يعد الدكتور حسن الترابي من العباقرة ليس على مستوى السودان فحسب، ولكن على المستويين العربي والإسلامي، فهو عالم ومفكر، ومن البارزين في ميادين التجديد في الفقه الإسلامي، ففي الوقت الذي شارفت فيه نجوميته السياسية على الأفول، أخذ نجمه يُمعن في اللمعان بفضاء تجديد الفقه الإسلامي فكانت آراؤه الفقهية مثيرة للجدل على الأصعدة الفقهية والسياسية على حدٍّ سواء، فهي عند البعض زندقة وخروج عن الدين وتطاول على فقهاء وعلماء الإسلام ممن سبقوه بل كفر بواح، ولا تزال آراء الترابي الفقهية عصية على الفهم ومحل استنكار لدى الكثيرين وهي التي كثيرًا ما تضعه في مواجهة العواصف. الاغتيال السياسي للترابي غير أن الخصوم السياسيين ينظرون إلى أفكار وآراء الترابي الفقهية على أنها محاولة للفت الأنظار إليه بعد أن خمد نجمه سياسيًا عقب محاولات الاغتيال السياسي التي تعرض لها من «أحباب» وتلاميذ الأمس، غرماء اليوم ممن أشارو إلى أن الترابي فقد الذاكرة أو أنه دخل في نوبة الخرف المبكر جراء عملية الاعتداء التي تعرض لها في كندا من جانب الملاكم محترف الكاراتيه هاشم بدر الدين، وأشاروا إلى أن الترابي نسي قصار سور القرآن الذي كان يحفظ أجزاء كثيرة منه، حتى إنه لم يعد يحفظ سورة الإخلاص «قل هو الله احد... إلخ..».. صاحب المكر والدهاء ويلتقي معظم الناس في أرضية مشتركة يرون من خلالها الدكتور الترابي السياسي البارع والمفكر الذي لا يُشق له غبار، والمجدد في شؤون الفقه الإسلامي، وصاحب المكر والدهاء السياسي الذي لا ينافسه فيه من نظرائه السودانيين أحد... فالترابي يمتلك قدرات عالية على التمويه، وتضليل الخصوم السياسيين، فضلاً عن ذلك فهو صاحب ذكاء خارق، ومولع بالتدابير، وتطارده هواجس تغيير الأنظمة والحكومات وفي هذا يقول ابنه «عصام» إن أبي يستطيع أن يغيّر هذا النظام وغيره، ويستطيع أن يأتي بعشرات الأنظمة غيره.. تخريجات الترابي أنداد الترابي من الذين عاصروه يقولون إن الرجل يحب المرونة وتطويع الوسائل والآليات وخلق المبررات والمسوغات لبلوغ أهدافه، وفي هذا يذكر البعض على سبيل التندر أن الشيخ عبد الله حمد دفع الله الترابي والد الدكتور حسن الترابي، وكان رجلاً فقيهًا وورعًا وتقيًا، جاءه رجل ليفتيه في مسألة فقهية تتعلق بتطليقه لزوجته ثلاث مرات، فقال له، هذه ليست لها حل سوى أن يتزوجها آخر ويطلقها، ولما رأى إصرار الرجل على إيجاد «مخارجة» غير ذلك، أرشده إلى الدكتور حسن كما تقول الطرفة المروية على سبيل التندر، والبروفيسور عبد الله الطيب رحمة الله عليه يشير إلى أن الترابي مثل المياه المندفعة لا تستسلم لموانع أو صخور، فهي تحاول تغيير مجراها متى ما وجدت أمامها صعوبات وعقبات... ويضاف إلى كل ذلك أن الترابي ميال للانتقام بوسائله المعروفة، فهو لا يتسامح أبدًا مع خصومه ويحتفظ بمراراته حتى تأتي اللحظة المناسبة للانتقام، ولعل هذه الصفة هي التي يجعل لها تلاميذه السابقون الذين انقلبوا عليه ألف حساب، ورغم ذلك فهو رشيق، وطريف وصاحب دم خفيف، وساخر إلى أبعد الحدود، ويحب أن يدعوه أنصاره ب «الشيخ» بدلاً من الدكتور.