٭٭ كان مرض الحمى الصفراء هو الموضوع الرئيس في هذه الصفحة الأسبوع الماضي.. بعد أن تابعت ردود الفعل الداخلية والخارجية حول عودة هذا المرض الخطير وما تسببه هذه العودة من أثر بالغ على سمعة البلاد وتحرك أهلها في مطارات العالم إضافة لأنه مرض خطير مميت.. وقد كافحه العالم منذ القرن التاسع عشر ولكن لم يقضِ عليه وعاد وظهر في السودان في القرن الحادي والعشرين للأسف. ٭٭ ظهر مرض الحمى الصفراء عام «1900م» وكانت مصر أول دولة ظهر فيها وظهر في السودان عام «1940م» في جبال النوبة ثم عام «1959م» في النيل الأزرق، وعاد مرة أخرى إلى جنوب كردفان عام «2005م» قبل أن يظهر مؤخراً في دارفور وهو من الأمراض التي تصيب الإنسان مرة واحدة في حياته لأن الإنسان يكتسب مناعته هذا لو وجد العلاج ولم يرحل مع المئات الذين يرحلون.. والتطعيم هو المهم لمكافحته بجانب مكافحة زيادة البعوض التي تنقله من الحيوان للإنسان وبالعكس والمصيبة أن وزارة الصحة لا تزال تشكو من قلة المتوفر من مصل التطعيم رغم استعداد منظمة الصحة العالمية لسد النقص.. وكذلك من المؤسف ما سمعناه عن وجود معمل واحد فقط في البلاد في الخرطوم لاكتشاف المرض.. ويبدو أن العلاج يتم عبر ظهور الأعراض فقط وهي الحمى الشديدة والصداع وأحياناً الاستفراغ والنزف الدموي من جميع مخارج الجسم والعياذ بالله. ٭٭ بعد الإعلان عن ظهور المرض في العاصمة فإن هذا يستوجب أخذ أقصى درجات الحذر رغم ما قيل إن الحالات التي ظهرت في العاصمة جاءت من دارفور. ولكن المرض معدٍ.. والبعوض متكاثر.. والمصل قليل والمعمل واحد.. وصحة البيئة متردية «والشمطة قايمة وشديدة» بين وزارتي الصحة الاتحادية والولائية وحسبنا الله ونعم الوكيل.