لن أتطرق لموضوع الاغتراب والمغتربين عموما لِما تناولته وسائل الإعلام المختلفة من شتى الجوانب ولا أعتقد أن هنالك أذنًا صاغية للبحث فى الأسباب والتفكير فى طُرق العودة وما إلى ذلك، وعلق الساخرون فى هذا الشأن بأن على «آخر واحد طالع يطفئ النور معاهو» .. زفت المجالس البشرى لبعض الدول بقرب السماح للخادمات السودانيات للعمل بالخليج، وتلقينا ذلك بالشك بل باليقين أن ذلك لن يحدث، البيوتات السودانية تعج بالخادمات الإثيوبيات ولا يكاد بيت يخلو حتى في الأرياف تجد من تعين صاحبة الدار ولو بأجر مستقطع، وأكتب الآن ورأيت رأى العين صدور تأشيرات استقدام عاملات منزليات من السودان، وتعجبت من الأمر وكيف أن الداخلية ستمنح تأشيرة الخروج بهذه المهنة التي تسلب منا الكثير ولا تُبقي شيئًا يحفظ ماء الوجه. ترددت وأنا أمسك المستند وخاطبت صاحبه بأن المقصود ربما الجنوب وأنا فى تلك اللحظة لم انظر لجهة القدوم «الخرطوم» بعد من هول المفاجأة.. ويدور في الأفق أن السودانية أرخص ثمنًا حيث إن الفلبينية لديها سفارة ترعى مصالحها وتضع الشروط وقنوات التواصل وكيفية الوصول إليها إذا أصابها مكروه وضمان استلام المستحقات وحتى كروكي لموقع عملها وكثير من الإجراءات التي تراعي مصالحها. هذا لغير المسلمة بافتراض الغالبية المستقدمة من شرق آسيا كذلك، أما السودانية التي ستكون من ضمن هؤلاء وبدأ العمل فى هذا الشأن ومنذ اليوم ستجد الصفوف من الآنسات والسيدات في صالة المغادرة والداخلية مروراً بجهاز شؤون المغتربين الذي يتربع على عرشه كرار التهامى الذي يعلم مآلات ذلك ولا أدرى سبب غض الطرف وفتح الأبواب، وربما يكون بحثًا عن مزيد من الجباية والمداخيل وتكبير الكوم حتى لو كان على وجوه وسمعة القطاع الذي بالأمس القريب أفردت الصحف مساحات بالإشادات التي وردت في حق المغترب السوداني.. الخطوة ليست بالسهلة وجديرة بالحسم وبقوة ولا نترك الحبل على الغارب للمتساهلين، ونهنئ القائمين بهذا الأمر في بلدي، وأخيرًا السودانيات خادمات وهكذا يكتمل مسلسل هدر الكرامة والاهانة وليت للغيرة بقية.