سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الأحد    جبريل إبراهيم يقود وفد السودان إلى السعودية    تجارة المعاداة للسامية    يس علي يس يكتب: روابط الهلال.. بيضو وإنتو ساكتين..!!    رئيس حزب الأمة السوداني يعلق على خطوة موسى هلال    سرقة أمتعة عضو في «الكونجرس»    الانتفاضات الطلابية مجدداً    بايدن منتقداً ترامب في خطاب عشاء مراسلي البيت الأبيض: «غير ناضج»    استجابة للسودان مجلس الأمن يعقد اجتماعا خاصا يوم الاثنين لمناقشة العدوان الإماراتي    تدمير دبابة "ميركافا" الإسرائيلية بتدريب لجيش مصر.. رسالة أم تهديد؟    بالفيزياء والرياضيات والقياسات العقلية، الجيش السوداني أسطورة عسكرية    جبريل يقود وفد السودان لاجتماعات مجموعة البنك الإسلامي بالرياض    دبابيس ودالشريف    حسين خوجلي يكتب: البرهان والعودة إلى الخرطوم    أسامة عبد الماجد: مُفضِّل في روسيا.. (10) ملاحظات    بمشاركة طبنحة و التوزة...المريخ يستأنف تحضيراته    مجلس الأمن يعبر عن قلقله إزاء هجوم وشيك في شمال دارفور    محمد صلاح تشاجر مع كلوب .. ليفربول يتعادل مع وست هام    السودان..البرهان يصدر قراراً    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا "أدروب" يوجه رسالة للسودانيين "الجنقو" الذين دخلوا مصر عن طريق التهريب (يا جماعة ما تعملوا العمائل البطالة دي وان شاء الله ترجعوا السودان)    محمد الطيب كبور يكتب: السيد المريخ سلام !!    لماذا لم تعلق بكين على حظر تيك توك؟    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    ب 4 نقاط.. ريال مدريد يلامس اللقب 36    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أحمد السقا ينفي انفصاله عن زوجته مها الصغير: حياتنا مستقرة ولا يمكن ننفصل    الأهلي يعود من الموت ليسحق مازيمبي ويصعد لنهائي الأبطال    سوق العبيد الرقمية!    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المهندس أسامة عبد الله وزير الكهرباء والسدود والموارد المائية:
نشر في الانتباهة يوم 26 - 12 - 2012

تعلية سد الروصيرص ظلت حلماً بعيد المنال منذ أن تم تشييد السد قبل حوالى ستة وأربعين عاماً خلت، فالطاقة التخزينية للخزان وكمية الطاقة الكهربائية المنتجة ستزيد، بجانب الإسهام في الطفرة الإنتاجية في المناطق الريفية. المهندس أسامة عبد الله وزير الكهرباء والسدود والموارد المائية تحدث عبر حوار شامل في برنامج (مؤتمر إذاعي) الذي بثته الإذاعة السودانية قبل أيام عن الآثار المتوقعة الإيجابية للمشروع الكبير.
بصورة أكثر دقة ما هي الأهداف الإستراتيجية لمشروع تعلية خزان الروصيرص؟
الغرض الأساسي هو تحقيق أمن مائي بتخزين المياه والاستفادة من متبقي حصة السودان، وتحقيق أمن مائي للمشاريع الزراعية القائمة أصلاً وزيادة مساحة الأراضي الزراعية، وزيادة الطاقة الكهربائية المنتجة بنسبة «50%» من غير إضافة الاستثمارات الجديدة في محطة الكهرباء، وكذلك زيادة الثروة السمكية بنسبة «70%» وزيادة الجروف التي تنشأ من البحيرة بنسبة «100%» فضلاً عن التنمية الريفية.
نسأل، هل دخلت الطاقة الكهربائية المنتجة من التعلية حيِّز التشغيل؟
نعم وذلك منذ اكتمال ملء البحيرة ولأول مرة منذ إنشائها تبلغ محطة كهرباء الروصيرص سعتها التصميمية الكاملة بعد ملء البحيرة و بالفعل بدأت الاستفادة من الكهرباء المنتجة «280» ميقاواط.
