في ذلك اليوم صدرت عناوين الصحف في عاصمة بلاد السيد زنكلوني بمينشيتات حمراء تتحدث بالوثائق عن تورط السيد زنكلوني في قضية فساد مالي خطيرة جدًا- لاحظ هذه المرة بالوثائق والمستندات تيقن الناس أن السيد زنكلوني هذه المرة وقع قي شر أعماله وأن المحاكمة العادلة والشفافة التي وعد وتعهد بها حاكم بلاده لكل المفسدين في انتظاره لا محالة وليكون عبرة لكل تماسيح وحيتان البلد وجميع قططها السمان... السيد زنكلوني لم يكن منزعجًا بطبيعة الحال.. قرأ كل ما جاء بالصحف وذهب إلى مكتبه بالزي القومي الكامل ممسكًا بمسبحته التي لا تفارقه ابدًا، ثم دلف إلى مكتب الحاكم ودون مقدمات قال مخاطبًا حاكمه: هل قرأت ما كتبته جرائد المعارضة عني اليوم.. أومأ الحاكم برأسه إلى اسفل في إشارة يُفهم منها نعم وبعد هنيهة من الصمت سأل الحاكم صاحبه: دا كلو ما مهم أنا الشيء المحيرني الجرايد دي لقت الوثائق دي وين، وزاد: دا معناتو معانا طابور خامس وغواصات ...!!...هذا الحديث أثلج صدر السيد زنكلوني الذي صرخ قائلاً أمام الحاكم : أيوة،آآآيوآآآوالقصد من تسريب المستندات دي هو إسقاط النظام ..!! نعم نعم أنا عارف هكذا قال الحاكم وقد بدا منزعجًا.. ابو الزناكل اعتدل في جلسته واستطرد قائلاً: ديل خونة ومأجورين وعملاء ودا كلو استهداف امبريالي غربي صهيوني للمشروع بتاعنا، ونحن زي ما إنت عارف نحن لو عملنا اي هبرة كدي ولَه كدي في المال العام نحتسب ذلك عند الله تعالى لأنو دا طبعًا مغامرة وتضحية بالسمعة وجهاد من اجل أن يظل هذا المشروع باقيًا رغم المؤامرات الصهيونية التي لا تريد خيرًا للاسلام وأحسب أن السرقة من أجل المشروع عبادة ذاتا.. الله أكبر الله أكبر.. بعد اسبوعين من انتظار الشارع محاسبة ومحاكمة السيد زنكلوني تسابقت ذات الصحف إلى إبراز مينشيتات حمراء أخرى بالبنط العريض تتحدث عن ترقية وترفيع السيد زنكلوني إلى وزير ونقله إلى موقع آخر... أبو الزفت ..!!