حكاية صاحب «البرادو» الانتهازي الذي يتقمص شخصية زنكلوني حكى السيد زنكلوني ذات مرة في أحد مجالسه الخاصة بشيء من الامتعاض قصة رجل انتهازي جدًا ومراوغ إلى أبعد الحدود وليس له أي انتماء حزبي، ويبدو أن سبب كراهية زنكلوني للرجل نابعة من كونه يتقمص شخصيته ويتشبه به في ملبسه وطريقة كلامه وتهليلاته وتكبيراته وأسلوبه وممارساته كلها، وكان ذلك الأمر كثيرًا ما يُزعج أبو الزناكل الذي لا يريد أحدًا يشاركه في صفات الانتهازية الزنكلونية.. الرجل كان دائمًا يرتدي جلابية ناصعة البياض ومركوبًا أبيض، وشالاً مخططًا أسود بأبيض، ويحمل عصا أبنوسية ويقود عربة برادو، يحشو طبلونها بالفول المدمس والبلح البركاوي، ويشغِّل شريط للأناشيد الجهادية، من شاكلة: «أمَّاهُ لا تجزعي فالحافظ اللهُ»، و«أنا المسلم، أنا المسلم» يعني تشوفو تحلف تقول دا زنكلوني وكان عندما يأتي نقاط التفتيش على طول طريق مدني الخرطوم أو الخرطومبورتسودان، يقف عند كل نقطة تفتيش، فينزِّل زجاج العربة ويقول للشرطي المرابط: أمانة المؤتمر الوطني يا شيخنا، ثم يفتح الطبلون ويأخذ قليلاً من البلح والفول ويعطيها للشرطي، ثم ينطلق بتلك العربة الفارهة التي ينبعث منها صوت الأناشيد الجهادية، وهكذا في كل نقطة تفتيش أو استقبال أي مؤسسة حكومية يتقمص الرجل الانتهازي شخصية السيد زنكلوني شكلاً ومضمونًا...أبو الزفت، إنتو قايلين زنكلوني دا إلا في الوعاء الجامع..