تنطلق بأديس أبابا اليوم، الاجتماعات المباشرة للجنة السياسية العسكرية المشتركة بحضور الوساطة، بعد فشل الاجتماعات السابقة التى عقدت في الخرطوموجوبا لاشتراط السودان فك ارتباط جيش الجنوب مع متمردي «الحركة الشعبية -الشمال» قبل تدفق نفط الجنوب عبر اراضيها، في حضور رئيس الالية الافريقية رفيعة المستوي ثامبيو امبيكي. ووصل إلى أديس أبابا امس وفد اللجنة السياسية الأمنية المشتركة برئاسة وزير الدفاع الفريق أول ركن عبد الرحيم محمد حسين بغية الوصول الى حل حول كيفية تنفيذ الاتفاقيات الموقعة بين دولتى السودان وجنوب السودان، والتي يأتي فى قمة أولوياتها بالنسبة للسودان الإنسحاب الفوري وغير المشروط للجيش الشعبي من أربع نقاط حدودية متنازع عليها ووقف الدعم والإيواء الذي ما زالت تقدمه دولة جنوب السودان للمجموعات المتمردة في السودان ،كما وصل رئيس وامين عام الحركة الشعبية مالك عقار وياسرعرمان الي اديس ابابا اليوم للانخراط في مشاورات مع الوساطة الافريقية بشأن استئناف المحادثات مع الحكومة، وابلغ مصدر «الصحافة « ان عقار وعرمان وصلا لاديس ابابا بطلب من الوسيط الافريقي ثامبو امبيكي للتفاوض مع الحكومة وايجاد حل سلمي للصراع بولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق ،وذكرت ذات المصادر أن امبيكي يسعى لان تنطلق المباحثات مع الحكومة بالتزامن مع مباحثات الدولتين حول قضايا الامن لاسيما وان قضية نجاح اية مفاوضات امنية بين الخرطوموجوبا مرتبطة بقطاع الشمال،واكدت ان امبيكي سيعقد اجتماعا اليوم مع وفد الحركة الشعبية . الي ذلك، عقد الوسيط الافريقي ثامبو امبيكي اجتماعات منفصلة مع وزيري الدفاع بالسودان وجنوب السودان أمس لتقريب وجهات النظر بشأن ترتيب اجندة التفاوض لتنفيذ الاتفاق الامني ،وأكدت ذات المصادر ان كل طرف تمسك بمواقفه السابقة بشأن الاجندة، فبينما اصرت الخرطوم على وضع قضية فك الارتباط مع الحركة الشعبية قطاع الشمال على رأس الاجندة، رفضت جوبا الخطوة تماما ،وذكرت ذات المصادر أن امبيكي بصدد ايجاد مخرج من ازمة الاجندة عبر عرض مقترح على الحكومة السودانية بالبدء في التفاوض مع قطاع الشمال وفقا لمبادئ محددة، واكدت ان ملامح المقترح ستتكشف عقب اجتماع امبيكي مع وفد الحركة باديس ابابا اليوم . وقال الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة ل(سونا) ان اللجنة السياسية الأمنية ستواصل التفاوض ولمدة ثلاثة أيام حول ما بدأته في جوباوالخرطوم من نقاش حول القضايا الخلافية،وابان ان المحادثات ستتطرق لكيفية تنفيذ ما تم الإتفاق عليه اخيرا في إتفاقية الدفاع المشترك بحضور الوسيط الإفريقي ثابوأمبيكي والذي سيتسلم المقترحات المقدمة من الجانبين السوداني والجنوب سوداني بأديس ابابا . ووصف المبعوث الرئاسي الاميركي الى دولتي السودان بريستون ليمان، شروط الخرطوم بربط تصدير النفط بالملف الامني بالامر المزعج وغير المقبول، وقال في مؤتمر صحفي قبيل انضمامه للمفاوضات في باديس ابابا «أنا في الحقيقة أشعر بانزعاج كبير لأن الخرطوم أثارت عددا من الطلبات والمطالب الامنية الجديدة، وربطت استئناف النفط بتلبية تلك المطالب» ووصف ليمان هذه المطالب بغير المفيدة وغير المجدية وقال «»نعتقد ان أفضل طريقة لمعالجة القضايا الأمنية هي تنفيذ الاتفاقيات التي تم التوصل إليها « واضاف ليمان انهم كانت لديهم آمال كبيرة لتنفيذ اتفاقات التعاون، مؤكدا انه في حال تراجع اى طرف عن هذه الاتفاقيات ستطاله عقوبات من الاممالمتحدة وقال»كانت لدينا آمال كبيرة على هذه الاتفاقيات .. لائحة عقوبات الاممالمتحدة مازالت على الطاولة اذا لم يتم التوصل الى اتفاق» . ودعا الى اتفاق في شأن آلية تنفيذ الاتفاقيات المبرمة في ملفات ابيي وترسيم الحدود والمنطقة المنزوعة السلاح وتصدير النفط وتجارة الحدود والمواطنة. وكان الرئيس سلفا كير ميارديت، وصف هذه المطالب بالمستحيلة، ورأى ان القوات الشمالية التى تقاتل الحكومة السودانية في المنطقتين لاسلطة لدولة الجنوب عليها، وعرض عوضا عن ذلك ان يقوم بدور الوسيط بين الخرطوم ومتمردي الشمال.