هل نستطيع أن نقول إن «280» ميقاواط دخلت الشبكة الآن؟
تدخل حسب احتياجات الشبكة القومية ولكننا وصلنا الطاقة القصوى للإنتاج والآن كل المياه التي تخرج بعد تعلية الروصيرص تخرج عن طريق التوربينات، فهي تخرج كلها وقد تم الاستفادة منها في إنتاج الكهرباء.
وهل الشبكة القومية جاهزة لاستيعاب الطاقة الكهربائية الإضافية؟
نعم يمكن أن نقول إن الشبكة جاهزة لاستيعاب الطاقة الكهربائية الإضافية لأنه أصلاً هناك كهرباء منقولة من هذه المحطة، فقط زادت هذه الطاقة المنتجة.
أهم ما في مشروعات السدود أنها مشروعات بنيات أساسية تفتح الباب أمام كثير من المشروعات، هذا ما حدث في سد مروي، ومؤكد سيحدث في الروصيرص وأعالي نهر عطبرة وستيت ما سيفتح الباب على مصراعيه أمام الاستثمارات المحلية والعربية والدولية؟
هذه المشروعات تفتح أبواب التنمية والاستثمار، والاستثمار يتطلب ثلاثة أشياء هي: الطاقة الكهربائية والحمد لله موجودة. الطرق وكل هذه المشاريع أسهمت في تشييد طرق وربط المناطق مع بعضها البعض والسودان. والاتصالات وهذه المشاريع ساعدت في أن تقوم بنيات اتصالات جديدة في كل هذه المناطق، بل في بعض المواقع كنا نبدأ بهذه البنيات، ونتأكد من جودة السكن وطرق وممرات التوصيل مثلاً ربطنا مروي بالسكة الحديد ونتأكد أن الاتصالات موجودة، وكل هذه البنيات تقوم عند تأسيس العمل، والرفاه الذي يحدث لأهل هذه المناطق يتم في اتجاهين ناحية المستفيدين من السد بسبب قيام البحيرات وهذه دوماً ما تغيِّر الحياة في كل أرجاء الولاية وسدس سكان النيل الأزرق حصلت لهم نقلة بفضل التعلية.
سدس السكان؟
نعم، حدثت لهم نقلة جديدة، مهما أوتي أهل الولاية ومهما أوتي السودان من إمكانات ما كانت لتتم، نقلة من سكن عادي في قطاطي تخلو من أنواع الخدمات والطرق إلى سكن حديث مبني بتخطيط حديث وبخدمات متميزة في الصحة والتعليم وخدمات المياه والكهرباء والمساجد ودور عبادة والنوادي الثقافية، نقلة تمتد من الزراعة العادية إلى جمعيات تعاونية تزرع بطريقة مختلفة، فضلاً عن المزارع الرعوية التي تعمل بطريقة حديثة، علاوة على التطور في مجالات الثروة السمكية ولعل كل هذه إضافات كبيرة دون إغفال للتوسع الكبير في الرقعة الزراعية، فالجروف تضاعفت أكثر من ضعفين في المرحلة الجديدة من البحيرة، والأسر انتقلت من قطع الحطب للعمل بالغاز. هناك نقلة حضارية تمت هي بحاجة إلى تثقيف، وكثير من المشكلات التي نعاني منها مربوطة بالحياة الجديدة في المدن والتغييرات التي طرأت على ثقافة الناس. وفي هذه الجزئية دعني أختم بالمشاريع المصاحبة مثلاً حدثت نقلة في ولاية النيل الأزرق، في الروصيرص والدمازين في مجال الخدمات، ومياه الشرب، والطرق الداخلية.
