أثناء زيارتي الأخيرة إلى السودان، حرصت على لقاء الدكتور صديق عمر الصديق في مكتبه بمعهد البروف عبد الله الطيب عليه رحمة الله تعالى، لأنقل إليه تحايا المغتربين المعجبين ببرامجه الثقافية في القنوات الفضائية، وما يقدمه من أدب رصين وثقافة واسعة على خطى الراحل المقيم عبد الله الطيب، ولأقدم له دعوة الأستاذ السماني محمد عمارة رئيس المؤتمر الوطني بالخليج لزيارة جدة وأداء العمرة، وتبرعه بطباعة أحد أعمال المعهد، وقد تقبل الدعوة ووعد بتلبية الدعوة، وأثناء حديثي معه تطرقت إلى الأربعائية والموضوعات التي تطرحها، خاصة ما تناولته عن أدب كل من خليل فرح وحمزة الملك طمبل، فذكر لي أنه تناول شعر الخليل في العديد من لقاءاته، وقد خلص إلى أن الخليل كان عميق القراءة للشعر العربي القديم، وأن تلك القراءات انعكست على شعره بشكل واضح، فمثلاً قوله «عزة أنا جسمي صار زي الخلال وحظي في الركاب صابو الكلال» فيه نظر إلى نونية المتنبي: أبلى الهوى أسفا يوم النوى بدني وفرق الهجر بين الجفن والوسن روح تردد في مثل الخلال إذا أطارت الريح عنه الثوب لم يبن كفى بجسمي نحولاً أنني رجل لولا مخاطبتي إياك لم ترني وقول الخليل «خلي جات متبوعة الصافية كالدينار، في القوام مربوعة شوفا عالية منار» وكان العرب يشبهون الوجه الصافي المشرق الجميل بالدينار. يقول المرقش: النشر مسك والوجوه دنانيرٌ وأطراف الأكف عَنمُ لقد قصدت أن تكون زيارة قصيرة أقدم فيها رسائل محددة وأتناقش معه حول امكانية إقامة حفل التأبين القادم لعبد الله الطيب في مدينة فاس، المدينة التي أحبها فأحبته، لكنه بأريحية الأدباء أحال اللقاء القصير إلى ندوة حقيقية في الشعر والشعراء، خاصة شعر خليل فرح. فالتحية لهذا العالم الجليل والأديب الأريب0