مسكينة وزارة الصحة التي لم تأخذ من اسمها شيئًا فهي كما يقولون اسم على غير مسمى حيث لم تقتصر آلامها على (قلبها) في الخرطوم بل انتقلت كما تنتقل (الرطوبة) إلى مفاصلها في مصر، إذ اعتصم الأطباء المبعوثون هناك أمام السفارة السودانية احتجاجًا على تأخير الوزارة لعلاواتهم لعدة أشهر وقد قرروا الامتناع عن تعاطي (المسكنات) التي درجت الوزارة على (تصبيرهم) بها، مطالبين إياها ب (عملية جراحية) عاجلة لأوجاعهم خاصة أن الآلام انتقلت إلى أسرهم التي تشاركهم ويلات الغربة وظلم العشيرة. مستقبل مجهول الأطباء المعتصمون كانوا يحملون لافتات اجتهدوا في أن تكون شعاراتها قريبة من شعارات الثورة التي برع فيها المصريون الذين عرفوا بحضور البديهة ومن شعاراتهم: (ستة شهور بلا أجور مستقبل مجهول، وقفتنا مطلبية وحقوقنا شرعية، أطفالنا فلذات أكبادنا في خطر، وزارة الصحة الاتحادية.. نوم العوافي) وغيرها من العبارات وللأطباء أجر الاجتهاد.. الدكتور المعز عيسى الحاج مبعوث لمكافحة العدوى التي تعتبر من التخصصات الضرورية في السودان حيث لا يوجد أي نظام الآن لمكافحة العدوى في السودان قال ل (زووم): (نحن حوالى «250» طبيبًا مبعوثون للتخصص في تخصصات نادرة (طب الطوارئ، القلب، الكلى، الأورام، الطب الشرعي، المسالك، جراحة القلب والصدر، الجهاز الهضمي، طب الأسرة وغيرها)، انقطع المرتب الشهري منذ 6 أشهر، بالنسبة لي أكملت التدريب ومقبل على الامتحان لكنني لم أسدد الرسوم والسنة الدراسية بألف إسترليني والامتحان بخمسمائة إسترليني، تلك الضغوط انعكست على تحصيلنا، إدارة الزمالة المصرية رفضت في الأول السماح لنا بالجلوس للامتحان النهائي للتخصص ولكن قبل الامتحان خاطب المستشار الطبي بالسفارة السودانية الزمالة المصرية وسمحوا لنا بالامتحان والزمالة المصرية درجتها تساوي الدكتوراه في الطب ولكن النتيجة الآن محجوبة عنا.. الامتحان العملي بعد شهر لن يسمح لي بدخوله كما لا يمكنني معرف نتيجة الامتحان التحريري، إضافة لشعورنا بالذنب تجاه أسرنا التي تعيش معنا بمصر وأطفالنا يدرسون والحياة في مصر غالية). خليكم واعين المستشار الطبي بالسفارة السودانية د. الصادق الجعلي برَّر تأخر علاوات الأطباء لستة أشهر بالظروف الاقتصادية التي يعيشها السودان التي تأثرت بأحداث هجليج وغيرها وقال إن السفارة لم تنكر عليهم حقهم في الاحتجاج ولكن بصرتهم بما قد ينجم عنه من استغلال سياسي وأردف (أخبرناهم بتحفظنا على بعضها بحيث لا تستغل سياسيًا ويروج بها لبعض الأغراض)، وأكد إيمانهم بشرعية مطالب الأطباء متحدّثًا عن اتصالات جرت من قبل المستشارية مع وزارة الصحة والتدريب ووأخرى أجراها السفير برئاسة الجمهورية أسفرت عن وعود بحل المشكلة ولكن هناك إجراءات إدارية متعلقة ببنك السودان والتحويل وترتيب أولويات البنك رغم شعورهم أن قضية الأطباء أولى من أي أولوية للبنك.. وبالفعل أخذت القضية موقعها بعد اجتماع وزارة المالية الأخير. (زووم) اتصلت بمدير العلاقات العامة والإعلام بوزارة الصحة الاتحادية خالد حامد له رسالة لنستفسر عما تم بشأن حقوق الأطباء المبتعثين فقال إن وزارة الصحة قامت بما يليها إداريًا وإجرائيًا والمسائل المالية مسؤولية وزارة المالية وإدارة التدريب.. اتصلنا بمدير البعثات بإدارة التدريب أحمد سيد أحمد وأرسلنا له رسالة فلم يستجِب وعندما عاودنا الاتصال وجدنا هاتفه مغلقًا.