كم يبلغ طول الطرق الداخلية المنفذة في النيل الأزرق؟
قرابة ال «30» كلم، كذلك تم بناء عدد من المدارس الجديدة داخل الروصيرص والدمازين والمحليات الأخرى وصيانة عدد من المدارس، وتجليس أكثر من «13» ألف تلميذ وأكثر من ألف معلم فضلاً عن محطات كهرباء الكرمك وبوط وقيسان، وهذه تعد حياة جديدة قامت مع مشاريع السدود التي هي مشاريع نهضة كبرى وخيرها وأثرها يمتد ليصل كل الجهات، وكما قلت فإن سدس سكان الولاية حدثت لهم نقلة كبيرة وهذه نقلة تاريخية بالنسبة للولاية الأمر الذي يؤدي لزيادة الدخل الاقتصادي حتى بالنسبة للمواطنين العاديين وتحسن الاستثمار وتعين في تأسيس بنيات أضافية. وأشدد أن ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان من الولايات الواعدة التي تعتبر قاطرة للسودان بسبب الإمكانات الضخمة من حيث الموارد المائية والأراضي الزراعية ومن حيث الفرص الأخرى في شتى المجالات نحو التعدين وغيرها، وكل هذه بدايات يمكن أن تلعب دورًا كبيرًا جدًا في تنمية ورفاه أهل الولاية وأهل السودان كافة.
مدن التوطين استفادت من الكهرباء المستخرجة من السد ومعها بقية المدن الأخرى فيما كانت الشكاية في السابق أن الكهرباء تولد في الروصيرص ويستمتع بها آخرون .. حدثنا عن ذلك بشيء من التوضيح؟
في الماضي كان الناس يقولون «هذه الحيطة السد ما مستفيدين منها اي حاجة» ويعتقدوا أن السد موجود للزراعة فيما تستفيد بقية الولايات من كهربائه، لذلك عمدنا وبعمل كبير في السنوات الأخيرة لتشييد محطة لنقل الكهرباء داخل الدمازين عبارة عن «40» ميقاواط.
وكم كانت تنتج في الأصل؟
المحطة ما كانت موجودة في الأصل، ولهذا فهي إضافة كبيرة وحقيقية، وهناك عمل كبير يجري حالياً في أحياء الدمازين والروصيرص لإدخال الكهرباء، وهو الأمر الذي يجري على قدم وساق.. أما مشتركو الكهرباء والمياه في مدن إعادة التوطين فهم للمفارقة أكثر من كل المشتركين في ولاية النيل الأزرق.
بمقدور السد أن يقدّم إضافة كبيرة في مجال الطاقة والكهرباء وتغييراً وتعديلاً في حياة الناس وتطوير الزراعة وتقديم الخدمات لأهل الولاية.
كيف استفدتم من تجربة سد مروي في تعلية الروصيرص؟
استفدنا من تجربة مروي في طريقة التعامل مع المواطنين ففي مروي كنا نتعامل مع المواطنين بصورة مباشرة مما خلق كثيرًا من الإشكالات مع الأجهزة الرسمية والولاية، وفي النيل الأزرق تفادينا هذه المشكلة وأصبحنا لا نتعامل مع المواطنين إلا من خلال لجنة تشكلها الولاية وهذا جعل كثيرًا من الترتيبات تسير بصورة أحسن وأشد وضوحاً، بالرغم من أن له إفرازات جانبية كالبطء في الإجراءات، لكن الأمر كان مفيدًا جدًا كذلك في النيل الأزرق وولايتي كسلا والقضارف وستيت وأعالي عطبرة. وأيضاً استفدنا من تجربة مروي حيث كان هناك قانون خاص وبعد ذلك قمنا بعمل قانون موحد لكل السدود الجديدة ينظم عملية إعادة التوطين من حيث الحقوق والإحصاء وطريقة التقاضي، وهذا يؤكد أن التجربة في مروي تجربة ثرة وتم تجويدها، والحقوق محفوظة منذ البداية لأن هناك إحصاء تقوم به الجهات المختصة ومن ثم تعلن عن حقوق المتأثرين وهناك فرصة للاستئناف، وفي مروي في البداية لم تكن هناك فرصة للاستئناف ويقوم الشخص بتقديم شكواه مباشرة للمفوض ومن ثم لقاضي التحكيم، واستفدنا كذلك من تجربة مروي بادخال مرحلة جديدة تتمثل في نشر الكشوفات، ومن ثم يقوم الشخص المتظلم برفع استئنافه للجان من وزارة العدل بموجب القانون وتنظر في الأمر ومن بعد ذلك يأتي قاضي التحكيم وهي المرحلة النهائية وكذلك الاستفادة من مسألة الإحصاء حيث كان في مروي يجرى لأكثر من مرة ولكن في النيل الأزرق أصبح يتم في مرحلة واحدة وفي فترة واحدة وهذا الأمر أسهم في تقليل كثير من الإشكالات وحتماً قضية إعادة التوطين تدخل فيها طبيعة البشر «ولو أن الإنسان له واديان من ذهب لابتغى الثالث» والأمر دائماً فيه مطامع وتحديات والآن تعلية الروصيرص ومن بعده ستيت وأعالي عطبرة ومن خلال تطبيق القانون واللوائح والتجارب ساعدت في إحداث قدر كبير من الاستقرار والمصداقية مما يجعلنا نؤكد بأن تكون الحقوق محفوظة عبر السنوات والتاريخ .
