{ أعترف هنا أننا بعنا بضاعة مغشوشة حين كتبنا وخدعنا أنفسنا والقراء أن المريخ سيصل للنهائي ويفوز بالكأس.. وكنا في دواخلنا وفي مجالسنا الخاصة نذكر الحقيقة المرة بأن المريخ لن يكسب، ولكن لا يمكن أن نكتب هذا والأمل يراودنا أن الفوز بهدف نظيف ليس مستحيلاً ولا صعباً. { الحقيقة أن المستوى الذي لعب به المريخ كان لا يمكن أن يؤهله للفوز على فريق ليوباردز الكنغولي الذي أدى مباراة بطولة بطريقة ذكية متوازنة دفاعاً ودفاعاً ودفاعاً وهجوماً، للخروج بالتعادل السلبي الكافي له لبلوغ النهائي.. وأظن أن الفرص التي أتيحت له أكثر من فرصنا ولو كانت لنا كرة ارتدت من العارضة فلهم أيضاً كرة ارتدت من نفس العارضة، ولو أنقذ الحارس عصام الحضري كرتين خطرتين، فإن حارسهم لم ينقذ أية كرة خطرة طوال التسعين دقيقة. { إذاً ليبواردز يستحق الفوز، وهذا هو واقع المباراة وواقع مجرياتها.. وقد شكل مستوى اللاعبين أكثر من علامة استفهام، ويقيني أنه لولا رباعي الدفاع والحارس الحضري لخسرنا بالأربعة، كما خسرناها في النهائي قبل خمس سنوات أمام الصفاقسي التونسي. { خروج المريخ الحزين يجب أن يكون بداية حوار جاد.. فالنتائج التي تتحقق في المشاوير الأولى في المنافسات الخارجية لم تكن نتيجة تخطيط وإعداد سليم وبرمجة واضحة، إنما هي اجتهادات وحظوظ وأداء مقبول بما يشبه المسكنات التي ينتهي مفعولها بعد حين وهذا هو الواقع المر. { خرج المريخ ونتوقع هزة عنيفة في كل شئ.. ولكن مما يؤسف له أن الهزة ستكون بالمدرب وبعض المحترفين وبعض نجوم الفريق الكبار، وهذه ليست الهزة التي نقصدها، فالهزة في إعادة النظر والتأهيل الكامل للوضع الكروي. نقطة.. نقطة { لم أشهد مباراة المريخ وليوباردز في الاستاد.. رغم أنني كتبت ذلك من أجل المساهمة في حملة التعبئة وحشد الجماهير، ومنذ سنوات لم تطأ أقدامي الاستادات ولا أحس بأن شيئاً ينقصني.. والظروف الصحية التي نعيشها تفرض علينا ذلك. { حاولت أن أختار نجماً من فريق المريخ لمباراة أول أمس فلم أجد غير ليما البرازيلي وباسكال العاجي وضفر السوداني والحضري المصري، رغم أن غلطة الأخير التي حدثت في لقاء الذهاب كانت سبب الخروج وتناسيناها ولكن تذكرناها أمس. { مستوى بقية أفراد المريخ كان عجيباً وعلامة استفهام ولكن علامة الاستفهام الأكبر كانت في مستوى أحمد الباشا وسعيد السعودي وسكواها. { دراسة الأمر والحوار تكون بهدوء بعيداً عن الانفعال ومحاولة امتصاص الغضب بالقرارات السريعة والتلويح بالاستقالات. { غداً بمشيئة الله تعالى نكتب عن لقاء الهلال ودجوليبا المالي.. ونكمل ما بدأناه حول مأساة الكرة السودانية، فإلى الغد بمشيئة الله مع ملاحظة نكتب هذه المادة قبل ساعات من انطلاق لقاء الأمس بباماكو.