في الأخبار أن الأستاذ علي عثمان محمد طه النائب الأول لرئيس الجمهورية سيقوم بزيارة إلى ولاية شمال كردفان خلال الأيام القادمات تستمر يومين يقف عبرها على مجمل الأوضاع وراهن الحال في الغرة أرض الخير.. وسبق للنائب زيارة شمال كردفان في العام 5002م بعد توقيع اتفاقية السلام الشامل مباشرة، واليوم يزورها بعد إعلان الجمهورية الثانية لتكتسب الزيارة أهمية وخصوصية بذات أهمية وخصوصية المكان وهو «كردفان» الأرض الإنسان والموقع الجغرافي الإستراتيجي والمتميِّز.. شمال كردفان تتوشح بكل ما هو نفيس وتُبرز ما تمتلكه من تعدد في فرص الاستثمار وتنوع في الموارد المعدنية والزراعية والحيوانية وهي تستقبل الرجل الذي يحبُها وتحبه وتربطه بها أواصر وعلاقات ممتدة، وكثيراً ما تجده يقف بجوارها مناصراً لها في عدة محافل وقد ظل متصلاً بها عبر قياداتها ورموزها الاجتماعية والسياسية فلم يتأخر «علي عثمان» عن دعوة أو مناسبة كردفانية، إلا ووجدناه بيننا، كان حاضرًا في منزل الدكتور فيصل حسن إبراهيم وكان حضوراً مميزاً في منزل «أبو كلابيش» وكيلا لإحدى ابنتيه وكذلك حضوراً طاغياً في منزل عمنا البروفسيور حاج آدم حسن الطاهر وكيلاً له في زواج ابنته المحامية «محاسن» وبذات بشر وفأل أهل كردفان نقول إن خطوات النائب الأول قدم خير علينا نحن صرة السودان وتكيته التي يعتمد عليها في تأمين غذائه، فكردفان تتمتع بميزات نسبية في إنتاج المحاصيل النقدية التي يعتمد عليها السودان كثيرًا في دعم اقتصاده، ووفق إحصاءات دقيقة أكدت أن شمال كردفان تسهم ب «07%» من حب البطيخ و«56%» من الكركدي، و«06%» من الصمغ العربي و«03%» من الفول السوداني هذا من جملة الناتج القومي لهذه المحاصيل، إذن هذه مؤشرات إيجابية طيبة في أن هذه الولاية صاحبة قدح معلى في تنمية وتطوير الاقتصاد الوطني ولها شأن في المستقبل ويمكن أن تلعب دوراً مؤثرًا إذا أحسنّا توظيف هذه الرقعة الجغرافية بتدبر ورؤية ثاقبة تنظر للمستقبل بأفق واسع وفكر مُدرك.. هذه الزيارة تكتسب أهميتها في أنها ستغطي المناطق ذات الإنتاجية العالية وفق ورقة البرنامج الأولى المقترح، حيث إن اليوم الأول يشمل شيكان وغرب بارا، ومعلوم أن مناطق أم كريدم والمزروب إلى سودري وأم بادر وحمرة الوز هذه مناطق ذات كثافة عالية من الإبل والضأن والماعز وأضيف لها في الآونة الأخيرة الذهب والتعدين، بالتالي تصلح لكل شيء، زيادة مساحة تربية المواشي وإقامة مزارع للأعلاف حتى تستقر هذه الثروة الحيوانية الهائلة وتأخذ موقعها الطبيعي في الخارطة الاقتصادية كأهم بدائل للنفط والموارد غير مأمونة المستقبل!! وحسبما مارشح فإن الزيارة في يومها الثاني سوف تشمل النهود والرهد والكبرة رغم أن النهود لم تظهر في كتيب البرنامج بشكل واضح لكن لمست إصراراً شعبياً ومن أعضاء البرلمان بضرورة أن يزور نائب رئيس الجمهورية النهود حتى يقف على مستوى التنفيذ للالتزامات السابقة لعدد من القيادات المركزية أبرزها تبرع النائب في 5002م ب «22» كيلو طرق داخلية في مدينة النهود ومستشفى النهود المرجعي المقرر أن تنفذه هيئة غرب كردفان للتنمية والخدمات فهو اليوم يقف هيكلاً مشبوحاً في طرف المدينة الشرقي، والجميع يدرك أن الشيخ علي عثمان محمد طه قد وجه أكثر من مرة باستخراج ميزانيات لمشروعات التنمية في كردفان لكن الجميع يسأل أين ذهبت هذه الأموال..؟؟! وهل صحيح أنها صُرفت في المشاريع غير المخصصة لها؟؟! منطقة النهود وعيال بخيت وغبيش والكبرة وود بندا هذه كلها مناطق إنتاج عالٍ للخروف الحمري وكذلك الإبل والأغنام بجانب الصمغ العربي، وهذه تحتاج إلى مبادرات وخطط لتطويرها حتى تتكامل مع الموارد الأخرى الذهب في فوجا والبترول في غبيش والزرقة أم حديرة المتاخمة لدارفور جهة أبو جابرة.. زيارة نائب رئيس الجمهورية إلى شمال كردفان والمتوقع أن يرافقه فيها كبير العائلة الكردفانية مولانا أحمد إبراهيم الطاهر وعدد من وزراء الاختصاص في الكهرباء والسدود والطرق والجسور والمعادن والنفط بجانب رموز وقيادات الولاية بالمركز يتوقع لها أثر كبير في دفع عجلة قطار السياسة والتنمية الذي كاد يتوقف نتيجة جملة تقاطعات ومشكلات هي الآن ربما تتصدر أولويات إنسان الولاية الذي ينتظر زيارة النائب الأول بفارغ الصبر.. في ظل الحديث والموجهات التي صدرت ضمن سياسة ضبط الإنفاق وهيكلة الحكم فإن شمال كردفان بحاجة إلى إعادة هيكلة دستورية ومراجعة شاملة ودقيقة لأجهزة ومواعين الحكم المحلي لتقليص جيوش الدستوريين والسياسيين وإفساح المجال لمؤسسات الخدمة المدنية والضباط الإداريين كي يعملوا كما كان في الماضي بشرط إحكام الرشد في الموارد وتوظيفها فيما يستوجب ويستحق!!