أكد رئيس اللجنة السياسية المشتركة بين الشريكين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية الفريق أول صلاح عبد الله أن الغبن ومحاولات الإقصاء ودوافع أخرى هي التي دفعت المنشقين عن الحركة الشعبية إلى رفع السلاح في وجهها ، وتأجيج الصراع الاخير بمدينة ملكال بولاية أعالي النيل جنوبي السودان ، وذلك على خلفية تعليق الحركة الشعبية حوارها مع المؤتمر الوطني، وإتهامه بتدبير مؤامرة لتدمير حكومة جنوب السودان قبل التاسع من يوليو بدعمه للمليشيات المناوئة للحركة بجنوب السودان. وقال قوش في مؤتمر صحفي عقده بالمركز العام للمؤتمر الوطني بالعاصمة السودانية الخرطوم أن أحداث ملكال هي صراع وخلاف على الأراضي بين الدينكا والشلك بولاية أعالي النيل، بعد أن بدأت قوات الجيش الشعبي "ومعظمهم من الدينكا" التوغل داخل مناطق الشلك وتفريغها من سكانها وأحتلال أراضيها ، مما دفع أبناء الشلك للتجمع وتشكيل مجموعة مقاتلة بقيادة ولنج للدفاع عن أهلهم وأرضهم وعن المليشيات التي تتهم الحركة المؤتمر الوطني بدعمها، وهي قوات اللواء جورج أطور، قبريال بانق والتغيير الديمقراطي ، قال أنها كانت طرفاً في الحرب بين شمال وجنوب السودان ، وحددت إتفاقية السلام لها خيارين، إما الإنضمام للحركة ، أو للجيش السوداني ، وقد شكل المنضمون إليه لاحقاً بعد إستيعابهم وتدريبهم وتأهيلهم فصيلاً في الوحدات المشتركة ممثلين عن الجيش السوداني ، مشيراً الي أن اللواء جورج أطور الذي تقلد منصب نائب رئيس هيئة الأركان في الجيش الشعبي زورت الحركة نتائج الانتخابات التي كان مرشحاً فيها لمنصب الوالي بولاية جونقلي.. تمرد على إثرها ضد الحركة ، أما قلواك قاي الذي كان يناصر المرشحة لمنصب الوالي بولاية الوحدة أنجلينا ضد تعبان ، أتهمته الحركة بتزوير الإنتخابات وقامت بحرق قريته وقتلت أهله.. فتمرد ، الي أن قامت مفاوضات وتفاهمات ساعدت في تهدئة الموقف بعد أن حددت لهم معسكرات بمنطقتى دور ، ودرشى ، وأضاف أن شرارة القتال بدأت بعد أن قام أحد عناصر الجيش الشعبي بإغتصاب فتاة من الشلك يوم 2011/3/5 وتمت مطاردته إلى أن دخل معسكره الذي يبعد حوالي 18 كلم من معسكرات الشلك وجاء رد فعل الجيش عنيفاً ضد الشلك.. مما جعلهم يستنجدون بأطور. قبيلة المورلي بولاية أعالي النيل تمرد فصيل منهم بعد تكرار حوادث نهب وسرقة الأبقار من قبل الجيش الشعبي بمنطقة البيبور. وقال قوش أن طرح هذه الإتهامات للرد عليها كان من الممكن أن يتم عبر إجتماعات اللجنة ، أو إجتماعات الرئاسة السودان ، وأشار الي أن الهدف من إثارة هذه الأكاذيب والأباطيل التي لا أساس لها في الواقع ، لمحاولة إفتعال مشكلة بين شمال وجنوب السودان ، وتعطيل إنطلاقة السودان الشمالي بعد الإستفتاء ، وإقامة علاقات مع المجتمع الدولي وفتح قنوات التواصل معه في ظل المتغيرات التي شهدتها السودان بعد إيفاء الحكومة السودانية بكل التزاماتها وفاءً للعهود التي قطعتها. ومن جانب آخر يرى المحللون فيه ذريعة لتأجيج الخلافات بين الشمال والجنوب يقوده أبناء دينكا نقوك بعد إجراء إستفتاء مصير جنوب السودان الذي كان من المفترض أن يأتي متزامناً مع إستفتاء أبيي ، وقد أيقنوا أن أبناء جنوب السودان ليسوا على إستعداد للدخول في حرب مع الشمال بعد الإنفصال بسبب أبيي، عمدوا إلى تأجيح الصراع بين قبائل جنوب السودان وإلصاق التهمة للمؤتمر الوطني سعياً منهم لمنع المسيرية من المشاركة في الإستفتاء حول مصير أبيي قال قوش أن حزب المؤتمر الوطني من أكثر الأحزاب إلتزاماً بالعهود والمواثيق، مشيراً الي أن تنفيذ بنود إتفاقية السلام الشامل وإجراء الإستفتاء حول تقرير مصير جنوب السودان كآخر إستحقاق من إستحقاقات نيفاشا أكبر دليل على ذلك. وأكد قوش أن إستقرار الجنوب وإستتباب الأمن فيه ُيعد من أولوياته، وأن إقامة علاقة طيبة مع دولة الجنوب هي من الأهداف التي ظل الحزب يعمل من أجلها ، مشيراً الي أن الإتفاقية أرست العديد من الأسس والمبادئ لمتابعة تنفيذها عبر آليات بين الشريكين في أوعية معلومة ، والتي ُتعد اللجنة السياسية إحدى آلياتها المناط بها مناقشة القضايا المختلفة في حوار بين الشريكين لمعالجتها بعد أن خلق إعتراف الحكومة بنتيجة الإستفتاء جواً إيجابياً لمواصلة الحوار وفق جدول زمني محدد، كان من ضمنها إاجتماع السبت 12 مارس ، الذي خرج فيه ممثل الحركة باقان أموم عن ماهو مدرج في جدول الأعمال ، معلناً تعليق الحوار على خلفية الأحداث التي شهدها الجنوب والتي تمس الأمن القومي الجنوبي متهمًا المؤتمر الوطني بتأجيجها عبر دعم المليشيات والمنشقين عن الحركة.