ألا توجد مشكلات ومخاوف من الآثار المترتبة على النقلة في مدن التوطين بالنيل الأزرق؟
أي عمل تصحبه مشكلات، وهي إشكالات طبيعية لمثل هذه النقلة سيما وأنها تمت في فصل الخريف وهذا صعب الأمر جدًا، ومن هنا نسوق الشكر للمواطنين كونهم تعاملوا مع الأمر بروح إيجابية بل لم يسمحوا لكثير من الناس الاستفادة من هذا الأمر سياسياً أو لأغراض أخرى وحين تزور العمد والشيوخ تجدهم حامدين وشاكرين الله تعالى على هذه النقلة. وأكرر.. استفدنا فائدة كبيرة من التجارب السابقة وإن شاء الله تكون تجربة جديدة نستفيد منها في مواقع أخرى.
مثل هذه المشاريع تجد نوعاً من المقاومة ونعلم بمقاومات لبعض المشروعات أريد أن أعرف من خلال هذه التجربة ومن خلال ما عمل من أسس وضوابط ومعايير لمختلف الأشياء إلى أي مدى ساعد ذلك في تيسير العمل في المشاريع الأخرى؟
كثير من القضايا في السودان تقوم على الشكوك والظنون، مرات أنت تجد هذه الشكوك تسري بين الناس بصورة سريعة وغريبة وقطعاً هذه التجربة تعين في هذا الأمر. وإن أخذنا مثلاً في سد الشريك كان من المفترض أن يكون محور السد خالياً للعمل فيما كان الحديث بأن يتم العمل قبل الإخلاء وهذا غير موضوعي ولكي تنفذ سدًا فإن الأمور تسير مع بعضها البعض إذ تخلي محور العمل ليبدأ العمل في نفس الوقت تشرع في إحصاء المتأثرين، وتدرس خياراتهم الأولية، بعد ذلك تنطلق في دراسات تستغرق وقتاً، بعد ذلك تكون لجنة من رئاسة الجمهورية لكي تحدد فئات التعويض.. كل هذه الأعمال تتم بطرق معينة متزامنة ومتدرجة مثلاً في الشريك قالوا تنشأ لجنة لتحديد القيمة قبل العمل ومعرفة مشاريع إعادة التوطين وهذا غير موضوعي وغير ممكن وهذا الأمر يقوم على الشكوك والظنون ومخاوف من ضياع الحقوق.
حالياً فإن القانون الذي تمت صياغته لم يعد لتعلية الروصيرص فقط وإنما لكل السدود الجديدة، فسد مروي نظمه قانون خاص، والتعلية أضافت هذا البعد الآن، فهناك قانون ولائحة لكل السدود الأمر الذي يعد تطميناً لأهلنا في هذه المناطق. نحن بحاجة لإبعاد نظرية المؤامرة وأخشى على أهالينا في تلك المناطق أن يفقدوا الفرصة، والفرص لا تتكرر.
