استمراراً لعدائه واستهدافه المتواصل للسودان والسودانيين، يقود المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الزراعية الدكتور طارق جاروك الزدجالي، هذه الأيام حملة إعلامية خارجية شرسة ضد السودان وضد وزير الثروة الحيوانية والسمكية الدكتور فيصل حسن إبراهيم، وذلك بسبب القرار الذي أصدره الدكتور فيصل بإيقاف العمل في مشروع الاستزراع السمكي بمنطقة الشجرة. ويتم تنظيم وتنفيذ هذه الحملة من خلال مكتب المنظمة بمدينة القاهرة في جمهورية مصر العربية، حيث شهدت الأيام القليلة الماضية مقالات ومواضيع منشورة في بعض الصحف العربية وبعض المواقع الإلكترونية على شبكة الإنترنت، خاصة مواقع التواصل الاجتماعي، وقد استهدفت تلك المقالات البلاد والسيد الوزير بصورة واضحة، حيث جاءت تحت عناوين: «السودان يتسبب في إلغاء البرنامج العربي للاستزراع السمكي في المياه العذبة»، وكذلك «وزير سوداني يتسبب في تدمير المشروع العربي للاستزراع السمكي للمنظمة العربية»، وقد تم خلال تلك المقالات توجيه بعض الإهانات والتشكيك في قومية وعروبة السودان، حيث تم طرح بعض التساؤلات الجارحة مثل: هل يباع العربي لصالح القادمين من قارة بعيدة؟، وكذلك: هل يتحول السودان إلى مصيدة للمال العربي بدلاً من سلة غذاء العالم العربي؟ وغيرها من الإهانات في حق البلاد والسيد الوزير. ولم ينتهِ الأمر عند هذا الحد، بل تم إنشاء صفحات على شبكة الإنترنت بغرض الإساءة للبلاد، حيث توجد صفحة باسم: وزير سوداني يتسبب في تدمير البرنامج العربي للاستزراع السمكي، وغيرها، كما تم تكوين مجموعات لتفعيل هذا الأمر. وقد يتبادر إلى ذهن القارئ الكريم تساؤل حول الهدف من هذه الحملة الإعلامية العدائية تجاه البلاد، وما هو الغرض الذي يرمي إليه مدير المنظمة العربية للتنمية الزراعية من هذه الحملة؟ والإجابة عن هذا التساؤل واضحة وجليّة للعيان، وهي أنه يهدف بها إلى التشويش على المجلس الوزاري لوزراء الزراعة في الدول العربية، الذي يمثل الجمعية العمومية للمنظمة العربية للتنمية الزراعية، حيث يهدف مدير المنظمة إلى إظهار أن السودان يعادي المنظمة ويقف ضد تنفيذ برامجها وأنشطتها، وبذلك يمكن له أن ينجح في مخططه الرامي إلى نقل المنظمة من السودان، والذي يسعى له منذ أن تم ترشيحه لمنصب المدير العام للمنظمة، ولكن وقوف مجموعة من الحادبين على مصلحة المنظمة والبلاد حال دون تنفيذه لهذا المخطط. كما أن هناك هدفًا واضحًا لمدير المنظمة في قيادته لتلك الحملة الإعلامية تجاه البلاد، وهو أنه يرغب في التجديد له لفترة أخرى لمنصب مدير المنظمة، والذي سيتم فتح باب الترشيح له خلال الدورة القادمة للجمعية العمومية للمنظمة، وقد نما إلى علمه أن السودان سيقوم بتقديم مرشح لهذا المنصب، وأن كل الظروف متاحة للسودان للفوز بهذا المنصب. لذا جاء مخطط الدكتور جاروك الزدجالي لإقناع وزراء الزراعة العرب بأن السودان وبعض الوزراء به يقومون بتدمير برامج المنظمة، ولكن نؤكد أنه لن ينجح في مخططه هذا لأن كل الدول العربية تعرف السودان جيداً وتقدر عالياً الدور الكبير الذي يقوم به السودان في دفع مسيرة التنمية الزراعية العربية وتحقيق الأمن الغذائي العربي المنشود. والغريب في الأمر أن هناك بعض الإخوة الصحفيين السودانيين قد قاموا بالمساهمة «وبحسن نية بالتأكد» في هذه الحملة الإعلامية