اسمه بالكامل بدر التهامي مصطفى رسمي – وهو الاسم الذي ارتبط ارتباطاًً وثيقاً بالموسيقى السودانية عبر ستين عاماً. في العام 1914م كان ميلاده بود مدني ومن عجب فقد نال تعليماً نظامياً في تلك الفترة التي شهدت ندرة في المدارس وكذلك عدم إقبال الأهالي على تعليم أبنائهم وذلك بمدرسة النهر الأولية فأكمل تلك المرحلة وهو يمني نفسه بأن يكون أفندياً. في سيرته تجارب وعبر لجميع من أراد بلوغ الثريا. وذلك بعمله صبي نجار ثم نجاراً ثم مزارعاً وأخيراً ممرضاً. كانت بدايات تعلمه العزف على الآلات الوترية حين عمل مزارعا بود مدني فكان أن صنع (صفارة) من القصب الجاف. ثم عزف الربابة المحلية فكان أن لفت أنتاه من عاصروه فصار مهموماً بالعزف على الآلتين الصفارة والربابة. ساقت إليه الأقدار أحد الشوام ممن يقيمون بود مدني وهو الخواجة (ميشيل تيروز) الذي تلقى منه تعليماً بسيطاً في آلة الكمان، لم يكمل دارسة التعلم على الكمان مع الشامي ميشيل بسبب عدم قدرته المالية التي كانت عائقاً أمامه كمصروفات يجب أن تدفع للخواجة ميشيل، ظل بدر التهامي يتحين الفرص التي تكون فيها حفلات خاصة بالجاليات الأجنبية بود مدني فكان أن التقى بالسوري (أنور السوري) الذي منحه كمانا عتيقاً ظل بحوزته حتى وفاته في مارس 2008م. كانت هذه النقلة له وهي امتلاك كمان خاص به بداية احترافه الفن، بدأ العازف بدر التهامي العزف على الكمان بصورة احترافية في العام 1934م فكان أول عازف يمتهن هذه المهنة جنباً إلى جنب مع مهنته التي استقر فيها في ذلك الوقت وهي مهنة التمريض. زامل الفنان إبراهيم الكاشف في بداياته الفنية في الثلاثينات ومنها أنطلق نحو دنيا الموسيقى قبل أن تنتشر سيرته كان قد عمل بود مدني مع فنانين كثر وهم مصطفى الشيخ عثمان ومحمد عبد الحليم وحسن دهب وأخيراً مع الفنان إبراهيم الكاشف قبل أن يتوجه نحو الخرطوم التي عمل فيها أولاً مع الفنان التيجاني بديم التعايشة ومن ثم انطلق نحو المجد الموسيقي بالإذاعة. جلس الموسيقار بدر التهامي من خلف أغلب التراث الغنائي للرواد فكان أن عمل مع جميع الرواد من فناني الغناء للمدرسة الوترية عثمان حسين، عبد العزيز داؤود ، التاج مصطفى ، الكاشف ، أحمد المصطفى ، حسن عطية ، وعبد الحميد يوسف. من أشهر مشاركته الفنية سفره لليبيا للترفيه عن الجنود السودانيين، تعلم منه ومن خلال ريادته للعزف على الكمان عدد مقدر منهم فكان نعم المعلم والأخ لهم، عاصر كل من الموسيقيين سعد أحمد عمر ، عوض أحمد فضل الله، علاء الدين حمزة، علي مكي، أونسة أرباب ورائد العزف على الكمان السر عبدالله. ظل عضواً بفرقة الإذاعة منذ العام 1948م وحتى العام 1998م عام تقاعده للمعاش بعد أن عمر عشر سنوات أضافية كموسيقي بفرقة الإذاعة بالمشاهرة. كذلك يعود إليه الفضل في تأسيس أول فرقة موسيقية بود مدني عام 1927م مع عدد مقدر من الموسيقيين أشهرهم محمود محمد جادين والطيب الكارب وعبد الرحمن البوشي.