أمس أشهر الوطني الكارت الأحمر في وجه الوزير الأسبق فرح العقار وهو يعرف تمامًا لون الكرت وهو لاعب كرة سابق بفريق النيل وفصله نهائيًا من الحزب بتهم خرقه للنظام الأساسي للحزب ودعمه لأفكار المعارضة والترويج لها بحسب لجنة محاسبة شُكِّلت لذات الغرض أوصت بفصله وأمَّن المكتب القيادي على توصيتها التي تعد الأولى من نوعها حيث لم يسبق للحزب أن فصل أحدًا من قياداته ومضى كثيرًا في اتجاه تجميد عضوية بعض القيادات، وحتى تلك الخطوة لم تحدث على مستوى المركز على ما أعتقد وتم إنفاذها في الولايات خاصة تجاه من خرجوا عن الصف في الانتخابات الماضية ولم يجدِ معهم «بندول نافع. ويبدو أن المؤتمر الوطني أحس بخطورة بعض الأصوات التي اعتبرها متمردة على المؤسسية ولذلك أقدم على «كي» فرح العقار بل إنه توعد بحسم أي صوت نشاز خارج المؤسسية، واعتبر رئيس لجنة المحاسبة رئيس قطاع الاتصال التنظيمي بالوطني المهندس حامد صديق في حديثه ل«الإنتباهة» مساء أمس الخطوة بداية لإنفاذ عملية المحاسبة التي ظلت تطالب بها قواعد الحزب وبداية لمعافاة الحزب من أي تأثيرات سالبة، وقال: «أردنا من ذلك تحصين الحزب من التهديدات داخل مؤسساته»، وشدَّد على أن هذا القرار بداية لبث الانضباط في الحزب. ويبدو أن السبب الرئيس الذي جعل الوطني يقذف بالعقار خارج أسواره هو المبادرة التي قادها في الآونة الأخيرة والتي روَّج لها عقب أحداث الدمازين وتمرد مالك عقار والتي هي قائمة على البنود العالقة في اتفاقية السلام التي يتم تنفيذها في الفترة الانتقالية، فضلاً أن الرجل ظل على اتصال بمالك عقار، وكانت تلك واحدة من أسباب سحبه كمرشح للحزب لمنصب والي النيل الأزرق في الأيام الأخيرة للترشيح وتسمية مرشح آخر بل إن الجهات الأمنية في النيل الأزرق وجَّهت له أصابع الاتهام بالضلوع في تمرد عقار، وعلَّق على ذلك الأمر في حوار أجرته معه الزميلة «آخر لحظة» ونفى عن نفسه تلك التهم.. ولجنة المحاسبة التي رأسها حامد صديق ليست هي الأولى، فقد سبق أن شُكِّلت لفرح لجنة تحقيق في احتكاك تم بينه وبين منسق الدفاع الشعبي رئيس دائرة النيل الأزرق بالوطني عبد الله جيلي حول تصريحات أطلقها فرح و«أقاويل» نُسبت إليه، لكن الوطني الآن وضع حدًا للشائعات ولكل ما يحوم حول فرح العقار وأشهر الكارت الأحمر في وجهه سيَّما وأن أخطر الأحاديث التي نُسبت لفرح مطالبته بالحكم الذاتي للنيل الأزرق. حامد صديق في حديثه معي أشار إلى أن الاستهداف الكبير للوطن والمصوَّب نحو الحزب يتطلب التماسك وإسكات الأصوات الشاذة، وعاد وقال إن أبواب الشورى والمناصحة داخل الحزب بلا سقوف لكن رأي المؤسسة هو الغالب، ووجَّه حامد تهديدات مبطنة لقيادات الوطني من أبناء الولايات بالمركز بعدم ممارسة أي تأثيرات سالبة على الحزب في ولاياتهم في إشارة لموقف العقار، وذات الأمر ينسحب على وزراء في المركز من أبناء الولايات لا تزال أياديهم تعبث في ولاياتهم بل بعضهم يقال إنه يحكم من خلف الكواليس ويتدخَّل بشكل سافر في تشكيلة حكومات تلك الولايات لكن المهم أن الوطني بفصل العقار والذي هو السابقة الأولى من نوعها بعد مفاصلة الوطني عن المؤتمر الشعبي قد يكون قد دقَّ القراف لإخافة قيادات أخرى أكثر نفوذًا من فرح العقار وهو ضابط سابق بالقوات المسلحة ومحافظ للكرمك ووزير للشؤون الاجتماعية والثقافية بولاية سنار وعضو مفوضية الدستور كما عمل وزير دولة بالإعلام والاتصالات وبذات المنصب في وزارة الشؤون البرلمانية وعضو بالمجلس الوطني ووزير للتخطيط العمراني في النيل الأزرق ومع ذلك لم يعرف مدى أثر تصريحاته رغم حصوله على الدكتوراه في أثر اتفاقية السلام على السودان.