وقد تتكرر بعد حين؟
كان الحديث عن مروي منذ العام 1946م ولم يتم اغتنام الفرصة إلا في 2004م، وتعلية الروصيرص تأخرت 46 عاما لذلك أقول لأهلنا في السودان ليس في مجال السدود وحسب: إن أية فرصة يجب أن تغتنم، فهذه الفرص لا تتكرر أحياناً لذلك نستفيد من التجربة في الروصيرص ومروي حالياً في سد أعالي عطبرة وستيت، والتعامل مع المواطنين سيتم وفقاً للإجراءات والعمل فاق الثلاثين في المائة والدراسات مستمرة وبانتظار تحديد التعويضات على ضوء القانون الموجود واللائحة، ونقول لأهلنا نحن قد لا ندوم في هذه المواقع لأن الناس تتغير بطبيعة الحياة، وأقول لأهلنا في كجبار اغتنموا فرصة تاريخية لأن كجبار لم يكن مشروعاً حكومياً، كجبار بدأ كمشروع أهلي الناس دفعوا أموالهم الشخصية لابتنائه، كذلك يا أهلنا في الشريك اغتنموا الفرص فقد لا تتكرر والمشاريع الكبيرة بحاجة إلى دراسات ومبالغ ضخمة.
هل هناك تفكير على المدى المنظور البدء في الشريك أو في كجبار؟
هناك جهود من الولايات مستمرة لترتيب هذه الأمور، وفي الولايتين يقولون إن الأمور مرتبة فيما مازلنا على خطتنا الموجودة، وإن شاء الله الفرصة مواتية وهذه الأعمال تحتاج لأموال ضخمة وترتيبات ضخمة ونسأل الله أن ييسر الظروف والفرص كما كانت خلال أوقات سابقات.
أن لم يبدأ العمل في كجبار أو الشريك هل هناك مشروعات مماثلة يمكن أن تدخل فيها وزارة الموارد المائية والكهرباء؟
ما زالت أمامنا مشاريع كبيرة وعندنا اصطفاف من حيث أولويات المشروعات، وللتعلية فوائد على المشروعات القائمة وعلى الكهرباء والآمنين الغذائي والمائي للمشاريع القائمة أيضاً تضيف للطاقة المنتجة «50%» من «1200 إلى 1800» ميقاواط والأهم هو زيادة الرقعة الزراعية ومشروع الرهد.
وما هي علاقتكم بالرهد وكنانة؟
وحدة تنفيذ السدود مسؤولة عن المشاريع المربوطة بالسدود. نحن أمام مشروع كبير فيه مرحلتان المرحلة الأولى الرهد والمرحلة الثانية كنانة وهذه مشاريع معروفة عند السودان وبدأها الناس بالقفف وما رأت النور، الآن هذه المشاريع عندها فرصة وينبغي أن ترى النور لأن التعلية موجودة والماء موجود هذا مشروع كبير وضخم أيضا مشاريع ستيت وأعالي عطبرة بالإضافة إلى إنتاج الطاقة الكهربائية «320» ميقاوط نستفيد منها وقت الذروة أيضاً هناك مشروع زراعي ضخم كبير. وأصلاً من حيث الاختصاص المشاريع الزراعية المربوطة بالسدود لا تقوم إلا بقيام هذه السدود وتخزين المياه.
هل يمكن أن تؤول مثلاً لوزارة الزراعة؟
هذه المشاريع كانت تتبع تاريخياً لوزارة الري من حيث التصميم والتنفيذ، ودور وزارة الزراعة يأتي من حيث الزراعة والتركيبة المحصولية لذلك هناك مشاريع ضخمة وكبيرة موجودة في وحدة تنفيذ السدود وهناك تزاحم في الأولويات وهذا يجعلني أقول إن الفرصة قد لا تكون متاحة بل العكس مرات أخاف أن يأتي وقت يجيء فيه أهلنا ويطالبون ويلحون على قيام هذه المشاريع ولا تكون الفرصة ممكنة.
