أجرت الصحافية المصرية صباح موسى لقاءً مع أسرة العميد محمد إبراهيم الشهير ب «ود إبراهيم» أحد أبرز الأسماء التي تم اعتقالها في المحاولة التخريبية التي أعلنت عنها الحكومة السودانية قبل أيام باعتباره قائداً له سمعة عالية، ونشر اللقاء في صحيفة «اليوم السابع» المصرية الصادرة، وذكرت الصحافية في اللقاء أن «ود إبراهيم» لم يكن معروفاً للشارع السوداني مثل مدير المخابرات الأسبق الفريق صلاح قوش واللواء عادل الطيب اللذين تم اعتقالهما أيضاً في المحاولة، لكنه في أوساط الإسلاميين ودوائر النفوذ له صوت مرتفع، فالرجل ربما بدأت معرفته تخرج للعلن بشكل كبير إبان قيادته لمعركة تحرير منطقة هجليج وطرد الجيش الشعبي منها، ومن قبلها قيادته لمعركة تحرير الكرمك، والمعلومات بسيطة عنه، فهو من مواليد عام 1964م بمنطقة العبيدية شمال بربر بولاية نهر النيل، وانضم للقوات المسلحة السودانية في عام 1984م، وتدرج فيها حتى وصل إلى رتبة عميد، وكان آخر المهام الخارجية له هي شغله وظيفة ملحق عسكري للسودان بنيروبي لمدة أربعة أعوام، حيث أشرف من هناك على علمية إخراج الرئيس الصومالي شريف شيخ أحمد، ورتب له الإقامة في نيروبي، حيث استضافه في الأسابيع الأولى بمنزله، وذكرت الصحيفة أنهم توجهوا إلى منزله قائلة: «ربما نعرف عنه شيئاً أكثر، ووصلنا منطقة المزاد بضاحية بحري بالخرطوم لنجد بيتا متواضعا كعامة البيوت في السودان السراير في «الحوش» تملأ المكان، ودخلنا إلى غرفة الاستقبال المخصصة للسيدات لتستقبلنا زوجته السيدة سهير هاشم بكل ترحاب رغم سحائب القلق التي تتبدى على وجهها ولا تخطئها العين، مع أن المنزل كان مزدحماً ويعج بأصناف من البشر وكأنه على وشك الإعداد لمناسبة كبيرة، وهناك عشرات من أبناء الأهل وأصدقاء الضابط المحتجز الذين أتوا يؤازرون الأسرة والتخفيف عنها في محنتها، وحال جلسنا لفت نظرنا صورتان لود إبراهيم تتوسطان الجدار وفي إحداهما يتوسط مجموعة من الضباط وفي الأخرى مع وزير الدفاع السابق بكري حسن صالح، وتحدثت مع شريكته الحزينة عن زوجها، فقالت لي «محمد ده زول ذو خلق وملتزم ولا يفكر في الاغتيالات او التخريب، ويحب النظام والانضباط في كل شيء حتي في البيت مع الاولاد والأهل، ويريد أن يكون كل شيء بالمواعيد والنظام، وهو يحب البلد حباً شديداً ومستعد لأن يقدم روحه ويضحي بأي شيء من أجل السودان»، وسألتها عن ليلته الأخيرة في المنزل قبل اقتياده إلى محبسه، فاجابت: «كنا في عزاء مساء الأربعاء الماضي، ورجعنا البيت التاسعة مساءً، وكان محمد مشغولاً بتحضير نفسه لأن لديه امتحاناً في اليوم التالي «الخميس» في أكاديمية نميري العليا، وجاءه من يخبره بأن هناك ضابطاً ينتظره في غرفة الاستقبال ويريده لأمر عاجل، وعرفنا لاحقا أنه دفعته ويسمي بحر، الذي أخطره بأنهم يطلبونه في القيادة العامة لأمر ضروري وعاجل، ولم تمض دقائق معدودة إلا وكان المنزل قد امتلأ بأعداد كبيرة من الضباط والعساكر اقتحموا علينا الدار، وقاموا باستجواب كل الشباب الموجودين بالمنزل الذين غالبهم من أهلنا وأبناء قريتنا المقيمين في الخرطوم من طلاب ومرضي أو صاحب حاجة جاء ليقضيها، وقاموا بأخذ الموبايلات وأجهزة اللاب توب الموجودة في البيت كلها، ثم أرجعوها لنا مرة أخرى بعد تفتيش كل المنزل». وتابعت سهير قائلة: «ومنذ تلك اللحظة غاب محمد ولا ندري عنه شيئاً، ولكن عند حوالى الساعة الثانية عشرة ليلاً جاء اتصال هاتفي، وعلمنا أنه يطلب مني غيار ملابس فقط، وجاء من يحمله له». وزادت قائلة: «هناك اثنان من أصدقائه تم اعتقالهما أيضاً في الثالثة صباح الخميس، وهما يشتغلان بالتجارة وليست لهما علاقة بالجيش، وهما مصطفى نور الدائم وخالد محمد مصطفى، ووصفت السيدة سهير زوجها بأنه شخص زاهد في الحياة ولا يفكر كثيراً في متاع الدنيا بما في ذلك المناصب العامة أو السياسية، وكان يتضايق عندما تنشر اخبار بالصحف بأنه مرشح لتولي وزارة او ولاية او سفارة أو غيرها، وأضافت أنه قدم استقالته من قبل من القوات المسلحة، وكان يفكر في العودة الى القرية وفلاحة الأرض التي تمتلكها أسرتهم هناك. وعن ذكرياتها مع أحداث هجليج قالت سهير إن القيادة استدعته فجر أحد الأيام بعد احتلال هجليج من قبل الجيش الشعبي بجنوب السودان، وكان حينها مريضاً للغاية، وغادر وجيبه ممتلئ بصناديق العقاقير الطبية التي وصفها له الاطباء، وخرج ولم يعد إلا بعد 16 يوماً حرر خلالها هجليج، وأكدت أن ود إبراهيم شخص حازم في العمل وحنون جداً في البيت، وأنه كتوم للغاية، ولا يتحدث عن شىء يخص عمله في الدار، فنحن لا نعرف شيئاً عن ما يفعله في العمل.