول بأننا في فريق الزهرة الامدرماني بقيادة النجوم الكبار توفيق فضل السيد وقدورة وسيكا واحمد البطل وابراهيم عطا وشكاك وشخصي الضعيف وبقية العقد الفريد كنا نشكل بعبعًا مخيفًا وقويًا لاندية الدولار والجماهير هلال مريخ وضلعهما الثالث الموردة، وكنا نقف امامهم موقف الند للند ونسجل الفوز عليهم في كثير من المباريات، وحتى عندما يفوزون علينا في مباريات الدوري او كأس السودان فإن ذلك كان يتم بطلوع الروح وبعد ان نحبس انفاس جماهيرهم طوال آل 90 دقيقة من عمر المباراة لقد كان التنافس شريفًا في تلك الحقبة الزاهية من عمر الكرة السودانية وهي الفترة التي كانت الكتوف فيها متلاحقة ولم تكن هنالك فوارق فنية تذكر بين اندية هلال مريخ وبقية فرق الدوري بعكس ما يحدث الآن حيث نشاهد عدم التكافؤ وانعدام الندية الأمر الذي القى بظلاله على شكل الكرة السودانية بشكل عام وساهم في تراجعها خطوات بعيدة الى الوراء. * كلمة أخيرة؟ اتمنى من كل قلبي ان تعود الزهرة لتنشر عبيرها الفواح في اروقة الوسط الرياضي وتسجل حضورها القوي في الدوري الممتاز على مستوى الوطن حتى تساهم مع رفقاء دربها في اعادة صياغة الكرة السودانية بالصورة المثلى كما احب ان ان اقول وبكل الصدق الذي يرتسم في حنايا فؤادي ان الاحترف الذي يطبق في السودان بصورته الراهنة قد ساهم في هذا التدهور المريع الذي حلَّ بالكرة السودانية وهو يحتاج الى اعادة صياغة ودراسة مستفيضة لمراجعة كل السلبيات التي صاحبت تطبيقه بتلك الصورة الخاطئة، كما ان عملية التجنيس التي تتم للاعبين الأجانب وبتلك السرعة الجنونية يجب ان يوضع لها حد فاصل وان نكتفي فقط بلاعبين اجنبيين محترفين في كل نادٍ بدل خمسة لاعبين اجانب في كل فريق بين محترف ومجنس فماذا ابقينا لنجوم الوطن؟ حيث ان وجود كل ذلك الكم من اللاعبين المحترفين والمجنسين سيضيق الخناق على اللاعب المحلي وسينعكس ذلك سلبًا على منتخب الوطن الذي شهدناه الآن يفتقر للاعب الدفاع المميَّز وللمهاجم المتميِّز بالدرجة التي لم نعد نمتلك معها مهاجمًا متميزًا سوى النجم مدثر كاريكا وهو امر يدعو الى الأسف.