1/ إن اتفاقية نيفاشا للسلام الشامل التي أُبرمت بين حكومة السودان والحركة الشعبية والتي أفضت لانفصال الجنوب والذي لم يكن يوماً من الأيام جزء من السودان كما قالت الأستاذة سامية أحمد محمد نائبة رئيس المجلس الوطني لأن الاستعمار البريطاني قد سن قانون المناطق المقفولة هناك لتوسيع الشقة بين الشمال والجنوب لإتاحة الفرصة للكنس العالمي لممارسة عملية التبشير بعيداً عن منافسة الدعوة الإسلامية وتوسع الفتق بالتمرد الذي تكرر منذ مذبحة توريت المشؤومة في الثامن من أغسطس عام «1955م» وتمرد أنانيا الأول وأنانيا الثاني ثم تمرد د. جون قرنق حتى عام «2005م» الذي حسمته اتفاقية نيفاشا للسلام الشامل، ولكن هل طوت الاتفاقية ملف الحرب نهائياً؟ إنها ما زالت تشتعل نيارانها هنا وهناك ولكن بأساليب تختلف عما سبقتها وهي أدهى وأمر من ذي قبل لأنها تقوم بها جماعات مسنودة من الحركة الشعبية في مناطق آمنة لترويع المواطنين ونهب ممتلكاتهم وإحداث ذعر في مناطق الإنتاج بهدف إرسال رسالة سالبة للعالم الخارجي بأن السودان يفتقر للاستقرار والأمن لطرد الشركات الاستثمارية العاملة في الحقول المختلفة وتخويف الأخريات من الولوج في مشروعات استثمارية في السودان. تلك المجموعات تتمثل في فصائل الجبهة الثورية التي تتشكل من الفرقة التاسعة والفرقة العاشرة وفصائل دارفور المتمردة والتي أصلاً شمالية تقوم بتلك العدائيات بإسناد لوجستي ودعم هائل من الحركة الشعبية التي تحكم الجنوب بهدف الضغط على حكومة السودان للرضوخ لتنفيذ مطالبها. 2/ إن تلك القوات يتعارض وجودها مع بنود اتفاقية نيفاشا والاحتفاظ بها ودفعها للأعمال العدائية يعتبر تحديًا واضحًا وصريحًا للأطراف التي تضمن تنفيذ الاتفاقية كاملة. لقد تأكد لنا بأن العالم يغض الطرف عن ممارسة حكومة الجنوب العدائية ضد السودان لذا ينبغي لنا معاملة حكومة الجنوب بالمثل وذلك بمساعدة المعارضة الجنوبية في وضح النهار لإزاحة ذلك الكابوس وقفل كل ملفات المفاوضات (والحشاش يملأ شبكتو) والعين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم. إن شعبنا يرفض أن يكون دوماً المعتدى عليه وفقد الثقة في الأممالمتحدة والتي أصلاً تأتمر بأمر أمريكا والصهيونية العالمية وفقد الثقة في الاتحاد الإفريقي الذي يناصر حكومة الجنوب على السودان ولن يحيد عن سياسة أمريكا وإسرائيل والاتحاد الأوربي ولم يعول كثيراً على الجامعة العربية التي ما زال بيتها من الداخل مبعثراً. إننا نعلم بأن هناك أعضاء كثر في المجلس الوطني يطالبون الحكومة بمعاملة حكومة الجنوب بالشدة والحسم العسكري وكفاية هوان وانكسار. 3/ إن الإستراتيجية التي تنتجها حكومة الجنوب هي إستراتيجية أمريكا وإسرائيل والتي تقود لتكوين السودان الجديد بعد سقوط الحكومة الحالية ثم القضاء على العنصر العربي والإسلامي وإحلال العنصر الزنجي والمسيحية والعلمانية في السودان. ومن هذه الحقيقة نلفت نظر المعارضة بكل أحزابها بأنها لن تُستثنى من ذلك المخطط الرهيب فعليها إعادة حساباتها ورص صفوفها لمواجهة ذلك التسونامي جنباً إلى جنب مع الحكومة. ونستطيع أن نؤكد بأن المشكلات الدائرة الآن بين السودان وحكومة الجنوب قد تم حبكها في البيت الأبيض الأمريكي وأُختير باقان أموم لينفخ ويضرم نيرانها مستفيدة من دهائه وذكائه وخبثه وفات عليها بأنه الدابة التي تأكل منساة حكومة الجنوب وعلى قمتها الحركة الشعبية التي تسيطر عليها قبيلة الدينكا وهنا تبرز طموحات باقان الذي ينتمي لقبيلة الشلك المغمورة للوصول لسدة الحكم بديلاً لسلفا كير وأفول نجم قبيلة الدينكا لتحل محلها قبيلة الشلك. اللهم أجعل كيدهم في نحرهم.. آمين وعاش السودان قوياً عزيزاً