حوار/ فتحية موسى السيد تصوير / متوكل البجاوي أكد عمدة عموم الهبانية السيد حامد بيتو استقرار الوضع الأمني بدارفور واستمرار النازحين في العودة الطوعية إلى قراهم، وقال في الحوار الذي أجرته معه «الإنتباهة» أن برنامج العودة يحتاج إلى الكثير من المعينات وعلى المفوضية الاتحادية تقديم المزيد من الدعم لتطوير القرى النموذجية، وأضاف: هناك مساعٍ تجري على قدم وساق بهذا الصدد من الإدارة الأهلية والعُمد ونُظّار وشراتي من أجل رتق النسيج الاجتماعي للنازحين واستقرارهم في قراهم دون خوف. ونجاح الموسم الزراعي هذا العام نسبة للإعداد الجيد والمبكر له بمجهودات حكومة الولاية.. وعن الأوضاع الصحية بالولاية قال: إن وزارة الصحة بذلت مجهودًا جبّارًا لتوفير الأمصال المضادة للقضاء على الحمى الصفراء بنسبة «70%» التي انتشرت في دارفور مُؤخرًا. ووصف العمدة بيتو خارطة أمبيكي أنها مجحفة بشكل واضح ومتحيزة للجنوب وفيها اعتراف ضمني بأن الدينكا هم أصحاب الأرض في أبيي وهذا الشيء مجافٍ للحقيقة والواقع.. الحوار حافل بالكثير من الإفادات فإلى أهم ما ورد فيه: بداية كيف تسير الأوضاع الأمنية بولاية جنوب دارفور ؟ الأوضاع الآن بجنوب دارفور تسير بخطوات مستقرة والوضع الأمني مُستتب جدًا وذلك بفضل وقيادة الأخ المجاهد حماد إسماعيل وأعضاء حكومته الذي أعد للموسم الزراعي لهذا العام والذي تم له الإعداد الجيِّد بتوفير المعدات والتقاوي والموسم الزراعي مضى بنجاح، والنازحون عادوا إلى قراهم وزراعتهم. إضافة إلى النزاعات القبلية بين القبائل المختلفة تم التصالح بينهم ولم يبقى إلا القليل. ولا يفوتني أن أتوجه بشكري إلى الحكومة الاتحادية الداعمة لدفع عجلة التنمية بالولاية ونناشد وزير المالية الاتحادي بتقديم المزيد من الدعم لحكومة ولاية جنوب دارفور. إذًا، ماذا عن أوضاع الولاية الصحية وكيفية القضاء على وباء الحمى الصفراء؟ وزارة الصحة بذلت مجهودًا جبارًا في جلب وتوفير الأمصال الخاصة بالحمى الصفراء للقضاء عليها ومكافحتها والحد من انتشارها بين المواطنين في المناطق الأخرى ومعرفة مُسبباته، والحمدلله الوضع تحت الآن السيطرة بنسبة «70%» والمسؤولون في مكافحة الملاريا اجتهدوا كثيرًا في توفير المبيدات والطلمبات للحد من ظاهرة تفشي الملاريا حيث أكد الأطباء أخيرًا أن الباعوض هو الناقل الأساس وسبب العدوى لمرض الحمراء الصفراء. ماذا إذًا، عن العودة الطوعية للنازحين؟ حكومة الولاية لم تألُ جهدًا في توفير كل المعدات الزراعية المطلوبة للنازحين لهذا العام وتشجيعهم للزراعة بغية الرجوع إلى مناطقهم والعودة الطوعية وتم ذلك الشيء بنحاج وعادوا تدريجياً نحو قراهم إن لم يكونوا جميعاً فالغالبية العظمى منهم وحقيقة العودة الطوعية تحتاج لكثير من المعينات، ومن هذا المنبر نناشد المفوضية الاتحادية بتقديم الدعم وتشجيع وتطوير القرى النموذجية وخاصة في محلية برام والمناطق المعنية وتوفير المزيد من الأمن والوسائل الحركية وتمكين الإدارة الأهلية ونحن كإدارة أهلية من عُمد ونظار وشراتي مساعينا جارية ودورنا يكمن في فض النزاعات والتصالح ورتق النسيج الاجتماعي بالمنطقة وهناك مقترح لقيام مؤتمر تعايش جامع للمانحين برعاية وتشريف الأخ النائب الأول الدكتور آدم الحاج يوسف يضم كل الشريط المحازي لولاية جنوب دارفور والمعروف عن مناطقنا أنها تقع في مناطق التماس ومُحازية للجنوب مما سهل هذا الشيء دخول وخروج الحركات المسلحة من تلك البوابة، وندعو إخوتنا في حركة العدل والمساواة أن يعودوا إلى صوت العقل والرجوع إلى الحق فضيلة بعدم التعاون والتحالف مع دولة عدوّة للسودان وتحمل أجندات خارجية لتدميرنا.. أخشى عليهم أن لا يكونوا الأداة التي تهدم السودان ومازالت هناك فرصة اللحاق بعجلة الدوحة للسلام. كيف ترى مستقبل اتفاقية الدوحة؟ وهل لبّت طموحات أهل دارفور؟ نحن عضدنا تلك الاتفاقية منذ بدايتها ووقفنا معها قلباً وقالباً وقمنا كإدارة أهلية بدعوة الحركات المسلحة والجنوح إلى السلام، وقد كان حيث وقعت معظم الفصائل المتمردة وانضمت إلى ركب السلام ولم يبقَ إلا القليل وأهل دارفور جميعاً وقفوا مع الاتفاقية وهي مازالت في طور التنفيذ لكن بخطوات متثاقلة لذا كل ما نرجوه من الأخ تجاني سيسي إنزالها إلى أرض الواقع ودفع عجلة التنمية بولايات درافورالثلاث وأن يولي أهمية خاصة لمحلية برام بتوفير الأمن والاستقرار وهو أبسط مقومات الحياه لأجل إنسان تلك المناطق الذين مازالوا يحلمون بالكثير من ثمار تلك الاتفاقية التي لم تلبي طموحاتهم حتى الآن وإذا توحدت الإرادة يصبح كل شيء ممكناً. على صعيد الراهن السياسي من أي زاوية قرأت الاستهداف الإسرائيلي لمصنع اليرموك؟ نحن في ولاية جنوب دارفور عامة ومحلية برام خاصة نشجب ونُدين العدوان الإسرائيلي والأمريكي واستهدافه للسودان وسوف نرد لهم الصاع صاعين إن شاء الله والسودان الآن ماضٍ أمام تحدٍ كبير إذا نظرنا إلى تلك الضربة على الصعيد الإيجابي نفهم منه الكثير. نحن أمام تحدٍ حقيقي يستوجب منّا المزيد من التقدُّم نحو التصنيع الحربي والقدرات الدفاعية والعمل الإستراتيجي لحماية غلافنا الجوي ضد أي عدوان واستهداف خارجي. كما هي رسالة منا إلى الغرب عن مدى قوتنا توحدنا. كيف تقيِّم اتفاق التعاون المشترك بين الخرطوم وجوبا؟ إذا نظرنا من ناحية إستراتيجية لا خيار للشمال إلا تأسيس علاقة سلمية مع الجنوب والجنوب أيضاً ينطبق عليه ذلك والشمال الآن لديه فرصة أن يعيد الجنوب من بوابة الاقتصاد والثقافة إذا فقدنا الجنوب في السياسة والحدود، هذه العلاقة الإستراتيجية يجب أن يعمل لها هذا الاتفاق بغض النظر عن رؤية البعض له من ناحية سلبية نرى أنه على الأقل يؤسس لتلك للقاعدة التي يمكن أن تبني المسار الإستراتيجي القائم على السلم والتعاون المشترك والمصالح المشتركة. إذًا ماذا ترى في اتفاق الحريات الأربع مع الجنوب؟ اتفاق الحريات الأربع إذا نظرنا له من المنظور الإستراتيجي هو جيد لكن في الوقت الراهن بعد الانفصال مباشرة أنا اعتقد أن أي دولة تحتاج إلى مدة تعيد فيها أحكام بنيتها المؤسسية والداخلية وتعيد فيها إعادة تميزها وكيانها الجديد حتى إذا انفتحت إلى الآخر وهي عارفة حدودها ومشكلاتها ونقاط ضعفها وقوتها كخيار إستراتيجي الآن، لكن كتطبيق فوري يمكن أن تترتب عليه مشكلات على الشمال لأنه حتى الآن لم يتم الانفصال التام حتى يحدث دمج جزئي، وأن تغسل من مترسبات الماضي حتى تبدأ مرحلة جديدة لكي لا يختلط الماضي بالحاضر كما أن الجنوب معروفة بعدم الالتزام ونقض العهود. خارطة أمبيكي لحل أزمة أبيي والاستفتاء كيف تقيمه؟ خارطة أميبكي، واضح جدًا أنها مجحفة بشكل كامل وتحيّزت للجنوب ويجب أن يتوحد كل أهل السودان وليس المؤتمر الوطني، فحسب، في رد هذا المقترح لأن فيه ظلماً لمواطني غرب كردفان وأبناء أبيي وهو قطعاً بها ظلم كبير ويجب أن نتوحد حتى معالجته وتعديله بشكل أكثر عدلاً وقرباً للمقترحات والاتفاقيات السابقة. هل توافق على أن خارطة أمبيكي محاولة لإتباع المنطقة للجنوب؟ طبعاً إذا أعطوا الانتخاب لدينكا نقوك لوحدهم دون المسيرية هذا يعني بشكل أو آخر اعتراف أن أصحاب الأرض هم الدينكا فقط لذا لهم الحق في الانتخاب ومقترح أمبيكي يعني اعترافاً ضمنياً بأنهم أصحاب الأرض والقرار النهائي هو مجافٍ للحقيقة. فى خواتيم هذا الحوار ماذا تقول؟ أول رسالة أبعثها إلى فخامة الرئيس وأتمنى له دوام الصحة والعافية وأناشد جميع السودانيين الدعاء له بالشفاء العاجل. كما أتوجه إلى النائبين أيضاً بالسير قُدُماً من أجل نُصرة السودان وحمايته من المتربصين به من كل صوب، وكما أسلفت أوجه شكري لوالي الولاية حماد إسماعيل الذي استطاع في وقت وجيز النهوض بالولاية رغم المعوقات ولأعضاء حكومته وللمجلس التشريعي والإدارة الأهلية أيضاً للعمل الدؤوب من أجل السلام والاستقرار. كما أتوجه إلى رئيس السلطة الانتقالية د.السيسي أن يتم الإعداد الجيد لمؤتمر المانحين المزمع عقده في الشهر القادم والذي يتوقف عليه أشياء كثيرة تتعلق بالتنمية والعودة الطوعية وإعادة الإعمار والسلام ورتق النسيج الاجتماعي بدارفور.