في الأذهان كثير من المواقف التي خرج فيها الشعب السوداني لاستقبال قياداته التاريخية سياسية كانت أو اجتماعية، أو مواقف سياسية محددة وقضايا قبول أو رفض لقرارات، وغيرها من المناسبات التي اصطف فيها أبناء الشعب لإلقاء التحية.. لكن هذه المرة ترسمت مليونية خاصة لم تشهدها الساحة السياسية من قبل للاستقبال التاريخي للرئيس البشير عقب عودته أمس من المملكة العربية السعودية، بعد تسعة أيام قضاها في التعافي من إزالة لحمية بحباله الصوتية، وأجرى الرئيس عملية جراحية ناجحة غادر بعدها المستشفى وانخرط في عدد من المهام الرسمية. البشير مرتاح البشير الذي حيَّا الجماهير التي احتشدت منذ ظهر أمس بمطار الخرطوم الدولي عبر سيارة مكشوفة، ظهرت على وجهه علامات الارتياح والسعادة، وربما صحب تلك العلامات تعافي الحكومة من الشائعات التي راجت حول مرضه وخطورته. ومن ناحية أخرى بدت تلك العلامات على وجوه كثير من المسؤولين في مقدمتهم النائب الأول لرئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه، وظهرت علامات السعادة كذلك على كثير من المسؤولين، وهم ينشطون في التحرك يمنة ويسرة بين الجماهير. بكاء وفرح منذ الثانية ظهراً بدأت الجماهير في التقاطر على مطار الخرطوم، وانتظرت ساعات لحين وصول الرئيس البشير الذي حطت طائرته في تمام الرابعة عصراً، وخرج بعدها على متن السيارة ملوِّحاً لمستقبليه.. وفي اللحظات الأولى كانت تجمعات جماعية حماسية تردد شعارات البيعة وغيرها للبشير، وهناك على جوانب الصالة الرئاسية من الخارج وقف عدد من المواطنين.. البعض يبكي والآخر يهلل ويكبر بعودة الرئيس سالماً معافى. النائب الأول سعيد وعلى جانب الصالة الرئاسية نفسها اصطفت سيارات المسؤولين بالدولة وقيادات الأحزاب السياسية والمجتمع المدني لاستقبال الرئيس البشير.. النائب الأول لرئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه الذي رسمت ملامح السعادة تعابير وجهه، سارع إلى استقبال الرئيس وسبقه مرة أخرى لداخل القاعة الرئاسية. نحر الذبائح قطاعات الطلاب كانت الأكثر حضوراً، وتألق الاتحاد العام لطلاب ولاية الخرطوم في حشد الطلاب وتزيين مكان الاستقبال باللافتات، ونشر قواعده بالمدارس والجامعات على طول الطريق حتى بيت الضيافة، وأمام مدخل الصالة الرئاسية نحرت الذبائح من الإبل والعجول والخراف كرامةً بعد عودة الرئيس. «كتمت علي ديل» مسيرات صاخبة عنوانها الفرح جابت شوارع الخرطوم وطافت بها للترحيب بعودة الرئيس البشير.. رددت فيها أغانٍ حماسية حملت دلالات سياسية عميقة حول الإشاعات التي راجت بشأن صحة البشير.. جماعات هتفت «عائد البشير وكتمت علي ديل» سألت أحد الهاتفين عن من هم «ديل»؟ أجابني ضاحكاً مروجي الشائعات وناس عرمان وأمثالهم. شفاء الحكومة بعودة الرئيس البشير وانتهاء رحلته العلاجية بنجاح انقطع حبل الشائعات وعادت الأمور كما كانت، وشفت الحكومة من الشائعات التي أدارت الرؤوس كثيرًا طول الأيام الماضية حول الحالة الصحية للرئيس البشير التوجسات اختفت وانقطعت الأقاويل والروايات التي لن تتدفق على المواقع الإسفيرية وشبكات التواصل الاجتماعي وغيرها من وسائط المعلومات.