العدائية، والأغرب أن يكون من ضمن هؤلاء الإخوة الأعزاء قلم سوداني مرموق ومشهود له بالحيادية والنزاهة وهو الأستاذ الطاهر ساتي، الذي قام بنشر مقال في صحيفة السوداني الغراء، دافع فيه بشدة عن المنظمة وهاجم السيد وزير الثروة الحيوانية والسمكية، مشيراً إلى أن السبب في إيقاف مشروع الاستزراع السمكي هو الحظائر القديمة الموجودة في أرض المشروع، والتي تبرع بها السيد الوزير إلى جامعة السلام، وهو نفس السبب الذي أشار له الإعلان الذي قام بنشره بعض السودانيين العاملين في المنظمة. وأرجو هنا أن يسمح لي الأستاذ الطاهر ساتي بأن أقوم بتوضيح بعض النقاط التي تناولها مقاله، حيث إن السبب الرئيس لإيقاف المشروع هو فشل المنظمة العربية للتنمية الزراعية في الالتزام باتفاقها الموقع مع وزارة الثروة الحيوانية والسمكية، حيث إنه وبعد مضي أكثر من عامين على توقيع الاتفاق بتخصيص المشروع، لم يبدأ في إنتاج الأربعين مليون إصبعية المستهدفة. هذا إضافة إلى أن المنظمة ليس من اختصاصها حسب لوائح ونظم العمل بها، تنفيذ مثل هذه المشروعات، إنما هي بيت خبرة عربي يقوم بإعداد الدراسات وتأهيل الكوادر الزراعية العربية. أما بخصوص ما قامت به المنظمة من عمل خلال فترة المشروع، فقد كانت كلها فاشلة ولم تحقق النجاح المطلوب، حيث تسببت ال «500 ألف أصبعية من سمك البلطي» التي تم تزويد بحيرة خزان جبل أولياء بها، في نفوق عشرات الأطنان من أسماك البلطي شمال بحيرة الخزان، في حادثة مشهورة ثبت بالدليل القاطع «الذي أشار إليه البروفيسور توماس خبير الاستزراع السمكي السوداني المشهور» أن سببه هو ما قامت به المنظمة من إضافة للأصبعيات في البحيرة. أيضاً فشلت تجربة تزويد مشروع ود رملي ب«100 ألف أصبعية من سمك المبروك» وذلك حسب إفادة الإخوة في إدارة مشروع ود رملي الزراعي. وبالتالي فإن مشروع الاستزراع السمكي بمنطقة الشجرة الذي قامت بتنفيذه المنظمة كان فاشلاً بكل المقاييس ولم يحقق النجاح المطلوب، الأمر الذي دعا السيد وزير الثروة الحيوانية والسمكية إلى إيقافه حفاظاً على الموارد الطبيعية للبلاد. وأرجو هنا أن يشاركني السادة القراء الأفاضل في السؤال حول أسباب كراهية الدكتور جاروك الزدجالي للسودان والسودانيين، وبصورة غير معهودة في الإخوة الأشقاء العرب، خاصة الأشقاء في سلطنة عُمان الحبيبة، التي يكنُّ لها الشعب السوداني كل المحبة والتقدير والعرفان، وتوجد لنا جميعاً علاقات شعبية مع الإخوة في السلطنة نعتز ونفتخر بها كثيراً، ولكن ما يحدث من الدكتور الزدجالي شيء غريب، ويدعونا إلى مناشدة الإخوة الأشقاء في سفارة السلطنة إلى الالتفات إلى هذا الأمر ومعالجته بالحكمة المعروفة عنهم، وذلك قبل أن يتفاقم خاصة بعد الحملة الإعلامية الشرسة التي يقودها حالياً مدير المنظمة ضد السودان والسودانيين. كما أرجو من الإخوة الزملاء السابقين الذين كان لي شرف العمل معهم مقارنة فترة عمل المدير الحالي بفترات عمل المديرين السابقين للمنظمة، أمثال الدكتور حسن فهمي جمعة، الدكتور يحيى بكور، والدكتور سالم اللوزي، والذين كانوا يحبون ويقدرون بلادنا الحبيبة بصورة كبيرة، ولم يبدر منهم طيلة سنوات عملهم ما يسيء إلى السودان أو إلى أبسط عامل سوداني في المنظمة، ولم نسمع أنهم اختلفوا مع وزير أو مسؤول سوداني. * خبير إعلام زراعي رئيس قسم الإعلام بالمنظمة العربية