أكد حزب الأمة القومي استعداده لقبول دعوة المؤتمر الوطني لمراجعة الأوضاع بعد انفصال الجنوب وتوسيع دائرة المشاركة على أسس جوهرية، وجدد رئيس الحزب وإمام طائفة الأنصار الصادق المهدي في خطبة الجمعة بمسجد ود نوباوي أمس، موقف حزبه من الأجندة الوطنية التي طرحها خلال الحوار مع الوطني. وأضاف: «إن موقفنا هذا غربلته كافة مؤسساتنا وكان محل إجماعها»، ونفى المهدي بشدة وجود انقسام داخل الحزب بشأن قضية التعامل مع الحزب الحاكم ومع القوى السياسية الأخرى، وتابع قائلاً: «صدقوني إن مؤسساتنا السياسية في حالة انعقاد مستمر وتضع الوطن في حدقات العيون، ولا أحد ينأى بنفسه عن هندسة نظام جديد ينقل البلاد من دولة الحزب إلى دولة الوطن، وسياسات جديدة توقف الاقتتال وتصلح الاقتصاد وتعقد تصالحاً عادلاً مع الأسرة الدولية»، وألمح إلى ما سمَّاه أفضل الخيارات البديلة لحراسة مشارع الحق في الوطن، حال تأكدهم من استحالة التجاوب مع تلك الأجندة الوطنية حسب قوله. وأوضح أن ما ينقذ البلاد من سيناريو الاستمرار في الحالة الراهنة التي لا تزيدها المشاركة الصورية إلا خبالاً حسب تعبيره، وينقذها من فتح الباب أمام المغامرات غير المحسوبة العواقب، هو أن يقف الحزب الحاكم مع الذات ويتأمل أنه مهما كانت عزيمته فقد حقت فيه مقولة الإمام علي رضي الله عنه: «عرفت ربي بنقض العزائم»، «أنت تريد وأنا أريد والله يفعل ما يريد». ووصف الغلاء بالصدمة الاقتصادية الصاعقة، مبيناً أن سببها اعتماد غير رشيد على موارد البترول. وقدم المهدي دعوة للمؤتمر الوطني للوقوف مع الذات ومخاطبة القوى السياسية السودانية من منطلق الصحوة الوطنية بالقول: «دعكم من اعتبارات الماضي فهي تفرق بيننا والوطن في خطر شديد، فتعالوا للحاضر والمستقبل الذي يمكن أن يجمع بيننا، وتعالوا نهندس نظاماً جديداً مجدياً وقابلاً للحياة». وأشار إلى أن الهدف من مشاركته في مؤتمر الصحوة الإسلامية الذي انعقد في طهران، هو التأكيد على دور إيران في الصحوة الإسلامية المعاصرة، موضحاً أنها صحوة ينبغي أن تؤكد حرص الإسلام على حقوق الشعوب ووحدة المسلمين، مشيراًَ إلى أن ما أضافه الشيعة في العقيدة بالإمامة إضافة مذهبية تلزمهم ولا تلزم الآخرين.