صحيح هناك طاقة كهربائية ومائية وزادت المساحات الزراعية ويتبقى التمويل مشكلة فكيف ستعملون على حلها؟
نشكر الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي الذي ساهم بمبلغ «32» مليون دولار فقط لتعلية الروصيرص، بالإضافة إلى مساهمته في مروي وستيت وأعالي عطبرة، والبنك الإسلامي للتنمية الذي ساهم بمبلغ «91» مليون دولار لتعلية الروصيرص بالإضافة إلى مساهمته في ستيت وأعالي عطبرة، والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية الذي مولنا بمبلغ «52» مليون دولار بالإضافة إلى مساهمته في مروي وفي ستيت وأعالي عطبرة، والصندوق السعودي للتنمية الذي دفع «40» مليون دولار في التعلية بالإضافة لمساهمته في ستيت واعالي عطبرة ومروي، وصندوق الاوبك (30) مليون دولار بالاضافة إلى مساهمته في ستيت واعالي عطبرة، وصندوق ابوظبي للتنمية (25) مليون دولار بالاضافة الى مساهمته في ستيت واعالي عطبرة ومروي، الى جانب حكومة السودان، وكل تلك جهات أسهمت معنا وما زالت تساهم في كثير من المشاريع التنموية. ومن البشارات التي سنتحدث عنها في الفترة القادمة ترتيبات جرت مع هذه الصناديق لتمويل ضخم لمشروع من المشاريع الزراعية الكبيرة نتحدث عنه ويرى النور في الايام المقبلة. ولا شك ان هذه الاعمال الكبيرة تفتح فرصاً كبيرة جدا للاستثمار والمستثمرين وطنيين او عالميين او حتى من المنطقة العربية ويجب ألا ننسى أن السودان سلة غذاء العالم وبصورة أخص للعالم العربي الذي هو الآن شريك معنا بصورة اساسية في هذه التنمية الكبيرة والضخمة على مستوى البنيات الاساسية التي تعين على ولوج الاستثمار والمستثمرين من داخل الوطن او من المنطقة العربية والمناطق الاخرى، لذلك اقول انه ما زالت هناك فرص كبيرة لايجاد تمويل للبنيات التحتية وما زالت هناك فرص لدخول استثمار ومستثمرين.
المساحات الكبيرة التي نتجت من هذه السدود هل بالإمكان من خلال ولايتكم عليها أن تؤول لمستثمرين وما هي المساحات التي يمكن بالفعل أن يستفيد منها المواطن العادي في حياته؟
الآن هناك فرص لمساحات ضخمة في تعلية الروصيرص.
مقاطعة: من الأفضل إن ذكرنا المساحات؟
في الروصيرص نتحدث عن مرحلة اولى حوالى مليون فدان، وفي مرحلة ثانية ستكون بمشيئة الله الرهد وفي ثالثة كنانة، وهناك اكثر من مليون فدان في ستيت واعالي عطبرة وهذه المساحات اصلا هي بطبيعتها ستكون متروكة لمستثمرين سودانيين واجانب، وستكون مربوطة بتنمية اهل هذه المناطق وأذكر بان سعة التخزين تضاعفت في الروصيرص ونستفيد من (6) مليارات متر مكعب من المياه، وزادت السعة في الطاقة الكهربائية المنتجة.
هل التعلية كفيلة بحل مشكلة الري في المشروعات القائمة؟
مشكلات الري ترتبط بقضايا أخرى متعلقة ببنيات وبطريقة الادارة وبمشكلات تتعلق بضبط المياه والتحكم والتعامل فيها برؤية زراعية واضحة، من المهم الالتزام بالمساحات المتفق عليها.
هل تفكر الوزارة في إقامة نظم ري حديثة؟
نظل نتحدث عن طرق الري الحديث، لكن ان نظرنا الى العالم نجد دائما المساحات الكبيرة والضخمة ما زالت تروى بالطرق التي نسميها تقليدية. نعمل على تحديث طرق الري وهذا مهم ومفيد ولكن ستظل هناك مشاريع تعتمد على العامل الإنساني.
