قال الصادق المهدي زعيم حزب الأمة القومي إن حزبه يفاوض الوطني بيد وسيقيم حركة الاعتصامات باليد الأخرى، وقال إنه ينتظر أيهما أسبق ضرورة أن يتفهم النظام الحل الاستباقي لتجنيب البلاد أحداث العنف ويغني المؤمنين شر القتال أو أن يفرض خيار الضغط عليه عن طريق الاعتصامات، بالطبع تحدث المهدي في أوقات سابقة عن ما أسماه الانتفاضة السلمية، والآن يتحدث عن الاعتصامات، وبلا شك من حق أي حزب معارض أن يتحدث عن وسائل الضغط السلمي على السلطة لكن السؤال الملح هو: هل يملك حزب الأمة الذي تشظت قياداته وانضمت إلى ساحة الوطني التي تقول دائمًا هل من مزيد ثم دخل حتي ابن زعيمه عبد الرحمن المهدي أسوار القصر الرئاسي، هل هو قادر على قيادة الاعتصامات أو حتى إحداث ضغوط مؤثرة على السلطة أحسب أنه كلما صرح المهدي بأن حزبه سيقود اعتصاماً أو انتفاضة أن رموز النظام يقول لسان حالهم كما قال الشاعر «زَعَمَ الفَرَزدَقُ أَن سَيَقتُلُ مَربَعاً *** أَبشِر بِطولِ سَلامَةٍ يا مَربَعُ» تعهدات أمريكية تعهد القائم بالأعمال الأمريكي بالخرطوم ببذل جهود مكثفة وتقديم حلول جذرية ترضي أطراف الصراع في أبيي وهما المسيرية ودينكا نقوك، لكن المعروف أن الولاياتالمتحدة تؤيد مقترح أمبيكي حول حل النزاع وهو ما يرفضه المسيرية وتتحفظ عليه حكومة الخرطوم، إذن ما هو الحل السحري الذي يتجاوز مقترحات أمبيكي ويرضي الطرفين المتنازعين في قضية استعصت في جولة المفاوضات السابقة بأديس، لأن من الصعوبة بمكان أن تتواءم الرؤية الأمريكية مع خيارات السودان في أي قضية فهل تتحقق هذه المرة في مستهل بداية الدورة الجديدة للرئيس أوباما؟