مع ضربة البداية لأكبر حملة تستهدف نظافة الخرطوم وإزالة المخالفات والمظاهر غير اللائقة في الطرقات قبيل أيام على إسدال الستار على نهاية العام الحالي وبذوغ فجر عام جديد تبدو هناك ثلاث ظواهر سالبة أصبحت تشكل تحديًا لمحلية الخرطوم.. صور يقاتل المعتمد اللواء عمر نمر وأركان حربه ليل نهار لإصلاحها.. جهود يرى المهتمون بقضايا المحلية أنها قد بلغت منتهاها في المعالجة المطلوبة بإزاحة هذه المظاهر عن وجه الخرطوم، هذه الصور تتجسد في مظهر الفرِّيشة الذين يتزاحمون في الطرقات ويزعجون المارّة ويخلقون حالة من الزحام تُربك في بعض الأحيان حركة المرور وخلقت حالة من الفوضى في سنتر الخرطوم.. أما الصورة الثانية فهي ظاهرة «ستات الشاي» اللائي يتكاثرن بمتوالية عددية كلما أشرقت وغابت الشمس فإن عدد بائعات الشاي يتضاعف على مدار الساعة وهذا أمر يستدعي ويطرح سؤالاً مهمًا؟ لماذا وكيف يحدث ذلك وعلى من تقع المسؤولية؟! فإذا زعمنا أن عدد بائعات الشاي في المحلية يبلغ «1600» وأضفنا مقابل كل ست شاي «6» من الشبان الذين يجلسون حول بائعة الشاي فإن عدد الشباب في سن الكسب المتسكعين رقم مدهش يستدعي السلطات لدراسته ومحاربة ومحاصرة هذه الظاهرة التي تهدِّد المجتمع.. أما الصورة الثالثة التي لا تليق بمحلية الخرطوم على اعتبار أنها الوجه المشرق للخرطوم والوجه الذي نطل به على العالم نستقبل به القادمين ونودع به المغادرين لبلادنا فهو ظاهرة عربات الكارو والحمير نأخذ معها على طول مسألة الأكشاك العشوائية التي تقوم بصورة مفاجئة ومن غير إذن السلطات في مداخل الشوارع الرئيسية للمحلية.. وحينما نقول الشوارع الرئيسة فإننا نقصد شارع عبيد ختم والستين وشارع جامعة إفريقيا العالمية وغيرها من الشوارع الحيَّة التي أصبحت تمثل مداخل رئيسية للخرطوم، نقول هذا بمناسبة الحملة الضخمة التي دشنتها المحلية بقيادة المعتمد اللواء عمر نمر لنظافة وإزالة المخالفات الموجودة في الطرقات وما أكثرها!!.. فهنالك أكوام من الأتربة والطوب وأشجار عشوائية ومواسير مكسرة وبراميل للقمامة «قديمة» ولافتات ممزقة تعتلي الشوارع الرئيسة ولذلك فإن التحدي أمام حملة المعتمد عمر نمر يكمن في قدرة المحلية على مكافحة هذه الظواهر وربما يتجاوزها بضرورة الاستنجاد بالولاية لإصدار قوانين محلية تضع حدًا صارمًا لهذه الظواهر التي باتت تهدِّد الخرطوم بأسرها وتجاهلها سيجعل الخرطوم عاصمة ريفية من الدرجة الأولى.. الحملة التي انطلقت بالخميس الفائت نزل المعتمد ليتابعها بنفسه، وأذكر هنا أنه ذكر في أحد اللقاءات الصحفية أن مسألة النظافة في الخرطوم همه الشخصي وقد وفَّر لهم من الآليات ما يمكِّن القائمين بأمرها من تنفيذ الحملة بالمستوى المطلوب، ولكن التحدي الأهم أمام السيد المعتمد في القوة البشرية التي تضطلع بتنفيذ مثل هذه الحملات، وعلى المعتمد ومعاونيه ألّا يُهملوا الثقافة الإرشادية لكيفية التعامل والمحافظة على البيئة وضبط المظهر العام، فهذه من الأشياء التي فيها رأي ورأي، وتبقى الشراكات التي دخلت فيها محلية الخرطوم مع مواطنيها لتنفيذ بعض المشروعات الخدمية هي التحول الحقيقي في المحافظة على مظهر المحلية على اعتبار أن «الجمرة بتحرق الواطيها». المعتمد من جانبه يرى أن المعالجات اتُّخذت بشأن المخالفين ولا تفريط من بعد لمن يتجاوز ويخالف الأوامر المنظمة للمظهر العام للمحلية.