حديث هامس ظل يدور واستفهامات تلقى على طول الطريق الممتد بين الخرطوموكسلا حول العلاقات السودانية الإريترية!! ومع أن إجابة المدير التنفيذي للمكتب الإعلامي للولاية بالخرطوم حاتم أبو سن بوصفه لعلاقات البلدين ب «الباسطة» الا أنها لم تكن شافية .. فالبعض يتحدث عن تحركات وآخرون يرون أن التقارب الإثيوبى ألقى بظلاله على علاقة إريتريا بالسودان، وغيرها من الأحاديث والتأويلات، حتى جاء الرد القاطع من والي الولاية محمد يوسف آدم الذي حينما دشن بالأمس مشروع تطوير وتأهيل مراكز الشباب باعتباره أضخم مشروع شبابى الآن، ترك ما جاء لأجله ودلف إلى تثمين دور القوات النظامية في ملاحقة التمرد فى جنوب كردفان والنيل الأزرق، وأسهب في هذا الأمر، وقال إن ما حدث في الدمازين «بدل يمرق الناس الناس مرقوه، وبدل يهزم الناس الناس هزموة» فى إشارة الى الوالي المعزول مالك عقار.. ودلف مباشرة إلى علاقات الخرطوم وأسمرا جازماً وبشكل تام بعدم وجود ما يعكرها عندما قال: «إن علاقاتنا على أحسن ما يكون، وعلاقة جوارنا أفضل ما يكون ومستقرة، وهو جوار يثق فى بعض منسقين معه ومنسق معنا» .. ودلل آدم على مصداقية حديثه الذى بدأ للوهلة الأولى استهلاكاً سياسياً بتأكيده على تشريف الرئيس أسياس أفورقي البلاد ومشاركته مع نظيره الرئيس البشير وممثل أمير قطر لحفل افتتاح الطريق القاري الرابط بين البلدين. وكثر الحديث عن وجود أزمة مكتومة بين البلدين لا وجود لدليل على صدقيتها، خاصة أن الخرطوم وإلى حد كبير فطنة فى الموازنة في علاقاتها خاصة مع دول الجوار، ومعلوم العداء المستحكم بين أديس أبابا وأسمرا وإسقاطاته على علاقاتهما مع الخرطوم.. والي كسلا رفض الخوض في ما دار بينه والحكومة الاريترية في زيارته أخيراً لأسمرا، حيث أمضى يومين هناك في زيارة استباقية لزيارة مدير جهاز الأمن والمخابرات الفريق أول محمد عطا الذي حط رحاله هو الآخر في إريتريا والتقى برئيسها أفورقي، ونقل إليه رسالة شفهية من الرئيس البشير، لكن المؤكد أن الزيارتين وضعتا النقاط على الحروف من خلال الراحة التي بدت على والي كسلا وتأكيدة بموافقة أفورقى على زيارة السودان، وهي الزيارة التي تأجلت في وقت سابق لظروف خاصة ببرنامج الرئيس البشير الذي غادر إلى المملكة السعودية ومن ثم توالت الأحداث. ويرى مراقبون للأوضاع بالشرق، أن الطرق القاري يمكن أن يدرأ أية تفلتات قد يسعى بعض أبناء الشرق إلى إحداثها على الحدود مع إريتريا، خاصة أن الحدود معها هى الاطول على امتداد ولاية كسلا، فهي تبدأ من منطقة حمداييت بمحلية ود الحليو الى شمال مدينة همشكوريب بمحلية همشكوريب، كما تمتد الى جنوبطوكر بولاية البحر الأحمر. ومع أن حديث الوالي المشفوع بالدلائل بقدوم أفورقي الذي أوصد الباب أما أي توتر قد يحدث في الجبهة الشرقية، كان لناظر قبيلة الهدندوة محمد الأمين ترك رأي آخر بشأنه، سيما أن امتداد القبيلة يصل الى إريتريا من جهة الغرب وفى مناطق قيرمايكا وبركة والقاش، حيث أبدى استعدادهم لقفل الأبواب أمام أية جهة تحاول النيل من السودان حتى ولو كانوا من أبناء الولاية أو الشرق عامة، وقال ل «الإنتباهة» أمس إن أية معارضة تتم فى الحدود الشرقية ليست فى مصلحة مجتمعاتنا ومناطقنا. وذهب الى التقليل من هكذا نوع من تحركات وقال إن أية معارضة من الخارج لن تحقق نتائج إيجابية، وإن كانت هناك معارضة فالأولى أن تكون من الداخل». بينما أبدى رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة بولاية كسلا الوزير محمد أحمد، عدم تخوفه من انفجار الأوضاع بالشرق أو حدوث حالة من الاستقطاب السياسى برهانه على شباب الولاية بشكل عام، وعلى رأسهم شباب حزبه المؤتمر الوطنى، وقد جاء ذلك لدى حديثه لمجموعة من الصحافيين أمس. كما أن حكومة ولاية كسلا دون سائر الولايات خلقت تواصلاً مع شريحة الشباب، من خلال إشراك كل الأحزاب في صندوق تشغيل الخريجين، بيد أن المهم جداً في الولاية والذى قد يوصد باب المعارضة والتخابر، هو خروج أبناء كسلا عن الحركة الشعبية وانسلاخهم عنها دعماً للنفرة الوطنية، كما قال الوالي في الاحتفال الذي أمه الشباب.