ظلت قضايا النقل الجوي وارتفاع تكاليفه بجانب عقبات السفر باللواري من ولايات دارفور إلى العاصمة الخرطوم، تشكل الهم الشاغل للمواطنين وحكوماتهم، خاصة طريق الانقاذ الغربي الذى مازال قيامه حلماً لإنسان الغرب بجانب تأهيل خط السكة الحديد الذى يعيد لقطار الغرب ماضيه التليد. تلك الهواجس والمعاناة ألقت بظلالها على إنسان دارفور خاصة المرضى الذين يتم تحويلهم للعلاج بالخرطوم، بسبب عدم وجود العديد من التخصصات النادرة والمطلوب توفرها بالولايات المختلفة لوضع نهايات لمعاناة سفر المرضى إلى الخرطوم، وفى ظل ارتفاع تذاكر الطيران التى وصلت ل«590» جنيهاً بخلاف رسوم المغادرة أصبح واقع العديد من الأسر بالغ التعقيد، الأمر الذى دفع بشركة «تاركو» للطيران رغم أنها استثمارية، أن تدخل فى مجالات العمل الإنساني لمساعدة الأسر الفقيرة، وذلك بإعلانها تخصيص مقعد مجاني أسبوعياً لكل مريض يتم تحويله للخرطوم، كما أعلنت الشركة استعدادها التام للإسهام فى ترحيل الأدوية والمعينات الطبية، وها هي فكرة الشركة فى مساعدة المرضى تصبح حقيقة، حيث بلغ عدد الذين تم ترحيلهم حتى الآن «4» مرضى بمبادرة من مكتب الشركة فرع نيالا. وقال مساعد المدير لشركة «تاركو» للطيران بالسودان المهندس محمد عبد الرسول السيد خلال زيارتهم لنيالا الأسبوع الماضي، وتفقدهم لمستشفى نيالا التعليمي، «إن إنسان دارفور الذى عانى من أزمة لم يتوقعها يوماً، يحتاج لتقديم العون له سيما فى مجال السفر عبر الطيران باهظ التكاليف»، وأضاف «نقدم المساعدة فى شقين، هما نقل المريض من نيالا إلى الخرطوم ومساعدة المستشفى بنقل الأدوية والمعدات الطبية عبر طيران الشركة، لذلك وعدنا مدير عام المستشفى بذلك وسنكون قدر الوعد فقط مطلوب منهم تحديد احتياجاتهم ورفعها لمكاتبنا بنيالا». وقال: «إنهم خلال زيارتهم التى استغرقت أربعة أيام التقوا فيها بفعاليات المجتمع المدني والمؤسسات التى لها صلة بالسفر لتطوير العلاقة»، مؤكداً انحيازهم ودعمهم لشريحة الطلاب. وقال «إنها فئة ينبغي أن تقف معها كل الجهات خاصة وأن العديد منهم أسرهم لا يستطيعون حتى دفع الرسوم لهم، ناهيك عن سفرهم عبر الطيران»، وتابع: «نحن عملنا شراكات ذكية مع ولايات شمال وغرب دارفور عبر وزارات التربية والتعليم بشأن سفر الطلاب والمعلمين، ونسعى للتوسع فى الشراكة مع وزارة التربية بجنوب دارفور لتقديم المساعدة لمنسوبي التعليم فيما يتعلق بالسفر إلى الخرطوم». من جانبه امتدح مدير عام مستشفى نيالا التعليمى د. عمريعقوب خطوة الشركة فى تخصيص مقعد لكل مريض أسبوعياً واصفاً إياها بالتكافل والتراحم الاجتماعي. وأضاف: «أن منسوبي الشركات التجارية قل ما يزورون المؤسسات الصحية ويقدمون الدعم لها إلا من وجدت فى قبله الرحمة». مشيراً إلى أن هنالك الآلاف من المواطنين يحتاجون لمثل تلك الخدمة الإنسانية. فشركة «تاركو» التى افتتحت مكتبها بنيالا وانطلقت أول رحلة لها من نيالا إلى الخرطوم 7/7/2010م قدمت العديد من الدعم لبعض الجهات، منها دعم مريخ نيالا للتأهيل للممتاز ودعم نادي الهلال وصيانة غرفة التسجيلات وعمل اللافتات لجامعة نيالا، بجانب تخفيض سعر التذاكر للطلاب والمعلمين والمعاقين، ودعم عدد من رياض الأطفال إلى أن جاءت فكرتها لتقديم تذكرة مجانية لمريض كل أسبوع بمبادرة من مسؤول النظام الالكترونى خالد رحمة حسن، والإعلامية بإذاعة نيالا عبير الصادق شكا وذلك فى نهاية شهر يونيو من العام 2012م بعد قيام وفد من الشركة بزيارة للمستشفى إلى أن وجدت الفكرة المصادقة من قبل الإدارة العامة للشركة بالخرطوم، فكان أول مريض سافر عبرها فى شهر نوفمبر من هذا العام. وقال خالد رحمة ل«الإنتباهة» إنهم خلال زيارتهم للمستشفى ومقابلتهم لاختصاصي علم الأمراض مدير المعامل بالمستشفى د. عمر الباشا أطلعهم على وجود مريض حالته خطرة يحتاج للسفر، وأسرته لم تتمكن من ذلك، ووقتها جاءت الفكرة التى وجدت القبول من إدارة الشركة بتخصيص مقعد لكل مريض حالته صعبة.