قواسم مشتركة.. كان شعار السودان بعد الاستقلال هو وحيد القرن، وهو حيوان يتمتع بقوة خارقة.. ولكن يبدو أن الحكومات اللاحقة رأت أن وحيد القرن لا يرضي تطلعات السودان نحو غد أفضل، فاختارت صقر الجديان شعاراً لتطير، أما الخرطرم العاصمة فكان شعارها خرطوم الفيل. طبعاً كثير من الدول اختارت صفات تتمتع بها بعض المخلوقات الأخرى والحيوانات لخصائصها الخارقة، فالفرنسيون مثلاً اختاروا الديك والحزب الديمقراطي الأمريكي اختار الحمار، واخيراً فاز حمار «أوباما» على فيل «رومني» الجمهوري، واللبنانيون اختاروا شجرة الأرَز.. ونحن هنا في بعض اقاليمنا مثلاً اخترنا في كردفان التبلدية لتميزها بالمنطقة. لكن السبب في اختيار خرطوم الفيل كان أولاً للتشابه في الاسم، وثانياً التشابه في تلاقي النيلين الأبيض والأزرق، ثم توحدهما في نهر النيل، الشيء الذي يشبه خرطوم الفيل. وللفيل أطول أنف وله عدة مهام وليس للشم فقط، لكنه يؤدي مهمة ووظيفة لذلك الجسم المهيب، فهي للدفاع والغذاء والنظافة «الاستحمام»، ثم الإعلام كأنما أنفه وزارات ومصالح. ٭ القاهرة.. وضع أساسها غراب! عندما وصل جوهر الصقلي لمصر في 6 يوليو 969 ميلادية، عبر بقواته مدينة الجيزة غرب النيل. وعسكر بجيوشه في الفضاء قرب المقطم. وامر بأن تختط لمصر عاصمة جديدة تليق بخلفاء الدولة الفاطمية. ورغم غروب الشمس جمع القائد الجنود والعمال فأنشأوا قوائم من الخشب اوصلوا عليها حبالاً تتدلى منها اجراس، واوقف المنجمين المغاربة على استعداد يتفحصون أدواتهم الفلكية، حتى إذا ما اطمأنوا إلى دخول الوقت المبشر بالخير حركوا الحبال لتدق الاجراس لبداية الحفر لاساسات القصور والاسوار. ويبدو أن غراباً من غربان الليل كان يشاهد من مكمنه ذلك، فاندهش وطار يشاهد ذلك الجمع الغفير، وحط عشوائياً على الجبال، فدقت الاجراس، وظنها الجنود والعمال ايذاناً بالحفر والبناء. وعندها صاح المنجمون بعد أن اخذتهم هذه المفاجأة غير المقصودة، وقالوا «القاهرة» في الطالع، والقاهرة هي كوكب المريخ الذي يسميه العرب قاهر الفلك. ومن هنا جاء اسم القاهرة. لكن القاهرة «المريخابية» هذه تدخل اليوم في نفس مأزق المدن العالمية المكتظة بالسكان، وبالرغم من انها تفوقت على مدننا بالكباري والانفاق والسياحة وغيرها.. إلا انها ايضاً لم تبلغ مكانة المدن الحديثة التي خُططت منذ البدء للمستقبل مثل أبو ظبي مثلاً التي وضعت نصب عينيها استراتيجية مستقبلية تستقبل كل متطلبات النمو والنهضة.. عموماً ينبغي أن نتعظ بكل ذلك.