أحداث وموضوعات متلاحقة أخذت بتلابيب البلاد، واستقطبت اهتمامات الرأي العام بشكل لم يسبق له مثيل، منها ما يقال عن مرض السيد رئيس الجمهورية الذي اتضح فيها أن الشائعات والأكاذيب والتكهنات كان كزبد البحر لا عد له، مثلما أن شعور الإشفاق كان في أوسع دوائره، وكل ذلك تحت ظلال السياسة وتوالد أبعادها، وقد وضح أن ما يعاني منه الرئيس وظهوره للجالية السودانية في العاصمة السعودية الرياض، ألجم الشائعات وقطع كل لسان كذوب. وتزامن وترافق مع الأقاويل حول مرض الرئيس، ما يجري في الخفاء والعلن حول قضية أبيي وتحركات دولية وإقليمية لفرض حل على السودان وأهل المنطقة لن يزيدها إلا ناراً وخبالاً. ويتحرك القائم بالأعمال الأمريكي في الخرطوم، لاستكناه ومعرفة الآراء الرسمية من الحكومة في مستوياتها المختلفة واللجنة الإشرافية والمواقف الشعبية لقبائل المنطقة، خاصة المسيرية أصحاب الأرض والحق التاريخي فيها.. وهذه التحركات للدبلوماسي الامريكي وسفارته، لقراءة الساحة الداخلية لما بعد صدور قرارات دولية تتكشفت بظهور بيان مجلس الأمن والسلم الإفريقي وتجرى الترتيبات الدولية وعلى مستوى الاتحاد الافريقي لفرض القرار المتوقع برفع الستار عن وجه المؤامرة الدنيئة التي تقودها الآلية الإفريقية رفيعة المستوى!! فما يفعله القائم بالأعمال الأمريكي، ليس محاولة لمعرفة المعلومات وطلبها والتعرف على المواقف الداخلية وملامسة رأي المسيرية والحكومة، لتقديمها لحكومته لتقييم مواقفها واتخاذ ما تراه مناسباً مع كل الأطراف، وإنما تأتي هذه التحركات بمثابة الجس قبل الذبح لقضية أبيي، فواشنطون حددت موقفها وهي التي تقف وراء مقترح أمبيكي الأخير، وحرضت الدول الإفريقية ودعتها لتأييده في مجلس الأمن والسلم الإفريقي حتى يقدم لمجلس الأمن الدولي ليعضده بقرار من عنده. وتتلاقى مع الحدثين، «ما يقال عن مرض الرئيس وما يجري في قضية أبيي»، محاولات لتسخين الساحة القتالية في جنوب كردفان ودارفور والنيل الأزرق، وتستعد الحركات المسلحة وما يسمى الجبهة الثورية وقطاع الشمال بالحركة الشعبية، لبدء معاركها اليائسة بعد انقضاء فصل الخريف وحلول الشتاء، وتسعى هذه الجهات لإحداث ضربة أو اختراق كبير في أيٍ من هذه المناطق ليكون ذلك مقدمة كما تتوهم لإسقاط النظام في الخرطوم. الحمي الصفراء.. لم التباطوء؟! منهج الحكومة في التكتم والنكران، هو الذي جلب هذه المأساة وجعلها تمشي على قدمين في ولايات وسط وشمال وغرب دارفور وجنوبها، فقد ظهرت منذ أكثر من شهر ونصف حالات إصابة بالحمى الصفراء، وحصدت عدداً من الأرواح في مناطق مختلفة من وسط دارفور وغربها وأجزاء ضئيلة في جنوبها وشمالها، وانتشرت هذه الحمى بين الرحل في الأساس، وصمتت الحكومات الولائية ربما بأمر اتحادي عن الحديث عن هذا المرض الغامض الذي لم يظهر من قبل في دارفور، وثارت تكهنات كثيرة حوله، هل هو جرثومة بيولوجية معدة بواسطة المنظمات الأجنبية العاملة في دارفور، أم عدوى انتقلت مع قوات اليوناميد خاصة القادمة من دول إفريقية تنتشر فيها مثل هذه الأوبئة، أو قدمت من الجنوب مع حركات دارفور التي تتنقل على الحدود المشتركة بين السودان وجنوب السودان وتذهب حتى يوغندا؟! صمتت الحكومات الولائية وصمت نواب البرلمان، حتى تم الكشف عنها أخيراً في تصريحات لوزير الإعلام السابق عبد الله مسار ل «الإنتباهة» خلال قضائه عطلة عيد الأضحى في نيالا، وقبله معلومات أشار إليها بشكل خاص غير رسمي مستشار والي جنوب دارفور. وتطورات المرض مقلقة للغاية، وهناك احتمالات انتقاله لمناطق أخرى، وربما تكون وصلت حالات للخرطوم، وعلى الحكومة التحرك السريع لاحتواء هذا الوباء ووضع الاحتياطات اللازمة حياله قبل أن يتفاقم، وإمداد ولايات دارفور بالأمصال والفرق الطبية فوراً، ومن المحزن أن