ما هو دور وزارة الموارد المائية في تحسين موارد المياه في المناطق البعيدة عن الأنهار؟
هذا سؤال مهم، وظللنا نسمع كثيراً ان الحرب القادمة حرب مياه. ومن المشاريع الكبيرة والمهمة التي قطعنا شوطاً فيها برنامج حصاد المياه ونستهدف بعض الولايات البعيدة والطرفية. وبدانا المشروع في شمال كردفان بعدد من الحفائر والسدود ما منحنا دافعا قويا للعمل في هذا المجال فواصلنا في شمال كردفان وشيدنا المزيد من السدود والحفائر التي اصبح لها دور كبير جدا في صحة الانسان كون المشروعات مصحوبة بمحطات معالجة الامر الذي ساعد ايضاً في استقرار الحيوان وتحسين البيئة الموجودة. وفي الصدد نفذنا مشروعات ضخمة في ولايات النيل الازرق وسنار والنيل الابيض مثلاً تندلتي التي اقمنا فيها سدا عمل على حماية المدينة وفي خزن المياه وهنا اشير لنقطة مهمة، وأقول إنه لولا فضل الله تعالى بقيام سد مروي لكانت كل المنطقة من مروي وحتى دنقلا غرقت بفعل الفيضان الذي لم يفطن له الكثيرون كذلك لعبت تعلية الروصيرص دورا كبيرا جدا في الفيضان الماضي.
وبالعودة لحصاد المياه تلزمني الاشارة لمشروعات الاحواض الفيضية في الشمالية الامر الذي زاد الرقعة الزراعية الموجودة كما ذهبنا بالبرنامج الى ولايات دارفور ولدينا عندنا عمل كبير جدا في شمال دارفور، وفي غرب دارفور بصورة اقل ولكن نعكف على دراسات سد ان قام سيجمع اكثر من (10) ملايين متر مكعب. وابشر بان الاموال المخصصة لدارفور متوفرة نسأل الله الاستقرار لنشرع في انجازها.
وماذا عن الاحتفالات بتعلية سد الروصيرص، هل اكتملت سيما مع تغير موعد الاحتفال أكثر من مرة؟
بالنسبة لنا الاستعدادات تعني اكتمال العمل بالسد ورأيتم أن البحيرة امتلأت منذ السادس من نوفمبر الماضي ولذلك نحن جاهزون لهذا الاحتفال ولكن هناك ترتيبات اخرى حيث كونت رئاسة الجمهورية لجانا للاشراف على هذه الاحتفالات المتزامنة مع احتفالات البلاد بأعياد الاستقلال وكذا الترتيبات مع الممولين وتحديد التاريخ المناسب معهم حيث كان التاريخ المقدر له ما بين العاشر الى الثلاثين من نوفمبر، وتم تغييره الى يوم 26/12/2012م وفق موعد يناسب صناديق التمويل والمؤسسات العربية، وبعد ذلك جاء طلب من رئيس الجمهورية ونسبة لاهمية هذا المشروع ان يرتبط افتتاحه بالاستقلال وبناءً على ذلك تم تحويله الى يوم 1/1/2013م ليكون الاحتفال الرئيسي لاعياد الاستقلال بهذا الحدث من مدينة الروصيرص.
ما هي الجهات الخارجية المدعوة للمشاركة في هذا الحدث؟
هناك دعوات أساسية لكل الجهات الممولة لمشروع التعلية وهي الصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي، والصندوق السعودي للتنمية، وصندوق ابوظبي للتنمية، والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، ومجموعة بنك التنمية الإسلامي بجدة، وصندوق الأوبك. وايضا شملت الدعوة رؤساء دول الصناديق الممولة باعتبارها صناديق قطرية شملت كلا من المملكة العربية السعودية، والكويت والإمارات العربية المتحدة، وجمهورية الصين الشقيقة، وايضا وجهت دعوات لبعض الوزراء في دول الجوار شملت وزيري الري المصري والإثيوبي وعدداً من الإعلاميين وبعض الجهات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.