يعتبر مستشفى نيالا التعليمى احد اكبر المستشفيات بالبلاد وظل وجهة الكثيرين من قاصديه من كل فج عميق فضلا عن اعتماد اكثر من 4 ملايين نسمة يعتمدون عليه بشكل اساسى فى العلاج ويمتد الاعتماد لبعض دول الجوار وخاصة تشاد .. غير انه رغم حجم الضغط الكبير عليه يعانى الكثير ويفتقد الى الامكانات وذلك يبدو واضحا من خلال تدهور الوضع بداخل المستشفى والشكاوى المتكررة من مرافقى المرضى ، قد لا تصدق عندما تسمع عن المعاناة علي لسان مرافقي المرضى فتحدث أحدهم بحسرة عن تردي الخدمات والوضع الصحى بداخل المستشفى خاصة اتساع دائرة النفايات به التي تلفت نظر الانسان فى جنبات المستشفى، فشكلت بيئة مُثلى لتوالد الباعوض الذي يغير ليلا علي المرضى وذويهم وهم نيام على مساطب «البرندات » لتسيطر على أحاديثهم مع بزوغ الفجر والصباح وحجم معاناتهم ليلا من البعوض ونهارا من هجمات جيوش الذباب الذي يجعل من العسير تناول وجبة دون أن تهش أو تنش جيوشه أثناء الأكل او الشراب من داخل العنابر . فالحال بمستشفى نيالا يعكس كم أنه منسي من قبل وزارة الصحة التي لا يخصص وزيرها ولو ساعة فى كل اسبوع ليقف على حال المستشفى وتفقد اوضاع المرضى وتلمس بعض الاشكالات التى تواجه المستشفى من نقص حاد فى الأطباء المتخصصين والفنيين فضلا عن الكادر الصحي الذي يشرف على العمل ليلا ، فما يعاني منه مستشفى نيالا اشكالات وتدهور بيئى واضح مما حدا بأهل المرضى والزوار عدم القدوم إليه وطلب خدماته خشية زيادة أسقامهم بعد، فالمستشفى حسب المرضى ومرافقيهم أصبح غير مرغوب فيه وخاصة ان المستشفى نفسه لم يعد قادرا على الإيفاء بالتزاماته تجاه المرضى لذلك يفضل العديد من المرضى الذهاب الى المستشفى العسكرى او مستشفى الشرطة بنيالا لتلقى العلاج حيث الاهتمام الراقى . يقول عدد من المرضى انهم اتوا لهذه المستشفى الا انهم ظلوا لاكثر من 73 ساعة لم يأت لهم طبيب او ممرض ليقف على حالهم وتحديد نوع العلاجات مما اضطروا الى اخذ مرضاهم الى المستشفيات الاخرى . وهنا يشير احد المرضى الى انه لديه اكثر من ثلاثة ايام لم يقف على حالته سوى في اللحظات الاولى التى أتى للمستشفى، مشيرا الى ان الممرضين اكتفوا فقط بوضع الجبص والشاش على ساقه المكسورة ، فالحديث عن مستشفى نيالا يدمى القلب وذلك مما تلاحظ من معاناة للاهل المرضى وهم يجلسون على الارض او على ظل الاشجار فى الفرشات التى يأتون بها من منازلهم ، وفى هذا الاتجاه انتقد عدد من أسر المرضى ازالة المظلة التى كان يستظلون بها ويحتمون بها من الامطار بداخل المستشفى مشيرين الى انهم ظلوا يعانون طوال فترة الخريف من الامطار والاتربة نسبة لعدم وجود اى مكان يستظلون به او يأوون إليه عند المطر . يقول مراقبون للوضع بمستشفى نيالا انه اصبح الان غير قادر على تقديم اى شئ للمرضى وانه اصبح خاويا على عروشه وأصبح شبيها بزريبة الهوامل أى «زريبة الماشية التى لم تجد من يتولى أمرها »متسائلين عن دور حكومة الولاية فى توجيه وزير الصحة بضرورة إعطاء قسط من الزمن لمتابعة شؤون المستشفى وتوفير الخدمات اللازمة للمرضى لاسيما وان الذين يرتادون هذه المستشفى كلهم من الأسر ذات الدخل المحدود والأسر الفقيرة التي لا تمتلك قوت يومها فلماذا لم تول حكومة الولاية المستشفى أدنى درجة من الاهتمام لتخفيف معاناة المرضى الذين لا يستطيعون الذهاب للمستشفيات الأخرى بالولاية أو السفر للخرطوم. وفى ذات السياق طالب المرضى بمستشفى نيالا بضرورة تدخل السلطات العليا بالولاية لإنقاذ المستشفى قبل أن يهجره المرضى ويغلق تماما .