يحاول البعض التغطية على ما يجري بحجج واهية، وأغربها عندما تحدث أحد الوزراء عن تأثير إعلان المرض على صادر الثروة الحيوانية، وكأن حياة الإنسان لا تساوي شيئاً أمام البهائم أو هو أقل درجة!! خفي حنين ثم ماذا بعد عودة الوفد الحكومي من جوبا وفشل اجتماعات اللجنة السياسية الأمنية العسكرية المشتركة بيننا ودولة جنوب السودان، وهي أول اجتماعات تلتئم عقب توقيع اتفاق التعاون مع الجنوب، لم يحدث تقدم في أية قضية من قضايا الخلافات الأمنية، لا في الحدود ولا وقف دعم الحركات المتمردة أو فك الارتبط مع قطاع الشمال، ولا الانسحاب من «14 ميل» ولا المناطق الاخرى المحددة في الاتفاقية ولا المنطقة المنزوعة السلاح.. فقد عاد الوفد بلا شيء.. وصدقت التوقعات القائلة إن حكومة دولة الجنوب ليست جادة وتسعى فقط لكسب الوقت حتى تنضج مؤامرتها ضدنا، والأيام والليالي حبالى يلدن كل جديد!! الكرة السودانية في السماء الإفريقي يخوض فريقا الهلال المريخ مباراتيهما نحو نهائي الكونفدرالية الافريقي اليوم وغداً.. المريخ هنا في الخرطوم مساء اليوم والهلال غداً في العاصمة المالية باماكو، وما من سوداني إلا وتمنى أن ينتصر الفريقان وتصبح المباراة النهائية والبطولة نفسها سودانية خالصة سواء فاز بها الهلال أو المريخ في المباراة الختامية، ومجرد وصول فريقي القمة لهذه المرحلة هو تفوق للكرة السودانية التي تتأرجح ولا تستقر على حال، ولم يحدث قبل عقود طويلة أن وصل فريقا القمة معاً لهذا المستوى التنافسي الإفريقي.. وكل المطلوب من الجماهير الرياضية من كل الانتماءات الوقوف مع المريخ اليوم والدعاء للهلال بالتوفيق غداً، وسيأتي الهلال بالنصر بإذن الله من باماكو، وسيحول المريخ هزيمته في الكنغو برازافيل إلى انتصار. لجنة الاتصال بغير الموقعين مساء الثلاثاء الماضي تم تدشين لجنة من قيادات دارفور برئاسة الحاج صديق آدم عبد الله ودعة وعضوية رموز سياسية من وزراء سابقين وقادة عسكريين متقاعدين وقيادات أهلية وشخصيات ذات حيثية مهمة في دارفور للاتصال بحركات دارفور غير الموقعة على وثيقة الدوحة، وحضر اللقاء المسائي عدد كبير من قيادات السلطة الانتقالية والحكومة الاتحادية في مقدمتهم د. التيجاني سيسي رئيس السلطة الاقليمية الانتقالية، وقيادات دارفورية من كل الطيف السياسي.. والفكرة جيدة وستعطي أُكلها إذا صدقت النوايا وأخلص العمل من أجل السلام والاستقرار، وتوفرت إرادة مستقلة وحرة للحركات غير الموقعة، وذهب عن النفوس الطمع.. وتنتظر اللجنة من الجميع عونها ومساعدتها في تحقيق ما قامت من أجله.. كل التمنيات لها بالتوفيق. الوداع المؤقت رواية الوداع المؤقت (Goodbye For Now) التي صدرت قبل شهرين تقريباً للوري فرانكيل، هي نوع من الخيال الغريب، وتتحدث الرواية عن مهندس برامج حاسوب «سام الينغ» يعيش قصة حب رائعة ومشبوبة، ويبتكر طريقة «لوغاريتم» لمعرفة كل ما يكتبه المستخدمون للكمبيوتر في شبكات التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك والتويتر وغيرها، ويقوم هذا المهندس بتنفيذ فكرة لم تسبق بعد باقتحام عالم الموتى لينقل عنهم مدوناتهم وكتاباتهم، ليتم التواصل بينهم وبين الأحياء، ويخترع بريداً إلكترونيا في برامجه يضاف لشبكات التواصل يسمى «بريد الموتى».. وفكرته لا تقوم على الاستحضار للأرواح أو عالم ما وراء الطبيعة أو أشياء خارقة، فقط هو يستخدم علم الكمبيوتر العجيب وسحره المخزون الهائل من المعلومات ومئات بل آلاف المليارات من الكتابات والمدونات والتعليقات يستخدمها الكمبيوتر في بريد الموتى للتواصل المستمر مع الأحياء والراحلين عن الدنيا... وكأن الموت هو وداع مؤقت فقط!! --- الرجاء إرسال التعليقات علي البريد الإلكتروني عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.