الكاتبة (المؤدبة) المهذبة) آمنة السيدح صاحبة عمود «تنظير» بصحيفة «آخر لحظة» كتبت قبل «عيد الفداء» بأيام عن الوضع الصحي للأخ رئيس الجمهورية المشير عمر حسن أحمد البشير. استنتجتُ من طرحها أن أمر مرض الرئيس تناولته بعض الأقلام بصورة مشوهة وبالغت في وصف مرضه (لا أقصد السيدة آمنة بالطبع) وتمنت للأخ الرئيس الصحة ودوام العافية وطول العمر وهذا شأن كل من عرف البشير وأحب البشير، وأنا واحد منهم وأشهد الله على ذلك والله خير الشاهدين ولا أزكي على الله أحداً.. بعد أداء صلاة العشاء قبل العيد بمسجد «الأمان» مربع «3» بشمبات الأراضي وقف بعض الشباب قبالة منزل الأخ أحمد فريجون (حفيد الشيخ فريجون، العارف بالله والحافظ لكتاب الله). كان الشباب وفيهم هاني وجمال أصهار الأخ سعد يحيى، جار أحمد وقد توسطهم ابننا «الجعيص» حسن عبد الله هلال ابن عم السيد وزير البيئة حسن عبد القادر هلال. وبينهم آخرون من أبناء «الحي»!! وجرى معظم الحديث عن تدهور الحالة الصحية للرئيس وأنه مصاب بداء عضال في حباله الصوتية.. هتف حسن هلالي وفي انفعال «ربَّنا يطول عمر البشير ويعطيه الصحة.. ويردد حسن في ثقة وبصوت عالٍ «أنا والله لا حركة إسلامية ولا مؤتمر وطني.. لكن مع البشير «مية المية»!!.. ويغازلني «يا بروف: يا أخ أنت مع الجماعة ديل.. قل لنا الحقيقة. لم أخذلهم بل وفي عجالة أخرجت هاتفي الجوال واتصلت بمن أثق في روايته (وهو صديق منذ اكثر من ستين عاماً وله علاقة نسب مع الأخ الرئيس) قال لي الأخ «صلاح..» مشكوراً مأجوراً بعد أن تبادل معي تهاني العيد: «لحمية بسيطة في الحلق أُزيلت بعملية جراحية في الدوحة قبل شهر وطلبنا من عمر هكذا قالها أن يقلل من الكلام»!! اطلعت الشباب على فحوى الرسالة. وقصدت أن أطمئنهم أن الرئيس بخير.. ونكثر له الدعاء. وأنا أودعهم وطال بينهم جدال «وبنفس حار» بأن معظمهم غير راضين عن الوضع السياسي الحالي.. وزوَّار الليل وغلاء المعيشة والتلفتات الأمنية و... و... تواصلت همهمتهم والتي تحولت إلى صراخ ولكن كان أعلاهم صوتاً بحق أو بغير حق صوت حسن هلالي (أنا مع البشيييير)... تأملت ذلك المشهد ونحن في مقر هيئة علماء السودان.. ظهر الخميس يوم وقفة عرفة مع بعض أعضاء جبهة الدستور الإسلامي.. تناولت باهتمام أقصد تلك المجموعة ما أصاب مجمع اليرموك للسلاح دواعيه، ردود الفعل وموقف الجبهة من ذلك. بعض الحضور ذهبوا في تحليلهم أن الدولة محتاجة لحلفاء لرد الصاع صاعين على اسرائيل أو غيرها من المعتدين علينا؛ وضربوا مثلاً بحلفاء النظام السوري ضد المعارضة (إيران، وروسيا، والصين)!! ورأى آخرون أن تحالفنا يجب أن يكون مع الله.. وينسجم ذلك دون أدنى شك مع قول الله تعالى «يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم» محمد آية «7» أي يا من آمنتم بالله رباً وبالإسلام دينًا وبمحمد نبيًا رسولاً إن تنصروا الله ينصر دينه ونبيه وأولياءه بقتال أعدائه ينصركم الله ويجعل الغلبة لكم، ويثبت أقدامكم في كل معركة لقيتم فيها المشركين والكافرين».. هل نصرتم الله - اخي البشير- يا خادم القرآن كما وصفكم أخونا عبد الرحمن محمد علي رئيس جمعية القرآن الكريم في مهرجانها بنيل