نائب الرئيس: الأجهزة الأمنية تابعت العملية وقضت عليها تماماً..الحكومة: الشائعات التي راجت حول مرض الرئيس كانت لتهيئة المسرح..اعتقال «13» عسكرياً ومدنياً متهمين بالتخطيط لإحداث فوضى وتصفية قيادات..المتهمون حددوا «ساعة الصفر» بيوم أمس الخرطوم: هيثم عثمان- صلاح مختار كشفت الحكومة عن اعتقال «13» شخصاً عسكرياً بالقوات المسلحة وجهاز الأمن والمخابرات وآخرين مدنيين في المحاولة التخريبية التي تم إحباطها فجر أمس، أبرزهم مدير جهاز الأمن والمخابرات السابق الفريق أول صلاح عبد الله قوش، واللواء عادل الطيب، والعميد محمد ابراهيم المشهور ب «ود إبراهيم» قائد الحرس الرئاسي السابق، بجانب اعتقال القيادي بالدفاع الشعبي مصطفى نور الدين، وقالت إن ساعة الصفر كانت محددة بيوم الخميس قبل الماضي إلا أنه تم تعديلها إلى يوم أمس. فيما استمع المكتب القيادي للمؤتمر الوطني برئاسة الرئيس عمر البشير لتنوير عن المحاولة التخريبية، واطمأن على أن المحاولة محدودة، واطمأن «الوطني» بحسب تصريح صحفي على سلامة الإجراءات التي اتخذت، وأشاد بيقظة الأجهزة الأمنية ومهنيتها العالية، ووجه بالمضي قُدُماً في إنفاذ البرامج والسياسات التي أقرّها الحزب واعتمدتها الدولة، وبسط هيبة الدولة. وأكد نائب رئيس الجمهورية الحاج آدم يوسف أن القوات النظامية ظلت ترصد المجموعة الموقوفة منذ بداياتها إلى أن قضت عليها أمس، وقال إن الشعب السوداني ضد المحاولة، وأوضح نائب الرئيس خلال مخاطبته تدشين فاتحة مهرجان السياحة والتسوق بمدينة بورتسودان أمس، أن المجموعة ومن يقف خلفها ليس لهم طريق للوصول للسلطة إلا عبر الانتخابات. وقال إن ولاء الأجهزة النظامية بمختلف مسمياتها للإنقاذ والرئيس. وقال وزير الإعلام المتحدث باسم الحكومة أحمد بلال في مؤتمر صحفي بمقر الوزارة ظهر أمس، أن المتهمين كانوا يخططون ويدبرون لأعمال تخريبية بالبلاد وإحداث فوضى والنيل من بعض القيادات السياسية بالدولة، وأوضح أن المجموعة كانت تعتزم القيام بأعمال تخريبية بالبلاد يوم الخميس الماضي لكنها قامت بتأجيل ساعة الصفر إلى يوم أمس، وأكد علم الأجهزة الأمنية بالعملية منذ تخطيطها، وقامت بتمليك هذه العلومات لقيادة الدولة، وقال إن قيادة الدولة قررت حسمها والقيام بعمل احترازي يقي وينجي البلاد من الوقوع في كثير من المنزلقات. وذكر وزير الإعلام أن الحكومة قررت اتخاذ الخيار الثاني باستباق العملية وحسمها مفضلة هذا الخيار على الأول الداعي لمراقبة العملية وحسمها في وقت اندلاعها، وقال إن الأجهزة الأمنية بأعين ساهرة وآذان صاغية لا تتبع الهوى ولا ترجم بالغيب تجمعت لديها حيثيات ودلائل على أن هناك حراكاً يقصد به إحداث فوضى والنيل من بعض القيادات بالبلاد وضرب الاستقرار، وأضاف قائلاً: «هذه المعلومات التي تجمعت كانت كافية بعد تمحيصها وعرضها على القيادة السياسية لاتخاذ قرار». وتابع قائلاً: «كان هناك خياران الأول الانتظار لساعة الصفر والثاني القيام بعمل احترازي ينجي البلاد مما سيحدث»، وأردف قائلاً: «وتم اختيار الخيار الثاني، وعليه تم اعتقال عدد من المشتبه فيهم والمتهمين الذين كانوا ينوون القيام بهذا العمل التخريبي»، وزاد بلال قائلاً: «كان القرار إجهاض