بقرية المقرن ريفي عطبرة وفي منتصف الثلاثينيات وُلد الباحث التراثي الطيب محمد الطيب.. فألحق بالخلوة وبعدها نال تعليماً نظامياً ومن ثم وجد نفسه مهتماً بتراث أهل السودان.. فأرخ وكتب عن الحياة السودانية في جميع مستوياتها وصنوفها أدباً وتراثاً ومناسبات الأفراح والأتراح. لانطلاقته نحو مجد التاريخ التراثي لأهل السودان السبب في اهتمام الكثيرين من أهل السودان بهذا الجانب المهم من حياة الشعوب. ظل منذ العام «1961م» حتى عام وفاته يكتب للصحف بل ظلت بعض الصحف قبيل وفاته تنشر مقالاته القديمة والمتجددة بالمعلومات الغزيرة حول تراث السودان ومن ذلك مقالاته عن الشلوخ وعادات الزواج في مختلف بقاع السودان. كتب حول الكثير من مسميات التراث فكانت مقالات ذات طابع توثيقي تثقيفي ومن ذلك (الدانقا) (الهبابة) (السعن) (الكنتوش) (الراكوبة) (النهيض) (الدلوكة) (الدنقر) (الشتم) (الجرتق) (اللجام) (الهودج) (المشلعيب) وغيرها استفادت منه وحدة أبحاث السودان فانضم إليها في العام «1967م» فظل بها حتى وفاته يبحث وينقب ويفيد الباحثين. كتب عدداً من الكتب أهمها (المسيد). قدم للإذاعة برنامج (الدانقا) في أحد شهور رمضان من الأعوام العشر الماضية. كذلك اشتهر ببرنامجه التلفزيوني (صور شعبية) الذي وثق تلفزيونياً لجميع بقاع السودان والذي ظل كذلك حتى الآن مرجعاً لمن أراد الاستزادة من معلومات التراث الشعبي السوداني قدم المرحوم الطيب محمد الطيب ما عجزت عنه مؤسسات حكومية فيكفي أنه كان يصرف من حُر ماله على أبحاثه التي هي الآن مراجع ما زالت من موثوقات المراجع في البحث التراثي. في بحثه عن التراث الذي أنفق عمره وماله فيه تمكن من جمع شفاهيات الروايات حول عدد من القصص والحكايات التي كانت محل خلاف بين الناس ومن ذلك قصة (دكين) و(علي ود عشا). في فبراير من العام (2007م) رحل سادن التراث ليقبر بمقابر أحمد شرفي.