قبل إجازة عيد الأضحى المبارك، أعلن نائب برلماني مهددات حصاد الموسم الزراعي في شرق السودان، وقبله أكد نائب رئيس لجنة الزراعة بالبرلمان بشير يوسف أن خروقات الحركة الشعبية في النيل الأزرق تشكل أكبر عائق لموسم الحصاد هذا العام، وبالأمس طالبت الإدارة الأهلية بغرب دارفور بتأمين الموسم الزراعي، وقالوا لابد من توفير الأمن لحماية الموسم الزراعي لتمكين المواطنين من حصد محاصيلهم الزراعية قبل موسم الطلقة تفادياً للدخول في احتكاكات مع الرعاة. كل هذه التصريحات المسؤولة ترسل مخاوف إلى المزارعين من ضياع موسم زراعي، وصفه خبراء الاقتصاد بأنه الأفضل على الإطلاق خلال الأعوام الماضية، وذلك من خلال كميات الأمطار التي شهدتها جل ولايات السودان، إلى جانب الاستعداد الجيد لهذا الموسم، ما جعل ولاية النيل الأزرق وحدها تزرع أكثر من ثلاثة ملايين ومائتي فدان ليصبح هو الرقم الأعلى في تاريخ النيل الأزرق، وكذلك في بقية ولايات السودان التي عرفت بالزراعة فإن هذا الموسم كفيل أن يجعل الاقتصاد السوداني يعالج بعض جروحه التي سببته حرب هجليج، التي استنفدت الكثير من الأموال لاستردادها من الأعداء، لذا يجب أن تنظر الدولة لموسم الحصاد بعين فاحصة تضع تحتها خروق الحركة الشعبية في «بوط» وتحديد مسارات الرعاة والمحافظ على أمن وسلامة المزارعين في الشرق، ولعل حديث نائب لجنة الزراعة بالبرلمان بشير يوسف كان واضحاً وشفافاً ويحتاج لدعمه بقوة من قبل الجهات المسؤولة، حيث قال إن جل المزارعين في النيل الأزرق هم من المجاهدين الذين يعرفون كيف يحمون أنفسهم، ولكنهم يحتاجون للدعم من الجهات الأمنية وإن كان ذلك بإرسال كتائب من الدبابين لتأمين الموسم الزراعي الذي قد يخرج السودان من بعض أزماته المالية. إن الزراعة في السودان تعتبر هي المخرج الأساسي للاقتصاد السوداني إن وجدت الكثير من الاهتمام من قبل وزارة الزراعة، وعليها يمكن الاعتماد في الاقتصاد السوداني الذي يعاني كثيراً من الترنح نتيجة للأزمات المتلاحقة، وهذا الاهتمام يبدأ بفتح الطرق الزراعية وتسويتها، إلى جانب التحضير الجيد للزراعة وفتح المسارات للرعاة حتى لا تحدث اشتباكات تهدد المحاصيل المزروعة كما حدث في أحد مشاريع الشركة العربية العام الماضي، حيث قضت الماشية والأبقار على محاصيل ستة أفدنة من جمله عشرة لتحصد الشركة خسائر كبيرة في ذاك المشروع. فان أرادت الدولة تعافي اقتصادها، فعليها أولاً بتأمين حصاد هذا الموسم، ومن ثم وضع الخطط المدروسة للمواسم المقبلة حتى تتحقق مقولة «السودان سلة غذاء العالم».