أجمع خبراء ومختصون على محاصرة الأسرة السودانية بجملة من المهددات الأمنية والاجتماعية، واضعين حزمة من التوصيات التي تمت مناقشتها في الندوة التي أقيمت صباح أمس بالجامعة الإسلامية مركز الطالبات تحت عنوان «المهددات الأمنية والاجتماعية للأسرة». وقال اللواء السر أحمد عمر الناطق الرسمي باسم قوات الشرطة، إن الإسرة تعاني الكثير من المهددات الأمنية والاجتماعية، مطالباً بتناغم الجهود الرسمية والشعبية لحماية الأسرة في ظل الفضاء المفتوح وتنامي الجريمة والتحديات الاقتصادية، وأوصى خلال ورقته التي جاءت بعنوان «المهددات الأمنية والاجتماعية للأسرة» أوصى ببناء منهجيات التفكير التحليلي عند الأطفال والشباب، ووضع التشريعات اللازمة التي تضمن وتؤكد الانتماء والمشاركة والمحافظة على المال العام وصيانته. وعدد السر حزمة من المهددات تمثلت في إسقاط الحواجز والحدود والفواصل بين الدول، وانتشار الانعكاسات السلبية والتأثيرات الضارة للعولمة، وصعوبة إحكام قبضة القانون على رجال العصابات والجريمة نتيجة لما لهم من التقنية المتطورة والمساعدات التي تمكنهم من ارتكاب الجريمة بسهولة، وهو ما يشكل تحدياً على رجال الأمن. وحصر الناطق الرسمي مهددات الأسرة السودانية في تفشي الجريمة بأنواعها، وضعف مستوى الخدمات الاجتماعية والصحية، بالاضافة للمنظمات الأجنبية المشبوهة ومعسكرات النازحين، وضعف أدوار المؤسسات الاجتماعية الداعمة للأسرة، وضعف الرعاية الحكومية، وضعف التخطيط الاقتصادي. الدكتورة هاجر محمد بخيت مديرة مركز الطالبات بجامعة أم درمان الأسلامية، تناولت ظاهرة الطلاق والعنوسة بوصفها مهدداً للاسرة والمجتمع والنسيج الاجتماعي وبعض القيم والموروثات، وأشارت مقدمة الورقة إلى احتمالية انتهاك الحرمات والمحاذير الشرعية والدخول لدائرة المحرمات وارتكاب المعاصي، وعزت الدكتورة أسباب الطلاق إلى المظاهر البذخية في المجتمع السوداني وارتفاع المهور والمغالاة وخروج المرأة للتعليم واحتكاكها بالشباب، الأمر الذي جعلها تتردد في الاختيار، إضافة لظاهرة السفور وعدم الالتزام السلوكي والأخلاقي. فيما تناول الدكتور أحمد إدريس فضل الله عميد كلية تنمية المجتمع حماية الأسرة من منظور إسلامي، وقال إن وسائل حماية الأسرة من منظور اسلامي تقوم على عدد من المحاور المتمثلة في المحور الايماني، وصيانة النفس وإموال الغير، وحماية الانسان من نفسه، وتناول حقوق الزوجة وزوجها وحماية الاجنة والمواليد وحقوق الابناء والآباء والمجتمع. واوصى د. إدريس بإعادة النظر في المقررات الدراسية بمراحلها المختلفة، وقيام دور اجتماعية تعنى بتأصيل المعرفة مثل الخلاوي والأندية، وإعادة النظر في برامج الخدمة الوطنية حتى تواكب الفئة العمرية المستهدفة، والعدل في توزيع فرص العمل حسب المؤهل والكفاءة، وإعادة النظر في التعليم الخاص وحكومة التعليم، وإصدار تشريعات صارمة لمعاقبة أولياء الأمور الذين يقصرون في تعليم أبنائهن.