بدأ وزير الزراعة د. عبد الحليم المتعافي حديثه في اللقاء التنويري الذي أقامه مؤخرًا بالإشارة إلى أنه ظل يرفض مقترحات معاونيه بشأن توضيح الحقائق للرأي العام وكان تمنُّعه بحجة الانتظار حتى «تنجض» الأمور، هكذا قال، ولعله طالما خرج الآن للعلن فيبدو أن الشواء قد استوى وأن أوان حصاد المحصول قد حان، كما أنه ضرب مثالاً بشوارع الأسفلت التي من الممكن إنجازها في وقت قصير بينما الإعلان عن انتهاء مشروع ضخم في فترة وجيزة إلا أن يكون مشروع طماطم، كما قال المتعافي الذي تحدَّث لأكثر من ساعة ونصف الساعة دون الاستعانة بصديق أو حتى ورقة، وأشار في بداية حديثه إلى توفر الموارد من خلال وجود أكثر من «150» مليون فدان، وتناول خطة الحكومة من خلال تقليل الاستيراد وزيادة الصادرات والسلع المستوردة وهي القمح والسكر الزيوت والدواء بينما المصدرة هي الصمغ والحبوب الزيتية والذهب والثروة الحيوانية، وأكد أن المساحات المخصصة لزراعة القمح أكبر من التي زُرعت، وضرب مثالاً بالجزيرة «مخصص 400 ألف فدان زُرع منها 200 ألف» ودعا للاهتمام بمحصولات بديلة مثل القطن «ملك المحاصيل» والاستفادة من حاجة الصين له، ودافع المتعافي باستماتة عن القطن المحوَّر وراثيًا ونبَّه إلى أنه دخل السودان قبل مجيئه للوزارة واستشهد بنجاحه في الهند التي ذكر أنها كانت تستورد من السودان في العام «1995» نحو «200» ألف بالة بينما تصدر اليوم للصين «9» ملايين بالة، وأكد إدخاله للقطن المحور في أقدي بالنيل الأزرق بعد أن أجازته لجنة مكونة من «14» بروفيسورًا وضحك وقال: «الله يجازيهم سموه قطن المتعافي». وذكر أن مزاياه تتمثل في عدم حاجته لمياه كثيرة وخلوه من العسلة وقلة كلفته، وذكر أن سعر طن القطن نحو «560» دولارًا بينما طن القمح «400» دولار.. واستعرض الوزير أهمية زراعة السمسم، وقال: لأول مرة في السودان نستورد «50» ألف طن سماد، وتوقع أن تبلغ إنتاجيته «350» ألف فدان ويحقق عائدًا قدره «500» مليون دولار، وأشار إلى أهمية زراعة الأرز وأن الفدان منه يحقق نحو «15009» دولارات، وشدد على أنه محصول اقتصادي وينتج في مائة يوم فقط وأن قيمة الطن منه تساوي «12» ألف جنيه، وقال: لا عايز طاحون ولا طابونة». وتناول أيضًا أهمية زراعة زهرة الشمس، واعتبر المحصول بمثابة «قزقزة» للمزارع يتم زراعته بعد الموسم، وقال إن ميزته أن سعر الطن «1500» دولار وفيه زيت وعلف وعائده أحسن من القمح الذي أشار إلى أن ولاية شمال دارفور من أنسب الولايات في السودان لزراعة القمح. المتعافي أفرد حيزًا مقدرًا لمشروع الجزيرة وجدَّد اتهاماته لوزارة الكهرباء والسدود كونها تسبَّبت في عطش مشروع الجزيرة، وقال: الحصل غير منطقي، وجاتنا من محل ماعارفين، ولم يحدث عطش في بعض مناطق دارفور عطشنا في الجزيرة»، وسخر من الكيفية التي يدار بها المشروع، وأشار إلى صعوبة إدارته بإدارة واحدة، ولخص مشكلة المشروع التي وصفها بالكبيرة في تقدم أعمار المزارعين، وزهد أبنائهم في الزراعة، وأشار إلى أن المشروع به «1600» قناة ويُفترض بعددها تؤسس الروابط والتي شكلت منها حتى الآن «500» فقط، وأكد تحويلهم لأقسام المشروع لمراكز لتوطين التقانة والتدريب بكلفة «50» مليون جنيه، تم تجهيز «5» حتى الآن في طور التجريب.. وختم المتعافي حديثه بتنوير عن زيارته مؤخرًا للصين بأنه تم الاتفاق على أن تعطي بكينالخرطوم مدخلات مقابل صادرات من الأخيرة وعلى ضوئها سيتم قيام منطقة حرة زراعية.