العملية قبل ساعة الصفر»، ونوَّه بأن العملية لم تكن وليدة اللحظة وإنما خطط لها قبل فترة ومنذ الشائعات التي راجت حول صحة رئيس الجمهورية عقب مرضه الأخير، وقال: «إذا أردنا جمع الخيوط للذهن العام نلفت النظر إلى المرض العادي الذي أصاب الرئيس، وكمية الشائعات التي صاحبت ذلك»، وأضاف أن الغرض من تلك الشائعات كان تهيئة الرأي العام وتجهيز المسرح لتلك العملية، مؤكداً استقرار الأحوال والأمور بالبلاد، وانعدام امتداد تلك العملية داخل الجيش وجهاز الأمن والمخابرات أو الدفاع الشعبي. وأكد بلال أن الدولة تمتلك كل الأجهزة والاستخبارات التي تمكنها من كشف تلك الاختراقات، موضحاً أن العملية التخريبية شهدت اتصالات داخلية وخارجية لم يحددها مؤكداً خضوع كل المتهمين للتحقيقات بصورة عادلة، وقال: «الأجهزة عاكفة الآن على التحقيق مع المتهمين، ولا نستبق الأحداث ولا نخوض في كثير من الجوانب لحين انجلاء التحقيقات، وسنكشف كل شيء للرأي العام»، ووصف بلال المحاولة بالأحلام التي بلا ساق، وقال إن بعض الأحزاب والجهات تحلم بأن يؤدي هذا الحراك والبلبة لإسقاط النظام، وأكد أن القوات المسلحة متماسكة، وأن الأجهزة الأمنية ساهرة، وأن التركيبة الحكومية منسجمة، منوهاً بأن هذه الأحداث لا تشكل تهديداً لاستقرار البلاد، وناشد بلال أجهزة الإعلام عدم الخوض في التأويلات والاستماع للشائعات لأنها تضر كثيراً، واعداً الإعلام بمده بالمعلومات والتطورات في حينها. وأشار بلال إلى حديث الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة عقب الاعتداء على مصنع اليرموك الذي أوضح فيه أن اختراق القوات المسلحة ممكن لكن أجهزة الأمن والاستخبارات لديها القدرة على كشف أية محاولة اختراق، وأشار بلال إلى أن ذلك الحديث كان تحذيراً لمن يتعظ. من ناحيته أكد الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة ل (سونا) أنه لاعلاقة لقائد عمليات تحرير هجليج اللواء الركن كمال عبد المعروف، بأحداث المخطط الذي كشفت عنه السلطات الأمنية، وأشار إلى أنه يؤدي عمله ومهامه العسكرية بولاية جنوب كردفان بعيداً. وفي السياق أكد مجلس حكومة ولاية الجزيرة في اجتماعه صباح أمس برئاسة والي الجزيرة الزبير بشير طه ، أن أي محاولة لتغيير بنية الحكم من الداخل وخلق فتنة تمثل خدمة للمشروع الاستعماري والصهيوني في السودان، وأشار إلى أن الجزيرة تشكل صمام أمان ودعم للنظام الاجتماعي والقيم السودانية الفاضلة. ومن ناحيته أكد الأمين السياسي لطلاب الحركة الإسلامية د. حبيب الله المحفوظ، التزام القطاع الطلابي العريض بحماية المشروع الإسلامي والدولة، وأن المساس بالدولة وقياداتها على الأصعدة التنفيذي والسياسي والحركي خط أحمر، وقال إن الطلاب سيتصدون بحسم وقوة لأي كائن من كان يحاول المساس بهذه المكتسبات التي قدم في سبيلها الطلاب تضحيات كبيرة. ومن جانب آخر عبرت قوى الإجماع الوطني عن رفضها اتهام السلطات لها بالضلوع في المحاولة التخريبية، وأكدت أن هذا الأمر يجافي الحقيقة تماماً، وأضافت في بيان لها أمس قائلة: «نسعى لإسقاط هذا النظام بالمواكب والاعتصام والإضراب وغيرها من الوسائل السلمية المجربة، ونرفض الحديث عن مشاركتنا في أي نشاط تخريبي».