النظارات الشمسية التي باتت إحدى ضروريات «الجمالية» الشخصية للنساء والرجال معاً، وعلامة أناقة مكمِّلة للشخصية الفردية خاصة المرأة التي تتجمل عادة بكل ما هو جديد في الصناعات الإكسسوارية، وكانت صورة النظارات في السابق ترتبط في أذهاننا بالمخبرين السريين الذين احتشدت بهم سينما الخمسينيات والستينيات؛ أولئك الذين يجلسون في المقاهي يتصفحون الجرائد واضعين على عيونهم نظارات سوداء سميكة، لكنهم يرصدون (أعداءهم) بعيون متخفية خلف زجاج نظاراتهم. بدأ اكتشاف النظارة في عام (1280) على يد العالم الإيطالي الفيزيائي (سالفينو دويلي أرماتي) ثمة مَن يُرجع هذا الابتكار إلى عالم البصريات العربي الحسن بن الهيثم ولكن ليس هناك دليل على هذا، وثمة من يرى أن تاريخ النظارات يعود لعصور الصين وروما القديمة، وتسجل التواريخ أن (سام فوستر) بدأ عام 1929 ببيع النظارات الشمسية في مدينة نيوجيرسي، وهكذا استمرت الرحلة لتطوير هذه الصناعات فأصبحت النظارات الشمسية تتبع السائد من الموضات بماركات شهيرة ربما نلمسها على عيون نجمات ونجوم السينما. وتزايد الإقبال على شراء النظارات الشمسية من قبل الشباب والفتيات لحماية عيونهم من أشعة الشمس، إلا أن مخاطر ارتداء النظارات الشمسية ذات العدسات البلاستيكية زهيدة الثمن أصبحت تشكل خطراً حقيقياً على العيون من خلال احتمالية إصابتها بأمراض مختلفة منها الماء الأبيض وجفاف العين وغيرهما من الأمراض، ولعل انخفاض أسعار تلك النظارات التي تُباع بالأسواق ومحال الإكسسوارات أسهم بانتشار هذه الأصناف بين أيادي الشباب حيث يتراوح سعرها ما بين (10) إلى (20) جنيهًا، وبحسب آخر الدراسات الصادرة عن كلية البصريات البريطانية بينت أن (80%) من الأفراد يضعون اعتبارات الموضة والسعر قبل سلامة العين، لذا فقد حذر اختصاصيون من شراء النظارات الشمسية التقليدية التي يتم عرضها بالأسواق بطريقة لافتة للزبائن، مؤكدين حجم الضرر الذي تُلحقه تلك النظارات بأعينهم، سيما وأن عدساتها مصنوعة من البلاستيك المصبوغ الذي لا يمنع الأشعة فوق البنفسجية، ولا يوفر الحماية اللازمة للعين. أسعار ومن ناحيتهم يشتكي العديد من المواطنين من ارتفاع أسعار النظارات الشمسية الأصلية ذات (الماركات) العالمية التي تباع بالأسواق، مؤكدين عدم مقدرتهم على اقتناء تلك النظارات بأسعار باهظة قد يتجاوز سعر الواحدة منها (100) جنيه للنظارة، فهل أصبح شراء النظارت الشمسية التقليدية بأسعار زهيدة، والسعي وراء الأناقة مبرراً مقنعاً للتساهل واللامبالاة بسلامة العين باعتبارها نعمة من نعم الله علينا وحمايتها من الأخطار؟ موضة و(برستيج) سمر عبد الله طالبة جامعية، أكدت شغفها بشراء النظارات الشمسية وارتدائها، مضيفةً أن ارتفاع أسعار النظارات الشمسية الأصلية هو ما دفعها لشراء مجموعة من تلك النظارات التقليدية ذات العدسات الملونة لمواكبة (الموضة) وتماشياً مع (البريستيج) بين زميلاتها في الجامعة، وقالت إنه بالرغم من معرفتها بأنها نظارة مقلدة وليست أصلية إلا أنها تقوم بوظيفتها وهي حماية العين. وسيلة لحماية العين: بينما يرى محمد سر الختم فاحص النظر يعمل في محل للبصريات، أن النظارة الشمسية وسيلة أساسية لحماية العين لاسيما مع توالي ارتفاع درجات الحرارة في الآونة الأخيرة، لافتاً في الوقت ذاته إ أنه يجب توفر ميزة الحماية اللازمة من الأشعة فوق البنفسجية في تلك النظارات الشمسية، حيث تشكل الأشعة المضرة الصادرة عن الشمس أمراضاً مزمنة للعين، وبدون وجود هذه الحماية فإنه لا توجد لها فائدة طبية فعلية، مطالباً الزبائن بالتأكد من نسبة عزل النظارة لتلك الأشعة. تحتاج لضبط الجودة: وأضاف الدكتور عمر فاروق اختصاصي البصريات أن النظارات الشمسية يتم ارتداؤها لغرضين الأول غرض الوظيفة والثاني للموضة وهذا الشائع خاصة بين الشباب والأطفال وفي الناحية الوظيفية تستخدم للحماية من أشعة الشمس فوق البنفسجية عند الرماة والصيادين والسائقين وغيرهم ممن يتعامل مع انعكاسات الضوء وتحمي العينين من الأشعة كما تعطي درجة عالية وتباينًا في الروية وأشار إلى أن العدسات تعمل على الامتصاص، إما من جانب التصنيع أو مواد تضاف بعد التصنيع لحماية العين، وأكد انتشار ظاهرة النظارات الشمسية لافتًا إلى أنها تحمي العين بطريقتين: بامتصاص أطوال معين أو انعكاس أطوال معين من الضوء. وقال: يجب أن تكون هنالك رقابة وحماية وضبط جودة للنظارات الموجودة في الأسوق الخارجية عن طريق الجهات المعنية، وطالب من يرغب في شراء نظارة شمسية بالتوجه إلى مراكز البصريات لأن عليه رقابة من وزارة الصحة الاتحادية، وأضاف أن هنالك ماركات عالمية متعارفًا عليها لكن أسعارها عالية، وزاد الدكتور في حديثة أن أجواء السودان تحتاج إلى النظارات الشمسية خاصة في الشمس لأنها تحمي الذين يعانون من الحساسية العالية من الشمس، وتصبح ضرورة لأصحاب العدسات اللاصقة وسائقي السيارات لأنها تمنع من الانعكاسات كما لا يرى السراب في الخطوط السريعة وتعمل على تنقية الرؤية للعين، وأشار إلى انعدام ثقافة النظارة في السودان وأن الشباب يرتدونها للموضة وليس للوظيفة، مشيرًا إلى ضرورة توعية المجتمع بها، وأضاف أن درجة التخدش في النظارة تُؤدي إلى زيادة الانعكاسات الضوئية للعين وتسبِّب لها آلامًا لأن العين تجتهد مع وجود انعكاسات كثيرة، لذلك لا بد من اللجوء لذوي الاختصاصات وأن يتم شراءها من أصحاب المراكز.