تحتضن بلادنا هذه الأيام بكل الودِّ والترحاب معالي الدكتور فؤاد بن جعفر الساجواني وزير الزراعة والثروة السمكية بسلطنة عمان الشقيقة والوفد الكريم المرافق له، في زيارة طيبة لبلده الثاني السودان بغرض تعزيز وتوثيق علاقات التعاون في المجال الزراعي بين البلدين الشقيقين، ونسأل الله تعالى أن تخرج هذه الزيارة الكريمة بنتائج طيبة وأن يكون لها ما بعدها في دفع وترقية العمل الزراعي لفائدة مواطني البلدين الشقيقين والمساهمة في تحقيق الأمن الغذائي العربي المنشود بإذن الله تعالى. تمتاز سلطنة عمان بإمكاناتها الزراعية الهائلة، وتقدمها العلمي الكبير في المجال الزراعي، الأمر الذي جعل منها واحدة من أكثر الدول العربية تقدُّماً وتطوراً في المجال الزراعي، فإذا تم الاستفادة من هذا التطور العلمي والتقني في المجال الزراعي الذي تشتهر به سلطنة عمان، بجانب الموارد الطبيعية والإمكانات الزراعية الهائلة من أراضٍ زراعية خصبة ومياه يشتهر بها السودان، فإننا نؤكد أن الناتج سيكون ازدهاراً ونماءً يصب في مصلحة البلدين الشقيقين، وسيعم الخير كل أنحاء العالم العربي. وكما هو معلوم فإن للسودان علاقات أخوية ومحبة خاصة للأشقاء في السلطنة، وهناك علاقة خاصة ومتميزة بين حكومتي البلدين الشقيقين، تجد كل الرعاية والاهتمام من قيادة الدولتين متمثلة في فخامة الرئيس عمر البشير وصاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد حفظهما الله ورعاهما .كما يرتبط شعبا البلدين الشقيقين بعلاقة محبة واحترام وتقدير، امتدت عبر سنوات طويلة خلت، وذلك من خلال التقدير الكبير الذي يمنحه الشعب العماني الحبيب إلى أشقائه السودانيين العاملين بالسلطنة، وقد لمسنا هذا التقدير والحب المتبادل بين الشعبين من خلال زياراتنا المتعددة إلى سلطنة عمان. وحرصاً منّا على هذه العلاقة الشعبية والرسمية بين البلدين الشقيقين، فنرجو أن ننبه إلى بعض السلبيات التي اعترضت مسار هذه العلاقة الشعبية المتميزة، ويمكن أن تؤدي إلى حدوث شرخ فيها، وذلك بسبب الأفعال والأقوال المشينة الصادرة من أحد رعايا السلطنة المقيمين بالسودان، وهو الدكتور طارق جاروك الزدجالي المدير العام الحالي للمنظمة العربية للتنمية الزراعية، التي تتخذ من مدينة الخرطوم مقراً رئيساً لها، حيث اعتاد هذا الرجل، ومنذ حضوره إلى السودان، توجيه الأقوال والأفعال المسيئة للسودان والسودانيين، الأمر الذي حدا بوسائل الإعلام السودانية أن تتناول هذا الموضوع باستمرار، وبالتالي خلق هذا الأمر استهجاناً وغضباً من الرأي العام السوداني تجاه هذا الرجل. وخير مثال لذلك ما نشرته صحيفة «أخبار اليوم» السودانية في عددها رقم «5613» الصادر بتاريخ الخميس الموافق العشرين من شهر مايو للعام 2010م، حيث جاء في صدر صفحتها الاقتصادية العنوان التالي: « نتيجة لتصرفاته العدائية تجاه البلاد: مدير المنظمة العربية للتنمية الزراعية غير مرغوب فيه بالسودان»، حيث تناولت الصحيفة هذا الموضوع بالتفصيل، وأكدت صدور قرار بهذا المعنى. إلا أنه وتقديراً للمكانة السامية لسلطنة عمان وسلطانها المفدى لدى حكومة وشعب السودان، فقد تم الصفح عنه وواصل عمله في الخرطوم، وبرغم ذلك فإنه لم يحترم هذا الأمر وتمادى في غيِّه وإساءاته للسودان والسودانيين، حتى وصل به الأمر والإساءة لقيادة الدولة، حيث تم الإشارة لهذا الموضوع من خلال برنامج «المحطة الوسطى» الذي تبثه قناة الشروق الفضائية السودانية، وتم تخصيص حلقة من هذا البرنامج لتناول موضوع هذا الرجل. كما تناولت صحيفة «الوطن» السودانية في عددها رقم «4232» الصادر بتاريخ الثلاثاء الموافق 16 أكتوبر للعام 2012م، وفي صدر صفحتها الأولى موضوع استقبال المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الزراعية للسفير السوري بالخرطوم متحدياً قرار تجميد عضوية سوريا من قبل جامعة الدول العربية التي تتبع لها المنظمة، حيث جاء ذلك تحت عنوان: « السفير السوري بالخرطوم يتحدى قرار تجميد عضوية بلاده ويزور المنظمة العربية للتنمية الزراعية»، وقد وصفت الصحيفة هذه الزيارة بالغريبة والمريبة، مشيرة إلى أنه قد التقى خلالها بمدير عام المنظمة الدكتور الزدجالي. وبالتأكيد فإن تناول وسائل الإعلام السودانية لهذا الموضوع قد خلق حالة من الاستغراب والتعجُّب وسط السودانيين، حيث إنهم متأكدون من حب وتقدير الشعب العماني لهم، ولكن ما بدر من هذا المدير تجاههم خلق نوعاً من الإحباط وعدم الرضا. لذا فإننا نوجه رسالة من السودانيين المحبين لسلطنة عمان، سلطاناً وحكومة وشعباً، إلى الإخوة الأشقاء الأحباب في السلطنة ونخص منهم معالي وزير الزراعة بالسلطنة، بأن يقوموا بمعالجة هذا الموضوع الخطير، آملين أن لا يتم التمديد مرة أخرى للدكتور الزدجالي لإدارة المنظمة العربية للتنمية الزراعية، خاصة بعد فشله الكبير في إدارة المنظمة وتوقف معظم أنشطتها وبرامجها السابقة. علماً بأن فترة الدكتور الزدجالي كمدير عام للمنظمة العربية للتنمية الزراعية قد انتهت، وسيتم اختيار مدير جديد للمنظمة عبر الترشيح لهذا المنصب في دورة استثنائية للجمعية العمومية للمنظمة خلال شهر أبريل القادم «2013م» بإذن الله تعالى، ونتمنى أن تقوم السلطنة بترشيح أحد خبرائها الزراعيين المتميزين بدلاً عن الدكتور الزدجالي «إذا كان يجوز قانوناً هذا الأمر لهم» وسنقوم بدعمه والوقوف معه حتى يعيد المنظمة لسيرتها الأولى، وإزالة تلك الترسبات السالبة التي خلفها الدكتور الزدجالي على العلاقة الشعبية المتميزة دوماً وأبداً بين السودان وسلطنة عمان.