يقول الأستاذ محمد المعتز جعفر الباحث بمركز السودان لدراسات الهجرة والتنمية والسكان ان جهاز المغتربين وضع على اجندة أولوياته الخروج من العباءة التقليدية إلى أفق أوسع وأرحب، حتى لا يكون هذا الجهاز مجرد مؤسسة للجباية ولكنه لا بد ان يهتم بشأن المغتربين وان يكون شريكًا معهم في حلحلة مشكلاتهم وقضاياهم ليس بالخارج فقط وانما حتى في فترة العودة الطوعية او النهائية وحرص الجهاز على تنفيذ حزمة من المشروعات عبر العديد من الشركات والتي أُنشئت كآلية فاعلة تخدم من أجل هذا الغرض. كما سعى الجهاز الى إدخال شريحة المغتربين ضمن برامج الخطة الإسكانية للدولة. واشار مدير ادارة الاستثمار بجهاز المغتربين الأستاذ الامين طه القرين الى انهم يقومون باعداد وتقديم الدراسات والبحوث والاستشارات للمغتربين في مشروعاتهم الاستثمارية وذلك لأن المغترب تنقصه المعلرفة الكاملة بطبيعة واحوال الاقتصاد السوداني الى جانب عدم المامه بتفاصيل حزمة القوانين واللوائح القائمة. ويرى الاستاذ عبد الرحيم شنان رئيس جمعية رعاية الشباب والطلاب بالجالية السودانية بمنطقة مكةالمكرمة ان استثمارات المغتربين بالداخل تحتاج لرابط ثقة بين المغترب والدولة فالاستثمارت صفر وذلك لسوء المعاملة في العودة وعدم التعامل بصورة حضارية مع المغترب وعدم وجود اي تسهيلات او امتيازات من الجمارك او جهاز شؤون المغتربين.. ويعتبر مشروع سندي الزراعي صورة سيئة لاستثمارات المغتربين بالداخل كما انه من العوامل التي ادت الى فقدان الثقة بين المغترب وجهاز المغتربين، كما وافقته الرأي الاستاذة سهى محمد عبد الحليم شرفي سكرتير امانة المرأة برابطة ابناء النوبة بمنطقة الطائف انه لا توجد استثمارات للمغتربين من ذوي الدخل المحدود في ظل ارتفاع المعيشة داخل الوطن كذلك ارتفاع مدخلات التعليم الخاص للشهادة العربية، واشارت الى ان الحلول يجب ان تتمثل في تغيير نظرة الدولة الى معاناة هؤلاء المغتربين ومن ناحية اخرى اوضح الدكتور أبوبكر يوسف إبراهيم وهو مغترب بالمملكة العربية السعودية له اسهامات مشهودة وسط السودانيين بالمملكة ان هناك أزمة ثقة بين المغتربين والحكومة وان الدكتور كرار التهامي يحاول تجسيرها ولا اظنه يستطيع معالجة هذه الازمة فالمغتربون يبدو ان الحكومة كانت تعتبرهم السند الأول في سنوات العسرة ولكنها تخلت عنهم مع تصدير أول برميل نفط، ومع تدهور أحوالهم المادية لتوطين الوظائف في بلدان المهجر وما زالت هناك الكثير من المطلوبات التي لا طاقة لهم بها، نحن نعلم أن د. كرار يحارب في ألف جبهة داخلية تقف في وجه حلحلة مشكلات المغتربين ويجب ان يكون التركيز اولاً على كيفية استعادة الحكومة لثقة المغتربين فيها وليس هناك مايحفز المغتربين للاستثمار في السودان. واضاف الاستاذ صديق محمد احمد مضوي الباحث بمركز السودان لدراسات الهجرة والتنمية والسكان بجهاز المغتربين أن الوضع الاقتصادي الراهن للبلاد يلزم الدولة ضرورة تحفيز المغتربين من اجل ضخ استثماراتهم بالداخل الا ان هناك مخاوف حقيقية لدى المغترب من استثمار مدخراتهم في البلاد وكان من الاجدى لجهاز المغتربين اعداد خرائط استثمارية ودراسات جدوى للمشروعات الصغيرة والمتوسطة والترويج لها وسط المغتربين عبر السفارات ومجالس الجاليات مع وضع ضمانات كافية بان تقوم الولايات والمحافظات والمحليات التي تقع فيها هذه المشروعات في اطارها بالتعاون الكامل مع المغتربين الذين يتبنونها ويغامرون بمدخراتهم بجانب التركيز على الخارطة الاستثمارية للمشروعات الانتاجية المختلفة وضرورة اعفاء منتجاتهم الزراعية والصناعية من رسوم الانتاج وضريبة الاعمال والقيمة المضافة على ان تتعهد الولايات والمحليات بشراء المنتج بسعر السوق في حالة الركود. واوضح الاستاذ صديق ان من الحوافز ايضًا خفض سعر المتر للاراضي الاستثمارية وتوفير كافة الخدمات الأساسية الخاصة بها ومنح المغتربين المستثمرين اسعار صرف مجزية لتحويلات عملاتهم الاجنبية بجانب فتح فروع للبنوك الوطنية بالخارج والترويج لشهادات الاستثمار الحكومية «شهامة» بين المغتربين بالخارج بجانب تبني الدولة لحاضنة الاستثمارات وذلك لرعاية استثمارات المغتربين بالمتابعة والحماية والاستشارات وعلى الحكومة تحمل مسؤولياتها لحل المشكلات التي تؤرق المغتربين وتهدد استقرارهم الاقتصادي والنفسي خاصة مشكلات الاراضي والعلاج وتعليم الأبناء وتبسيط كل الإجراءات الهجرية والتعقيدات الادارية وكل ذلك من اجل زيادة رغبتهم في التوجه باستثماراتهم الى الداخل.