«عصرنا الجماعة ديل لمن جابوا الزيت»... بكل أريحيته أطلق وزير النفط د. عوض الجاز تصريحه السابق خلال جلسة اجتماعية ضمت عددًا من القيادات الإعلامية والأمنية والعسكرية والشرطية والتنفيذية بحقل بليلة قبيل افتتاح حقل بترول برصاية «النجمة» بيوم، وأصر الجاز على أن تأخذ الجلسة الطابع الاجتماعي «خارج التسجيل» أكثر من الجانب السياسي او الاقتصادي، وبدت السعادة واضحة من خلال الجلسة على الوزير وأركان حرب وزارته، كيف لا والوزارة توفي بما وعدت به رئاسة الجمهورية باستعجال عمليات الاستكشاف والإنتاج للبترول لتعويض الفاقد عقب الانفصال ويعتبر حقل برصاية أول الحقول التي تم افتتاحها عقب الانفصال وبدت سعادة الجاز بادية وأكد هذا الأمر أكثر من مرة عبر ضحكاته الصافية التي يطلقها وهو يسير بين مهندسيه وفنييه في الحقول ليتأكد من الاستعدادات للافتتاح بنفسه، وربما السر في سعادته حسب تخميني باعتبار ان الحقل وكل العمليات التي تمت فيه بأيدٍ سودانية خالصة وتم الأمر بأقل التكاليف لعمل مشابه «70 » مليون دولار وفي زمن قياسي عالمي يحسب للوطنيين من الخبراء والمهندسين والعمال، فضلاً عن ان البترول المكتشف والذي يتوقع أن يصل خلال شهور قليلة ل «10» آلاف برميل في اليوم، وخلال سنوات لأكثر من 30 الف برميل في اليوم يعتبر من أجود أنواع البترول في العالم، وهذا ما أكده ل (الإنتباهة) أكثر من مرة مدير المشروع المهندس الشاب محمد صالح وهو يصحب الاعلاميين في جولة والذي بدأ الاعياء والتعب ظاهرًا عليه هو ومعاونيه خصوصًا وهم يواصلون هذه العمليات دون راحة منذ فترة طويلة. وأكثر ما لفت نظري ساعة وصولى لمطار بليلة الجديد «أحد الإنجازات التي افتتحها النائب الأول في زيارته لافتتاح الحقل - الهمة الظاهرة على الجميع فضلاً عن أنك لا تستطيع التفريق بين المهندس والفني والعامل باعتبار ان الجميع يرتدون «الابرولات» البرتغالية اللون المميزة لهم والتي شبهها والي جنوب كردفان خلال جلسة السمر سابقة الذكر بزي السجن الامريكي غوانتنامو سي السمعة، وبدأ ظاهرًا وجليًا للجميع حجم التعب والإرهاق والمجهود الذي يبذله الجميع خلال عمليات إنتاج البترول والتي ينعم البعض بخدمتها دون أن يعلم حجم التعب والعرق والدم الذي يبذل فيه لاخراجه، وربما كنت في السابق مثلي مثل غيري أحلم بالعمل بمناطق البترول معتبرًا أن العاملين بهذا القطاع ينعمون بمرتبات طائلة وخدمات ممتازة يحصلون عليها دون عناء، ولكن يقولون «ليس من رأى كمن سمع»، فهؤلاء المجهولون كما اطلقت عليهم أنا وصديقي بإحدى الصحف هم يستحقون أكثر من ذلك وعندما قارنت بما يحصل عليه نظرائهم في دول أخرى ايقنت انهم لايحصلون على شيء نظير تعبهم، ولعل هذا الأمر ما جعل وزير النفط يفخر كثيرًا بهؤلاء الشجعان ولما يقومون به ليل نهار دون راحة وربما يحتاج الأمر كما قال أحد المسؤولين ولأول مرة أشارك مسؤول رأيه يحتاج هؤلاء المجهولون لتكريم الذين بفضل جهودهم وقبلهم بفضل الله نعم السودان بخيرات البترول خلال ال (81) سنة السابقة، وعلى الرغم من محاولتنا نطرح عددًا من الاسئلة والتي حسبناها ستكدر وستربك وزير النفط عن اموال البترول واين تذهب؟ إلا انه رد بكل اريحية وارجع الرد لنا في اسئلة على شاكلة، أين السودان كان قبل البترول من تنمية وارتفاع لدخل الفرد وأين هو الآن، وضرب مثل بسيط فقال «عندما استخرجنا البترول اعفينا كل المنتجات والواردات الزراعية من الضرائب والرسوم ودفعنا بأموال ضخمة للزراعة» وبطبيعة الحال هذا جزء يسير من أجزاء كبيرة ذهبت إليها أموال البترول.. وبطبيعة الحال هذا الامر يجعلنا نتساءل اذا كان وزير النفط باستطاعته ان يضغط على منسوبي وزارته وينجز ما ينجز، فأين بقية الوزارات من هذه الهمة ومن يسيتطيع أن يسأل هذه الوزارات اين ذهبت الاموال التي ظلت تدفع لتلك الوزارات دون اي انجاز.... حسنًا ما تقوم به النفط يستحق التحية حقيقة وخصوصًا هؤلاء المجهولين من مهندسين وفنيين وعمال لايذكروا عند الاحتفالات، أضف إليهم منسوبي الجهات الأمنية «جيش، أمن، شرطة» لما يقوموا به من تأمين لكل شبر من مناطق البترول ليل نهار.