رداً على ما أوردته بعض الصحف الإسرائيلية حول استفادة الموساد من معلومات حول مصنع اليرموك نشرتها صحيفة «رأي الشعب» التابعة لحزب الترابي «المؤتمر الشعبي» وردًا أيضاً على تصريحات من بعض قيادات الوطني تحمل اتهاماً للمؤتمر الشعبي بأنه مدّ دولة العدو الإسرائيلي بمعلومات عبر صحيفة الحزب، قال مساعد الأمين العام لذات الحزب إبراهيم السنوسي إن إنشاء هذا المصنع أصلاً من بنات أفكار الترابي في بدايات «الإنقاذ» حين برزت الحاجة لقيام مثل هذا المصنع لتلبية احتياجات القوات المسلحة من الذخيرة بعد اتساع رقعة التمرد من الجنوب إلى جنوب كردفان أي إلى الشمال. وقال السنوسي رافضاً الاتهام: «كيف يستقيم أن نسهم ونهدم ما قمنا بإنشائه». انتهى.. والسؤال هنا هو لماذا سيق الاتهام إلى حزب الترابي؟!، الإجابة بالطبع هي لأن بعض الصحف الإسرائيلية مثل صحيفة يديعوت أحرنوت نشرت خبر استفادة الموساد «المخابرات الإسرائيلية الخارجية» من معلومات وردت في صحيفة الحزب. أما قول السنوسي إن حزبهم لا يمكن أن يسهم أو يهدم ما بناه، فإن مثل هذا الدفاع يمكن أن يجد التأثير عليه لإضعافه من كل تصريحات الترابي السالبة ضد الدولة منذ صدور قرارات الرابع من رمضان وإلى يومنا إضافة إلى رئيس وأعضاء هيئة قيادة حركة العدل والمساواة قبل مقتل زعيمها خليل إبراهيم طبعاً أما اليوم فإن هذه الحركة أصبحت تتحالف مع مجموعة مناوي المنشقة من حركة عبد الواحد محمد نور ما يعني تغيير أجندة العدل والمساواة السياسية التي قام عليها برنامجها الأول «ذي فيرست مينوفست». فلم يحافظ الترابي على أسرار انقلاب البشير وقال: «قلت للبشير اذهب إلى القصر رئيساً وسأذهب إلى السجن حبيساً».. «الفولة ما بتتبلّ في خشمو». وبعد أن نشرت صحيفة حزب الترابي تلك المعلومات التي قيل إن الموساد قد استفاد منها، لماذا لم يسارع السنوسي إلى الاستنكار أول الأمر؟ ولماذا لم يقل الترابي إن الدولة محقة لو أوقفت الصحيفة لهذا السبب؟! هل كان الترابي سيرحم صحيفة تورد مثل هذه المعلومات بغض النظر عن صحتها لو كان في دوائر الحكم؟! وكان الترابي «وصياً» على الحكم حينما أعدمت الدولة تجار العملة، فأيهما أكبر خطورة على البلاد تجارة العملة أم إيراد المعلومات الصحيحة أو غير الصحيحة حول قدرات الدولة العسكرية لاستعداء المجتمع الدولي وتحريضه على البلاد؟! إلى أي مدى كانت ستسخر البلاد اقتصادياً بوجود العملة الصعبة خارج النظام المصرفي، وإلي أي مدى تخسر عسكرياً بقصف مصانع الإنتاج الحربي؟! ركز إبراهيم السنوسي على نفي التهم وكأن الأمر مغالطات مشجعي فريقي الهلال والمريخ، ولم يستنكر ما أوردته صحيفة حزبه.. وهو مربط الفرس في السباق. وإذا كان السنوسي يقول إن إنشاء مصنع اليرموك كان من بنات أفكار الترابي، فليس هذا وحده إن صحّ ما قال كان من بنات أفكاره، فالانقلاب من بنات أفكاره، ورسم السياسة الخارجية العقيمة من بنات أفكاره وتعبئة الشباب للجهاد من بنات أفكاره، وبعد أن أبعد من السلطة وابتعد بعد ذلك من الحزب الحاكم وتبعته مجموعة من الإسلاميين بدأ في تصريحاته نادماً على كل ما كان من بنات أفكاره. وتحدّث عن الفساد الحكومي، وحرّض المتمردين في دارفور، وفي مرة كان مغادراً المعتقل قال: «أشكروا لإخوانكم في دارفور فإن الحريات لا تأتي إلا بحمل السلاح». وكان هذا التصريح غريباً وغير ملائم للواقع؛ لأن متمردي دارفور لم يحملوا السلاح للحريات التي تنفستها البلاد بعد إبعاد الترابي. وهل يعقل ألا يدري الترابي لماذا حملوا السلاح؟! لكنها للأسف تصريحات التشفّي.. ويقول مثل غرب السودان «من فشَّ غبينتو حرق مدينتو».