تنامت في الفترة الأخيرة ظاهرة دخول الفتيات إلى الملاعب ومتابعة مباريات كرة القدم من داخل الإستادات، وأصبحنا نرى المشجعات في المدرجات مرتديات فنلات الفرق التي يشجعنها ويحملن الأعلام، هذه المشاهد وغيرها كثيرة ظهرت في مجتمعنا السوداني بعد أن ظهرت روابط مشجعات بالجامعات وغيرها من المشاهد التي يبدو أن سحر المستديرة قد جذب حواء السودانية بشدة، بل إن الأمر تعدّى ذلك، فهناك فتيات يتابعن الدوريات الأوربية بكل شغف ويحفظن تفاصيلها كلها، كما تجد مهيرات الهلال ومهيرات المريخ، وحتى في الفضائيات ظهرت الكثير من المذيعات، والكثير من الصحفيات في الصحف الرياضية، وتلحظ أنهن يفهمن جيدًا في كرة القدم لدرجة التحليل ويقلن مثلاً «الخطأ هنا من المدافع ولو المهاجم اتمركز صاح كان حايجيب القون وهلم جرا من التفاصيل»، «الملف الاجتماعي» التقى بعض االفتيات والشبان واستطلعتهم حول هذه الظاهرة هل يؤيدونها وهل يوافقون على حضور الفتيات إلى الإستادات الرياضية أم أن هناك حدودًا يجب ألّا يتعدينها من ضمنها الحضور لمتابعة المباريات من داخل الإستادات؟ فجاءت الآراء متباينة: تعصب وهوس هند فتاة في العشرينيات تقول إنها تأثرت بوالدها وأخيها الأكبر بالاهتمام بكرة القدم، وقالت: أشجع فريق الهلال بجنون، وعندما ينهزم خاصة في البطولات الخارجية يصعب عليَّ النوم وأكون قلقة حتى اليوم الثاني، أما صديقتها هنادي فهي تقول إنها تهتم كثيراً بمتابعة المباريات لكنها تستمتع أكثر بمتابعة الدوريات الخارجية تماماً مثل أخيها، وتقول: أشجع في الدوري الإنجليزي مانشستر ستي وشيلسي وفي الدوري الإيطالي لا أشجع فريقًا معينًا لكني أهتم بمتابعته لكنها تعشق جداً الدوري الإسباني، وقالت إنها معجبة بحد الهوس بميسي لاعب برشلونة وإنها تحتفظ بصورته في غرفتها وفي هاتفها الجوال، لكن الطالبة سوزان في السنة الدراسية الأخيرة تقول: من فرط إعجابي بالكرة أتابعها حتى إذا كنت ممتحنة الغد، خاصة إذا المريخ ضد الهلال فأنا أشجع المريخ بتعصب وحزنت جداً لخروجه من الدوري الممتاز لكن كان العزاء عندما هزم الهلال في دوري السودان، أما عن ارتياد الفتيات للإستاد فتقول إنها لا ترى غضاضة في ذلك إذا ما وُفهِر لهنَّ المكان المناسب بيد أن أنور عثمان «خريج» فقال: هناك العديد من الظواهر الدخيلة على مجتمعنا ومن ضمنها ظاهرة دخول الفتيات أو البنات إلى الملاعب والتشجيع ومشاهدة المباريات، مضيفًا أن رأيه الشخصي فيها هو أنها لا تليق بالفتاة السودانية الأصيلة ذات العادات والتقاليد السمحة، وزاد قائلاً ما الذي تجنيه الفتاة عندما تذهب إلى الملعب لكي تشاهد المباريات أو تشجع الفرق الرياضية موضحًا أنه ليس مناسبًا أبدًا أن تدخل الفتاة الملاعب أو الإستادات، وأضاف: ستتعرض الفتاة لمضايقات وأشياء ليست جميلة كما أنها ذات خطورة كبيرة على الفتاة في حد ذاتها ولها إشكالات كبيرة جدًا. كلٌّ على هواه أيمن حسن «موظف» ابتدر لنا حديثه بأن ديننا يمنع الاختلاط ولكن الاختلاط موجود في الجامعات ومناطق العمل وغيرها، وأضاف: أنا لا أرى غضاضة في دخول الفتيات إلى الإستادات لمتابعة كرة القدم إذا ما تم التنظيم لها بصورة جيدة، طالما أن الحضور يكون في ظل الآداب العامة ومحافظًا على الأخلاق، وليس هناك مانع من وجهة نظري في حضور الفتيات، وجميع من يريد أن يشجع ناديه له الحق في ذلك سواء كان من البنات أو الشباب. حق مشروع يسرا خالد «طالبة»: قالت إنها تتابع كرة القدم باهتمام بالغ وتحزن عند خسارة فريقها لدرجة أنها لا تأكل، وأضافت أن تشجيع النساء لكرة القدم ودخولهم لمتابعة المباريات من داخل الإستادات حق مشروع، وقالت إنها يمكن أن تحضر المباراة من داخل الإستاد إن توفر لها المكان المناسب، وقالت إنها تتابع أغلب الدوريات، والميديا ساعدتهم على ذلك. عدم مبالاة محمود علي «مهندس» قال إنه ضد اهتمام المرأة الزائد بتشجيع كره القدم من خلف الشاشات ناهيك عن دخولها للإستادات، والفتيات اللائي يتابعن المباريات في الإستادات غير مسؤولات، وقد يتعرضن إلى كثير من المضايقات والخطورة، ولا يبالين بما سوف يحصل لهن لو حصل تفلت من الجماهير، وهنَّ بذلك يعرضنَ أنفسهنَّ لخطر كبير جدًا. سابع المستحيلات سمية محمد «خريجة» قالت إنها تتابع كرة القدم في التلفزيون ولكن ليس بهذا القدر من الاهتمام وإنما شيء من الترفيه ليس إلا، ولا تكون حريصة على متابعتها كل الحرص، وعن متابعتها لكرة القدم من داخل الإستادات قالت هذا من سابع المستحيلات، لأنها سوف تعرض نفسها لخطر كبير مما تراه من تفلتات للجماهير المتعصبين، وأنا ضد دخول البنات إلى الإستادات واعتبره نوعًا من المخاطرة. رد فعل نفسي وأرجع الباحث الاجتماعي الأستاذ محمد أحمد اهتمام الفتيات بكرة القدم ومتابعتها من داخل الإستادات إلى أنها ردة فعل نفسية في كبت حريتهن في عدم ممارستهن للرياضة، إضافة إلى رفض المجتمع لميولهن تجاه مثل هذه الظاهرة ودخولهنَّ للإستادات لمتابعة المباريات، وأضاف: لا أرى في ذلك عيباً أو خروجاً عن المألوف، لاسيما وأن المرأة بدأت تشارك الرجل في شتى المجالات ومنها المجال الرياضي .