أ.د.عمر شاع الدين مركز الضاد للدراسات العربية المتبادر لغة للوهلة الأولى أن أصل «الصقع» = الضرب. ارى ان هذا يتوافق وكلامنا فى العاميّة: صقعه+ ضربه+ طرشه+ كفته+ لطمه =كَفْ. قلت: هنا ربما نجد مدخلاً لكلام اللغة: صقعُِِ الديك: صياحه وأجد وشيجة رفيعة ما بين ضرب وصاح هى غير السببيّة وربما هذا يكون مدخل التعبير: ضرب بصوته الآفاق، ثم ما نجده قوياً فى اللغة: خطيب مصقع: مجهر بصوته: ضارب به. هكذا!! عندى ان هذا يجعل الصواقع لصوتها بعد ضربها الاول «انفجار». ان الذى دفعنى فى دهشة هو ما وجدته الزمخشري فى الكشاف وهو رأي من ثلاثة وقد ساقهم فى أصل القول: خطيب مصقع قال: هو من صقعه اذا ضرب صوقعته اى وسط رأسه ونعلم ان الزمخشرى عاشق مجازات وهذا مسلكه فى اساس البلاغة. لقد رأيت ان هذا.. يجعل «الصوقعة= وسط الرأس» اصلاً قبل معنى الضرب. وأرى ان هذا ليس من الترتيب ولذا لا يجد منطقاً مقبولاً خاصة اذا علمنا ان معنى الصقع فى الارض يجد لاحقًا معناه فى «الجانب» وكأنما الطيب «يضرب» فى كل جوانب الكلام. قلت: هذا يقوِّي معنى الضرب ناحية الجانب «المكان». هذا يجعل قرية «صقع الجمل» بكردفان تجد اصلاً فى معنى: الناحية = الجانب وهذا يحتم البعد ما يحوج لضرب الأرض. وهذا يدفعنى لقبول معنى: الصوقعة: وسط الرأس لأنى اجده يقوي معنى الصقيع: الثلج اي كأنه يضرب رؤوس الجبال ولذا هو رتبة اولى. قلت: قولنا فى عاميتنا «صنقع»: الراجح ان أصله: «صقع+ ن» ومثل هذا كثير فى كلامنا. ثم أرى ان معنى النظر الى اعلى الذى ذهب اليه استاذنا عون الشريف عليه الرحمات ليس دقيقاً أصدق منه عندي: معنى رفع الرأس الى اعلى هذا لأننا نقوله لغير النظر كأن نقول للاعمى: صنقع. هذا يجعل معنى اعلى الرأس اقوى كثيراً من معنى الضرب. قلت: انظر فى عاميتنا: ام صقاعة: ذات الجبين الواضح وقد ذكره استاذنا هويتدّ معنى «صنقع» برأسه كأنما يجعله واضحاً مرفوعاً. انظر: «رأس+ رفع». قلت: فى لهجة الخليج= طرش= ارسل ويقولون: طرشوا معى شرطى لاحضر النعامة. مراجعة: التوراة الى الاستاذ الصديق: احمد التجانى- أم روابة اسعدنى كلامك والأشواق. ان ما وجدته يفيدنا ان التوراة كتاب النصارى مأخوذ اصل اسمه من الثنائية السامية ويراد به العلم والمعرفة او نورهما ونارهما مثلما نور ونار القرآن. الاصل فى العبرية «آر»= النار وفى العربية نقول: أر النار: أوقدها وأجد هنا بصائر النور مجازاً: العلم والشريعة. قلت: لا احسب قولك ان الاصل يعود للثوران كأنما هو استنهاض النفوس للطاعة. ارى ان هذا مع قربه.. يبدو بعيداً جداً قرش! «القروش» فى الأصل مفرد جاءنا مع الأتراك من اوروبا. ولكن العاميات العربية جعلته جمعاً وذهبت فجعلت له مفرداً «القرش». قلت: هكذا صار القرش مفرد المفرد! مراجعة: ثقف قلت: الذهاب بأصل «الثقافة» لمعنى ادرك بالبصر يبدو متيناً للوهلة الاولى وقد وجدت من ذهب اليه واثقاً، والراجح عندى ان الذى دفع لهذا هو مافى القرآن سورة البقرة «واقتلوهم حيث ثقفتموهم» المراد اين وجدتموهم= رأيتموهم = اقتلوهم. اما المعنى الشائع السائغ: ازالة الاعوجاج فهو فى الرتبة الثانية اذا يتمّ بعد رؤية البر بعدها يعرف العيب الذى يتوجب التثقيف. هكذا نحصل ان رؤية البصر لازمة اولاً للإدراك الحسىّ. قال الزمخشري فى الكشاف: حيث وجدتموهم فى حلّ او حرم والثقف: وجود على وجه الأخذ والغلبة ومنه: رجل ثَقْف: سريع الأخذ لأقرانه. قال: فإما تثقفوني فاقتلوني: 214/1 هكذا نصل الى ان معنى الوجود المنصوص هو أصلاً: معنى الرؤية بالعين = الأخذ. وعندى للتأصيل يستوجب الأمر ان تكون الرؤية هنا خاصة للمنكر الشاذ الناشز. هذا كيما نخلص بعدها للإصلاح بالقتل فى الآية الكريمة أو بإصلاح الاعوجاج فى كلام اللغة.