يتناقل الناس منذ أمس أحاديث غير معلومة المصدر تتكون من حزمة مطالب دفع بها الرئيس الإثيوبي ملس زيناوي للرئيس البشير عقب لقائهما أمس بالموافقة على تسوية سلمية للأوضاع بالنيل الأزرق تشمل استضافته الشخصية لعقار وضمان حياته الموضوعة الآن على كف القوات المسلحة بغية ضمان إجراء حوار لتهدئة الحرب وإيجاد حل سلمي عاجل لأزمة الولاية الأخيرة، بيد أن هنالك مبادئ استبعاد ذهاب عقار إلى إثيوبيا بصفة أكيدة تلوح هنا لرؤية بعض المحللين الذين دمغوا زيارة الفريق عطا للعاصمة الإثيوبية قبل فترة بالخطوة الاستباقية لإغلاق منافذ الحوار أمام عقار.. الإشارة القوية بمكان عقار بثّها قيادي كبير بالحركة ل «الإنتباهة» قبل أسابيع مضت بوجوده شبه القاطع بعاصمة دولة جمهورية جنوب السودان بعد يوم واحد من اندلاع القتال برغم بعض التأكيدات غير الرسمية من قيادات الحركة بالنيل الأزرق أن عقار موجود بالولاية ولم يغادرها لأي جهة أخرى. وكانت الحكومة أعلنت هروب مالك عقار إلى إثيوبيا.. عبارات اكتفت بها الحكومة عبر وزراة الإعلام في تحديد مكان الرجل الذي بات مادة دسمة للصحافة للتقصي وراء مكانه منذ اندلاع القتال بين قواته والقوات المسلحة، ورغم أن الوزيرة بالإعلام سناء حمد قصفت الزميلة ألوان أمس بمعلومة عن مكان عقار سقطت بالصفحة الأولى إلا أن الكثير من المتابعين سخروا من تصريحاتها واعتبروها بمثابة حديث «الطير في الباقر» المثل الشهير بعدم إلمام صاحب الشأن بالمعلومة الصحيحة. بداية سارت الصحافة وراء معرفة مكان عقار وابتدرت الزميلة الرأي العام الحديث في وقت مضى بأن عقار هرب إلى دولة إثيوبيا التي يتمتع فيها بعلاقات وطيدة مع النظام هناك، وقالت الصحيفة في محضر سردها لتحديد مكانه إنه خرج عن طريق الكرمك توطئة للجوء إلى إثيوبيا برفقة ضابط برتية المقدم يعمل بجهاز الأمن والمخابرات الوطني يدعى أحمد يوسف قاي استُوعب مؤخرا من الحركة الشعبية بصفوف الجهاز، ونوهت الصحيفة بأن الضابط الأمني هدد عقار وحرسه بالتصفية وأرغمهم على التوجه صوب الحدود الإثيوبية لتبدو الرواية هنا عند مقارنتها بين الزميلتين حدًا واضحًا يوضح بجلاء أن وزراة الإعلام ربما تستقي بعضًا من الأخبار من تحليلات الصحافة حسبما يقول متابع لشؤون الولاية في حديث ل «الإنتباهة» أمس، ويجزم محدثي الموجود بالكرمك مطالبًا في البداية بحجب هويته بأن عقار موجود بالمحلية ويتنقل بينها وبين عاصمة جمهورية جنوب السودان جوبا، وتارة يعتقد الكثيرون أن وجود عقار خارج الميدان بعيدًا عن قواته غير منطقي، وتارة أخرى يرى آخرون بمن فيهم العميد بقوات وعد الوطن علم الدين هاشم في إفادات هاتفية للصحيفة يرى أن عقار لم يغادر الولاية على الإطلاق، وسرد في الاثناء نفسها قصة عن تعرضه لمحاولة اغتيال بيد أحد الحراس الشخصيين لنائبه علي بنده قبل أسبوع ونيف، ويقول: «عقار تعرض لإطلاق نار وأُصيب في فخذه الأيسر» ويشير العميد علم إلى أن مكان عقار يقع بمدينة الكرمك مما يضعف التاكيدات بحديث وزيرة الدولة بالإعلام ويعضد القول السائد بأن تحليلات الصحافة ربما كانت المصدر غير المباشر لتصريحات سناء، في المقابل تؤكد مصادر جنوبية بالعاصمة جوبا أن عقار زار المدينة عدة مرات وصلت إلى ثلاث زيارات، ونوّهت بأن عقار لم يشارك في الاجتماع الأخير لتحالف كاودا قبل عدة أيام وأوفد من ينوب عنه.