تبدأ بالخرطوم اليوم أعمال اللجنة الأمنية المشتركة بين الخرطوموجوبا بفندق كورال بالخرطوم، وتناقش أعمال اللجنة برئاسة وزيري الدفاع بين البلدين خمسة أجندة، فيما حذَّر مساعد رئيس الجمهورية نافع علي نافع السودان من أن المقترح الذي تقدم به الاتحاد الإفريقي لحل قضية أبيي المتنازع عليها بين الخرطوموجوبا سيفجر الأوضاع في المنطقة، وربما يؤدي إلى نشوب حرب بين دولتي السودان وجنوب السودان. وقال نافع في مؤتمر صحفي عقده أثناء زيارته إلى موسكو أمس الأول إن مشكلتنا الرئيسة في أبيي هي أنها تحت ضغط مباشر من الولاياتالمتحدة وتأثيرها. وتشمل أجندة اجتماع اللجنة الأمنية وقف دعم المعارضة المسلحة بين البلدين، والجداول الزمنية لتنفيذ الاتفاق الأمني الموقع بأديس أبابا، بجانب تكوين اللجنة المشتركة للشكاوى والمراقبة، بالإضافة إلى انسحاب قوات البلدين شمال وجنوب حدود 1/1/ 56م، والانسحاب من المناطق المتنازع عليها. ونقل مصدر قريب من الملف تأكيدات بفشل اجتماعات اللجان التحضيرية في الاتفاق على أجندة فك الارتباط بين جوبا وقطاع الشمال، وقررت اللجنة التحضيرية رفعها لاجتماع الوزيرين، وأكد أن الملف الأمني يقبع في محيط تحيط به أمواج العثرات. ويصل اليوم وزير الدفاع الجنوبي جون كونك للخرطوم حسبما نقل مسؤول بسفارة جوبابالخرطوم ل «الإنتباهة»، فيما كشفت مصادر موثوقة عن وجود أزمة خانقة داخل صفوف الجيش الشعبي بسبب عدم صرف المرتبات لعدة أشهر. وبعثت جوبا قيادات من الجيش والحركة الشعبية إلى الوحدات العسكرية لتطمين القوات وتهدئتها من التذمر وسد باب التمرد. وأكدت أن الوضع قابل للانفجار. وأشار نافع إلى أن هناك مقترحاً للحل هو في تقديرهم لا يحقق السلام أبداً ولا يقود إلى علاقات طيبة بين السودان والجنوب، وقال: «بل بالعكس هذا الحل يفجر الصراع والقتال بين المواطنين في منطقة أبيي من قبائل مختلفة، ومن ثم لا شك لدينا أنه يفجر حرباً بين البلدين».وفي المقابل قلل المؤتمر الوطني من حديث الأمين العام للحركة الشعبية باقان أموم الذي ذكر فيه أن الجنوب لن يدفع للسودان سوى دولار واحد لصادر النفط الجنوب، وطالب باقان بذكر أجزاء المبلغ الأخرى التي تشمل مدفوعات التكرير والمعالجة والنقل عبر الأنابيب وغيرها. وقال رئيس القطاع السياسي بالمؤتمر الوطني بالخرطوم د. نزار محجوب ل «الإنتباهة» إن حديث باقان عن النفط نوع من التدليس السياسي لتهدئة الخواطر المضطربة داخل الجيش الشعبي الذي لم يتسلم مرتباته لعدة أشهر، ولا يغير من الواقع. وأكد أن الاتفاق قائم بمبالغ معلومة، واعتبر أي حديث حول تصدير النفط رهيناً بحل الملفات الأمنية بين الخرطوموجوبا، وجدد اتهامه لدولة الجنوب بدعم وإيواء الحركات المتمردة في دارفور ودعم التمرد في النيل الأزرق وجبال النوبة. وقال إن موقف الحكومة من اتفاق النفط لن يتغير إلى أن تعود الحركة الشعبية إلى رشدها وتخرج من عهد الصبيانية السياسية.