حقاً إن أمريكا استحقت لقب الدولة المنافقة التي تقول ولا تفعل ما تقول.. وتتحدث عن السلم والأمن الدوليين وهي أكبر مهدِّد للأمن والسلم في العالم.. تخرق العهود والمعاهدات، تعتدي على الدول والشعوب المستضعفة، تنهب مواردها وتدمِّر مقدراتها دون أدنى تقدير للقانون الدولي، وتحوِّل العالم إلى غابة تعيش فيها الوحوش ويأكل فيها القوي الضعيف، حيث لا قانون ولا ضابط ولا إنسانية ..وعلى هذا السياق تأتي مواقفها مفسرة لتلك المواقف المخالفة لكل النظم والقوانين والمعايير التي وضعتها الشعوب والأمم لتنظيم التعايش العالمي.. أميركا الصهيونية التي تبيع حياة الشعوب والدول والأمم بأبخس الأثمان عندما يحين موعد الانتخابات العامة بين الحزبين المتنافسين على الإدارة الديمقراطي«اسماً» والجمهوري «رسماً».. فكلاهما سواء في المواقف من الدول الأخرى خاصة الدول العربية والإفريقية والإسلامية. إن مبررات طلب الرئيس الأمريكي باراك أوباما تجديد العقوبات على بلادنا بعد كل هذه الأضرار التي لحقت ببلادنا وشعبنا ما هو إلا محاولة رخيصة لكسب أصوات اليهود في الانتخابات وهو كسب رخيص على حساب شعب آمن مسالم يبذل كل ما يملك لدرء المشكلات ويبادر بحلها رغم أصابع الصهيونية والأموال الأمريكية التي تسعى بكل ما تملك لإثارة المشكلات وإشعال نيران الحروب الأهلية في كل جزء من أجزاء بلادنا العزيزة وأمريكا تمنع عنّا أي قدر من التعاون الخارجي بفرض عقوبات اقتصادية تحرمنا من استجلاب التقانة.. وقطع غيار القطارات والطائرات وتحرمنا من التحويلات والتعامل الاقتصادي مع الدول الأخرى. أمريكا تحاصر بلادنا وتخلق لها المشكلات منذ أول يوم أعلن فيه شعب السودان اعتماد الشريعة الإسلامية منهجاً له في اقتصاده وقوانينه، وهو حق للشعب في أي مكان وليس الأمر أمر حكومات تنفذ رغبات الشعوب.. وأمريكا تعد ولا تفي بوعودها...أمريكا وعدت برفع العقوبات ورفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب إذا توصلت الحكومة إلى اتفاق سلام شامل مع الحركة الشعبية ..تحقق التوقيع على الاتفاقية واستمرت العقوبات.. اعترفت أمريكا بأن السودان أسهم كثيراً في مكافحة الإرهاب ووعدت برفع العقوبات.. ولم تف بوعدها.. وعدت بإجراء الاستفتاء وتحقق ما ظلت تعمل لأجله منذ صدور قانون المناطق المقفولة في أربعينيات القرن العشرين.. ولم تف بوعودها..لا برفع العقوبات ولا بإعفاء الديون.. ولا بتطبيع العلاقات. هذه هي أمريكا بحزبيها وبإدارتها.. وهذه هي مواقفها معنا التي صارت مواقف مبدئية.. وعلينا أن نتخذ منها مواقف مماثلة، فالله معنا ومعهم الشيطان.. والحق معنا ومعهم الباطل.. والصدق عندنا وعندهم الكذب والنفاق والتناقض وعلينا أن نعتبر الولاياتالمتحدة عدونا وعدو الله الأول.. وعلينا أن لاقينها قتالها.. إنها الشيطان بل الشيطان الأكبر.. وعلينا ألا نخشى إلا الله.. وحسبنا الله ونعم الوكيل.