يعتبر السودان من أكبر الدول المنتجة للصمغ العربي الذي يقدر بحوالى 80% من إنتاج العالم، ولكن شهد في الآونة الأخيرة تدهورًا كبيرًا أدى الى تلقص الإنتاج بصورة واضحة حيث لعبت العديد من العوامل في ذلك ويمثل ضعف التمويل أحد هذه العوامل بجانب تباين الأسعار بسبب السياسات الخاصة بالأسعار التي اتبعتها الدولة مما أدى الى إنشاء أسواق موازية، ولكن مؤخرًا سعت الدولة لوضع سياسات تساهم في زيادة الإنتاج وخلق أسواق خارجية لزيادة صادراته حيث تنعقد اليوم بقاعة الصداقة فعاليات المؤتمر العام للصمغ العربي برعاية رئيس الجمهورية ومشاركة العديد من الدول بعض المهتمين بصناعة وإنتاج الصمغ العربي بجانب ممثلين من دول غرب أوربا وشرق آسيا المهتمة بصناعة الأغذية والعقاقير الطبية وعدد من العلماء والباحثين من الدول العربية وبريطانيا وألمانيا وفرنسا واليابان فضلاً عن ماليزيا والصين، ويشهد انعقاد منبر تداولي ومحاضرات وندوات ومعارض مصاحبة. أبان الأمين العام لمجلس الصمغ العربي في وقت سابق أن الصمغ العربي يدخل ضمن أساسيات صناعة الأغذية بعد أن كان في السابق يمثل عاملاً إضافياً.. كما أن للاكتشافات الجديدة للفوائد العلاجية للصمغ خاصة لأمراض الجهاز الهضمي واستخدامه في الأغذية والمشروبات أدى إلى ارتفاع الطلب العالمي بشكل كبير، موضحا أن الإنتاج العالمي السنوي يبلغ أكثر من 300 ألف طن، مبينًا أن المتوفر في إفريقيا أكثر من 80 ألف طن، وقال إن الزيادة في الطلب على الصمغ دوليًا ستضع السودان أمام تحدٍ للإيفاء بالسلعة في الوقت المناسب والجودة والإمداد السريع.. وأوضح الأمين العام لمجلس الصمغ العربي أن دور المجلس تنسيقي فيما يختص بسلعة الصمغ على طول الحزام البالغ 500 ألف كيلو متر مربع، مشيراً لتحرير سلعة الصمغ العربي خلال العامين الماضيين، حيث دخل في مجالها كثير من المصدرين مما زاد من حجم الصادرات، حيث ارتفعت من 25 الف طن في عام 2008 إلى 47 ألف طن في عام 2009م، فيما زادت في عام 2010 لتبلغ 55 ألف طن. ويرى بعض الخبراء أن المؤتمر يعد فرصة لإيجاد حلول لمشكلات الصمغ العربي مبينين أن هنالك مشكلات ما زالت تواجِه الصادر أثرت بصورة واضحة على الصادر حيث قال عدد من الخبراء إن متوسط التصدير في الفترة من 1970 م 2005م بالنسبة لصمغ الطلح الهشاب 26 ألف طن، إلا أنه تناقص في الآونة الأخيرة بنسبة كبيرة عزوها لعدة عوامل تمثلت في ارتفاع تكلفة التسويق التي وصلت إلى 50 في المئة من سعر الصرف إلى جانب زيادة التكاليف والضرائب والرسوم المحلية والولائية المفروضة على الصمغ التي أثرت على تكاليف التسويق، بجانب مشكلات أخرى أثرت على العائد منها دخول شركات نافست شركة الصمغ العربي أتيحت لها فرص التصدير للتصنيع، فالتصنيع لا بد أن يكون في بدرة رذاذية ولكن تلك الشركات لديها طواحين تعمل على تكرير الصمغ فالتصنيع حسب طلب المستهلكين النهائيين كفرنسا والدول الأوربية بحيث إن الشركة التي تعمل على حساب الدولة هي شركة الصمغ العربي مما يتطلب على الدولة أن تدعمها وتضع سياسات وإعادة هيكلة فهي تمثل 30%، في إشارة إلى عدم تنفيذ الأهداف التي أنشئت من أجلها الشركة مما انعكس سلباً على المنتجين وقطاع الصمغ العربي، فلا بد أن تكون هناك ثورة في مجال إنتاج الصمغ العربي فهو يعتبر من السلع الإستراتيجية.
شركة العنان تدعو لمواصفات عالمية للصمغ العربي الخرطوم: منهل الفاضل نظمت شركة العنان لاستيراد وتصدير الصمغ العربي بالتعاون مع مركز بحوث فيليبس للغراونيات ورشة بعنوان «توكيد جودة صادرات شركة العنان من الصمغ العربي» وأكد المدير العام للشركة أحمد الطيب أن الهدف الأساسي للورشة تأكيد جودة الصادرات والاستجابة لمتطلباتها العالية ورأي المستهلك، بجانب الاهتمام بالصمغ العربي كسلعة ذات عائد اقتصادي مشيرًا لإجراء شركته لبحوث تسويقية وتنفيذ برامج تطوير المنتجات وتعزيز الجودة، لافتًا إلى التوصيات التي خرجت بها الورشة منها التأكيد على أهمية دور المركز في تقديم أفضل معاير الجودة وتطبيق التوصيات خلال الموسم القادم ومن جانبه تحدّث رئيس مجلس الإدارة أحمد التجاني مؤكدًا الاهتمام بالمنتجين ودعمهم لزيادة الإنتاج بمواصفات عالمية وتغطية الاحتياجات للمستهلك داعيًا الدولة لمعالجة مشكلات الجفاف والتصحر في حزام الصمغ العربي، وقال مدير مركز فيليبس د. صفوان العساف إن هنالك طرق مواصفات عالمية للصمغ يجب الاهتمام بها وتطبيقها وتضافر الجهود للشركات العاملة في المجال لتمليك المنتجين وسائل حديثة للإنتاج.