يعد واحداً من الأصوات المميزة التى ظفرت بها قناة الجزيرة الفضائية، ومن الإعلاميين السودانيين القلائل الذين صنعوا أسماءهم بموهبة خالصة على الساحة الإعلامية العربية، إنه فخر السودان صاحب الصوت المميز الإعلامي محمد الكبير الكتبي الذى تشرَّب من ثقافات السودان من مختلف الولايات، فهو ينحدر من الولاية الشمالية، وولد بشمال كردفان، وتعلم في الفاشر ومدني والخرطوم وفرنسا وبولندا وماليزيا، ولا يزال يتعلم في الدوحة محل إقامته وعمله الحالي، التحق بالإذاعة السودانية عام 1982، وتعلم على يدي الكثير من الإذاعيين في الإذاعة والتلفزيون ممن سبقوه في هذا المجال، ولا يزال يتعلم من الإذاعة حتى اليوم. وذلك بحسب ما ذكر. «الإنتباهة» التقته عبر هذه المساحة للحديث حول الكثير من تجاربه والقضايا التي يعيشها السودان الآن.. ّ٭ بداية، كيف انتقلت للعمل بقناة الجزيرة؟ ظهرت إعلانات في الصحف السودانية كانت في ذلك الزمن من عام 1997 صحيفتا الإنقاذ الوطني والسودان الحديث، قدمت وجلست مع المئات من الإعلاميين للامتحان وتم اختياري. ٭ ماهى أول محطاتك الإعلامية؟ الإذاعة السودانية أمدرمان التي افتخر بالانتماء لها حتى الآن. ٭ ماذا عملت بالإذاعة؟ كنت مذيعاً مقدماً للأخبار، ومحرراً بإدارة الأخبار والبرامج السياسية، واشتركت في مختلف التغطيات للأحداث منذ عام 1982 وحتى 1997 داخل وخارج السودان. ٭ وبعد الانتقال إلى قناة الجزيرة؟ عملت صحافياً في غرفة الأخبار بذات التخصص تغطية مختلف الأحداث من داخل غرفة أخبار الجزيرة وميدانياً على مستوى العالم. ٭ حدثنا عن الإعلاميين السودانيين داخل شبكة الجزيرة؟ هناك صحافيون يعملون في نفس غرفة الأخبار، وهناك مهندسون في مختلف التخصصات، ومهندسون في الأستديوهات والمكتبة والجزيرة مباشر إلى جانب طاقم مقدر من الجميع يعمل في الشؤون المالية والإدارية والقانونية والبحوث والتدريب والجزيرة الإنجليزية.. ٭ الإعلامي السوداني ماذا يجد فى الخارج، وماذا يفتقد داخل وطنه؟ يجد في الخارج كقناة الجزيرة كل شئ وكل التسهيلات ويكاد يفتقد في السودان كل شئ سوى الكلمة الطيبة التي لا تسمن ولا تغني من جوع و يكاد الإعلاميون يتضورون جوعاً ويموتون وهم يؤدون واجبهم، ولا نسمع سوى كلاماً طيباً أو زيارة من الرئيس أو نائبه في رمضان حاملاً بعض الهدايا، بينما المشكلة قائمة تتجذر وتتعمق دون وضع الصحافي أو الإعلامي في مكانه المناسب ويعامل مع أسرته بالاحترام الذي يليق بهم... ٭رأيك فى حرية التعبير فى السودان؟ أنا افتخر جداً بحرية التعبير الموجودة في بلدي، وافتخر بأداء الإعلاميين لرسالتهم وتقييدهم لكل من يهجم عليها، وأعتقد أن الدولة السودانية والنظام رغم فشلها في كثير من القضايا إلا أنها أعطت الإعلام حرية لا توجد في كثير من البلاد الديموقراطية، ولكن ذلك لا يكفي ما لم يمكن الإعلاميون من ممارسة مهامهم دون مكابدة شظف العيش. ٭ولماذا ينجح الإعلامي السوداني خارج وطنه ولا يتحقق له ذلك بالداخل ؟ لأنه يجد المعينات ويجد الاحترام ويجد التقدير من مختلف الاتجاهات، والكثير غير ذلك مما يفتقده في بلده.. ٭ هناك حديث سلبي عن دور الإعلاميين خارج السودان خاصة فى تحسين صورة السودان الخارجية. مارأيك؟ السودان هو الذي يحسن صورته أمام الجميع، ويفرض عليهم الواقع الحقيقي، وما الصحافي سوى ناقل لما يجري، ماذا تريدين من الصحافي أن يكتب عن دارفور والحكومة أبرمت اتفاقاً أعرج مع السيسي وجماعته، وقبله وقعت اتفاقيات عرجاء عمياء كثيرة مع مني أركو مناوي وغيره من متمردي دارفور، والجميع يعلم أن الحرب مستعرة وأن المزيد من أموال السودان تهدر في مناصب وزارية وقيام مشروعات تنمية غالباً ما يدمرها الفصيل المتمرد، ما الذي تريدين من الصحافي أن يكتب، هل ما جري أخيراً باشتراك صلاح قوش في محاولة تخريبية، ماذا يسمى الذي حدث في ثلاثين يونيو عام تسعة وثمانين، أليس انقلاباً كهذا الذي يريد قوش وزمرته توريط السودان فيه، ليكذب الإعلامي ويقول إن البلاد تعافت اقتصادياً، ليقول الصحافي أن حكامنا نزيهون ولا أحد يعرف ممتلكاتهم، اذهبي وانظري إلى الحال الذي آلت إليه المدارس الحكومية في السودان والمستشفيات وغيرها من المرافق الخدمية... اقرئي جدول الرواتب والأجور تجدين أنها لا تكفي لأيام وغير ذلك الكثير أو بعد هذا هناك صورة حسنة لنتحدث عنها خارجياً... يكفي أننا صامتون، للأسف لا نتحدث عن هذا الواقع المرير.. أو بعد هذا مطلوب منا أن نكذب لنجمل هذا النظام المنقسم على نفسه؟؟ ٭ وماهو دور الإعلامي السوداني فى الخارج إذن؟ أن يؤدي واجبه دون تشويه سمعة بلدة، ودون الارتزاق بحديثه الكاذب عنها، ولكن النصيحة واجبة والسودان ملك لنا جميعاً.. ٭ مستقبل الإعلام فى السودان بحسب متابعتك له، إلى أين يمضي؟ مستقبله من مستقبل السودان، وإذا تحقق الرقي والتطور المنشود ببلادنا يزداد تطور الإعلام والعكس بالعكس يأتي... ٭ رأيك فى أداء الإعلام السوداني مقارنة ببقية الإعلام فى الدول العربية؟ أجهزة الإعلام السودانية وأداء العاملين فيها من أفضل ما يمكن مقارنة بغيره من الدول، يكفي أن لدينا هذه الحرية ونحن نعيش هذا الواقع المرير. ٭ هل تتابع القنوات السودانية؟ أتابعها جميعها وبإدمان. ٭ ما هى سلبيات العمل خارج الوطن؟ قليلة، لا تستحق الذكر، وأنا هنا أعني العمل الإعلامي وليس كل المغتربين. ٭ وكيف تنظر لما يحدث فى الساحة السياسية فى السودان، وماحدث من احتجاجات أخيراً، هل فى رأيك ستؤدى إلى ربيع عربى؟ ما حدث في الساحة السياسية هو تعبير عن الغبن الذي يحس به الشعب، وهذا عبرت عنه فئات قليلة خذلها المثقفون من القضاة والمحامين والأطباء والمهنيين والزراعيين، وهي غير منظمة وغير مرتبة ومكشوفة، وأنا لا أسمي ما يحدث في السودان ربيعاً عربياً، فنحن لنا تجربتنا الناجحة في الإطاحة بالحكام في أكتوبر وأبريل، ولكني أعتقد دون شك إن للسودان نمطاً جديداً من الثورات في طور التكوين، وعلى النظام الحاكم الذي وجد تأييداً لم يجده نظام من قبل في السودان، أن ينتبه لذلك جيداً ولا يوهم نفسه بأن ربيع السودان كان عام تسعة وثمانين، وكرسي السلطان لا يدوم لأحد وملك الملوك الله سبحانه وتعالى يعلم التفاصيل أكثر منا، لا يخدعه أحد وهو ينزع الملك ممن يشاء كما أعطاه له أول مرة.. ٭ كلمة أخيرة للقائمين على أمر الإعلام فى السودان؟ أقول لهم اهتموا بالإعلامي مثل اهتمامكم برسالته، وملكوا أجهزة إعلامنا الحقائق قبل الجميع، فإن أول الفشل يبدأ بأن يبحث المواطن عن أخبار بلده في أجهزة إعلام أجنبية لأنه يثق بها أكثر.