الجائزة الكبرى للحفظة على مستوى العالم؟!! هل وقفتم مع قول الله تعالى «.. كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين» البقرة آية «249». فقد قال الذين يتيقنون أنهم ملاقو ربهم في الآخرة: قد تغلب الجماعة القليلة الجماعة الكثيرة، بإرادة الله ونصره وتأييده، والله مع الصابرين بالعون، وإن النصر مع الصبر وليس بكثرة العدد. أخي المشير البشير وبيدكم سلطان القوة وقوة السلطان التي منحها لكم هذا الشعب المسلم، هل وقفتم عند قوله الله تعالى: «... اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون...» المائدة آية «3».؟! نتابع أيسر التفاسير مع أبي بكر الجزائري ص «591» «يخبر تعالى عباده المؤمنين أن الكافرين من المشركين وغيرهم قد يئسوا من أن يردوكم عن دينكم كما كان ذلك قبل فتح مكة ودخول ثقيف وهوازن في الإسلام، وظهوركم عليهم في كل معركة دارت بينكم وبينهم إذاً فلا تخشوهم بعد الآن أن يتمكنوا من قهركم وردكم إلى الكفر واخشوني أنا بدلهم وذلك بطاعتي وطاعة رسولي ولزوم حدودي والأخذ بسنتي في كوني حتى لا تتعرضوا لنقمتي بسلب عطائي فإن نصرتي لأهل طاعتي وإذلالي لأهل معصيتي» أ. ه. وليصل حبلك بربك مكونك وهاديك أخي البشير، اسمع واقرأ توجيه سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم (احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت باستعن بالله واعلم أن العباد لو اجتمعوا على أن ينفعوك، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك، لم يضروك إلا بشيء كتبه الله عليك، جفت الأقلام وطويت الصحف».. أخي المشير البشير تدرك وبطانتك ومن منحته ثقتك ان الدين عند الله الإسلام.. عبادة وشريعة ودستوراً.. لخير الأمم في هذه الدنيا العابرة وفي دار البقاء وإسعادها.. فلم التردد في تحكيم شرع الله.. ولم الالتفاف والنكوص عن عما يرضي الله ورسوله؟؟!!! أخي المشير البشير بهذه الأمة أمة محمد صلى الله عليه وسلم انتشر الدين الحنيف وتحققت وحدة الكلمة لتنضوي تحت لوائها جميع الدول والممالك في فتوحات لم يشهد التاريخ لها مثيلاً.. بالعدل وبالحق تكونت اكبر دولة في التاريخ حتى وقف القائد عقبة بن نافع على شاطئ المحيط الاطلسي عند جبل طارق وهو يردد: اللهم رب محمد لولا هذا البحر لفتحت الدنيا في سبيل إعلاء كلمتك.. اللهم فاشهد». هكذا كان السلف من قيادات الأمة.. إذا اشتد عليهم الأمر فبيد الله يفعلون وإذا أرادوا نوال شيء فبعزم من الله يأخذون وقد نذرت نفسك أن تكون أحد هؤلاء القادة هذا ما وعدت به شعبك الصابر المصابر. كتاب الله بين يديك -أخي المشير البشير- دستوراً ومنهاجاً.. إنه ثروة المؤمن التي يعيش يرعاها وترعاه.. هو المرجع الأوحد لكل من أراد الفوز والفلاح والنجاة. لأنه هو كتاب ديننا الحق.. وبمبادئه يتحقق النصر في كل زمان ومكان. حاشية: نعم، شفاك الله وكفاك وعافاك من هذه الوعكة الطارئة.. اللهم شفاءً تاماً لا يغادر سقماً.. أخي البشير.. فقط نتمنى عليك أن تصدع بما أمرك به رب العزة الشافي والمعافي من كل داء وبلاء؛ والحافظ لك من شرور الأعداء.. تمسك بشرع الله وحكمِّ فينا كتاب الله تكن من الفائزين بإذن الله.. وكل عام وانت بخير..