أطبق المجتمع الغربي حصاره الاقتصادي والسياسي على السودان منذ اليوم الأول لثورة الإنقاذ، وأحكم إغلاق كل المنافذ ظنًا أن ذلك هو الطريق لإسقاط هذه الحكومة التي تدعو وتطبق شرع الله، وأيضًا حرَّك الغرب المرجفون في المدينة طالما أنهم صوروا للحكومات الغربية أنهم البديل الجاهز المطيع. ولكن مشيئة الله أقوى وأمضى فقد أثبتت الإنقاذ أن إرادة الشعوب غلاّبة وأن وضوح الهدف والمقصد والإيمان به والعمل من أجله هو الترياق الواقي المضاد لكل أنواع وأشكال المؤامرات والدسائس. نعم عانت الحكومة كثيرًا وضاق الشعب أكثر ولكن رغم الحصار والضيق وحجم التآمر الكبير شقَّت الطرق وحفرت الأنفاق وأعلت وأنشأت الخزانات وجاد علينا الكريم بخريف أدهش العالم وخذل المتربصين حيث كان رهانهم دون إيمان بقدرة الخالق على ضعف الخريف وثورة الجياع كما يسمونها ليأتوا حكامًا على جماجم وأشلاء الشعوب الجائعة، ولكن الله غالب وأثبت الشعب السوداني المجاهد عبقريته وقدرته على الصبر والاحتساب وأظهر من العبقرية في المعايشة والابتكار ما أدهش كل المراقبين، فدارت المصانع وأنتجت السكر والزيوت والأسمنت ومواد البناء وطورت ثورة التعليم أساليبها تجويدًا وكيفًا وما زالت تسير في هذا الاتجاه وأخذت الصناعات الحربية مكانها لتصل إلى حد الإبداع في صناعة السلاح والطيران والمركبات للحد الذي شكَّل إزعاجًا حقيقيًا للغرب. وبمخطط غربي صهيوني يشنُّ الطيران الغربي الإسرائيلي غاراته المتكررة على السودان لتدمير صناعاته الحربية فائقة الجودة والدقة وإلا ما كانت هدفًا لهذا العدوان الصهيوني الذي يهدف لشل القدرات العربية الإسلامية في المقام الأول فنحن لسنا دولة مواجهة مع العدو الإسرائيلي كما أن المقاومة الفلسطينية تستجلب السلاح من مختلف دول العالم حتى من الغرب نفسه، إذن لماذا ضرب مصنع اليرموك بالخرطوم دون سواه!!! فمن المؤكد أن ذلك حلقة من حلقات محاصرة هذا المارد والاستمرار في تركيعه وإيقاف عجلة تنميته ومنعه من امتلاك أدواته الخاصة، ومن ثم تتم محاصرة العالم العربي والإسلامي من جميع أطرافه لتحقيق المخططات الصهيونية. والسيطرة على منابع ومجاري النيل والتحكم في الثروات والمواد الخام المتوفرة في هذه البقعة الجغرافية من العالم. وهذا المخطط لم يعد سرًا أو اكتشافًا يُهمس به في الغرف المغلقة وهو قد وصل إلى مرحلة المواجهة المسلحة في مراحل تطبيقه وإنزاله على أرض الواقع مما يستوجب وعلى عجل موقفًا موحدًا من العالمين العربي والإسلامي كما يستوجب بالضرورة إيجاد الحلفاء الإستراتيجيين المرتبطين بمصالح جوهرية مشتركة ولديهم الرغبة والقدرة على الدفاع عن مصالحهم معنا. وفي تقديري يجب أن نذهب بعيدًا فيما عنيته من شراكة إستراتيجية ولنمضِ لدرجة بناء القواعد العسكرية نحمي أرضنا ومقدراتنا لأن القادم واضح والمثل يقول إن «ليالي الخريف تظهر من عصاريها» وأيضًا لا نجد في التاريخ المعاصر دولة سمحت لها دول الاستكبار بالنمو والتقدم دون أن تكون محمية بدول عظمى ذات مصالح مشتركة معها وقادرة على حمايتها والأمثلة كثيرة. كما لا توجد جهة أو سلطة تحاسب أمريكا والغرب والصهيونية على تجاوزاتها واعتداءاتها كما أن القانون الدولي لا تنص مواده على شِقّ عقابي يطبق على الدول بل كل ما هنالك إمكانية المعاملة بالمثل. وطالما أن معادلة ميزان القوى مختلة وترجح بالكامل جانب الغرب وأمريكا وإسرائيل، إذن من الهام والعاجل العمل على توحيد الصف الداخلي والتوافق حول ثوابت بناء الوطن ورسم الخطط الإستراتيجية المدروسة جيدًا ومن ثم التحالف مع القوي القادر على رد العدوان صاحبة الوزن العالمي المعترف به ليكون ضامنًا لنهضة البلاد وحماية أراضيها ومقدراتها. كسرتين الأولى.. وهي رسالة للأخ الدكتور عبدالرحمن الخضر والي الخرطوم وكيف سمحت سلطات الولاية للأجانب من مواطني دولة الجنوب باتخاذ شارع الجمهورية وشارع 15 العمارات سوقًا لبضائعهم دون ترخيص والتي من المؤكد دخلت البلاد دون جمارك أو رسوم والموضوع جهارًا نهارًا وعلى عينك يا ... الثانية.. الإخوة أبناء القرير الأجلاء كل عام وأنتم بخير ولاما زالت اللجان في انتظار مساهماتكم لإعادة بناء النادي بالخرطوم شارع «61» وللقرير دين في رقابنا.