حسن عبد الحميد رغم أن والدتي الحاجة زينب محمد الحسن النور أمد الله في أيامها هي بنت خال السيد علي الميرغني لزم وبذلك فوالدة السيد علي السيدة آمنة النور عمتها مباشرة، ورغم أني قضيت قدرًا كبيرًا من طفولتي في حوش محمد الحسن النور خال السيد علي فإنني قد وجدت مشقة كبيرة في تجميع المعلومات الأولية لندرة الكتابة عنها من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن المعلومات الشفوية التي استطعت أن أحصل عليها من كبار الانقرياب أهل السيدة آمنة النور، وهم فرع من العبدلاب، أو من تيسر لي مقابلته، معلومات غاية في الضآلة عن هذه السيدة الفاضلة، ولعل هذه المادة تكون حافزًا لأهلنا الانقرياب عامة والنوراب خاصة للكتابة عن جدتهم السيدة آمنة النور. أورد الدكتور محمد إبراهيم أبو سليم في كتابه (بحوث في تاريخ السودان (الطبعة الأولى الصادرة في العام 1992م عن دار الجيل، صفحة 160 تحت عنوان) السيد علي الميرغني وقيادة الختمية ما يأتي: (هو السيد علي بن السيد محمد عثمان المعروف بالأقرب بن السيد محمد الحسن بن الأستاذ محمد عثمان الميرغني الختم، وأمه آمنة بنت النور من قبيلة الانقرياب ببربر، وقد ماتت بسواكن وعمره نحو تسع سنوات).. انتهى كلام الدكتور أبو سليم. والدكتور أبو سليم يقصد أن السيدة آمنة النور من الجزيرة أرتولي وهي تابعة لمحافظة بربر. وحسب كتاب الدكتور أبو سليم فإن السيد علي الميرغني قد ولد في العام 1880م، وتكون السيدة آمنة النور قد توفيت في العام 1889م. وقد ولدت السيدة آمنة النور بالجزيرة أرتولي شمال بربر، وقد رجح بعض الانقرياب ممن سألتهم شفاهة أنها ماتت عن تسع وثلاثين عامًا، فإذا صح هذا يكون تاريخ ميلادها في العام 1850م. وحكى لي والدي حول قصة زواج السيد محمد عثمان من السيدة آمنة النور، أن السيد محمد عثمان كان متزوجًا من الخوجلاب وأنجب ابنه السيد أحمد، ويقال إن أحد الأولياء ذكر له أن السيدة آمنة النور بها بركة، فركب حصانه، ومر في طريقه بمدينة شندي حيث أخذ معه رجلاً يقال له ود حسين، ثم أتى الجزيرة أرتولي وسأل عن حوش النور عبد الله والد السيدة آمنة النور وحينما دلوه عليه، ذكر لهم أنه قد جاء بود حسين ليعلم الناس القرآن في الجزيرة أرتولي، حيث استخلفه هناك لتعليم القرآن وأوصاه بالسيدة آمنة النور التي كانت فتاة صغيرة في ذلك الزمن، ثم جاء السيد محمد عثمان بعد فترة وتزوج السيدة آمنة النور. يُذكر في هذا المقام أن فاطمة النور أخت السيدة آمنة بنت النور هي والدة شيخ النور الذي أنجب نائلة بنت النور التي تزوجها فاروق حمد الله وزير الداخلية أوائل عهد مايو الذي أعدمه نميري لاتهامه بالاشتراك في انقلاب هاشم العطا. بعد أن تزوج السيد محمد عثمان، طلب الشايقية منه القدوم إليهم في جزيرة مساوي وبنوا له بيتًا، فذهب إلى هناك، حيث ولد السيد علي الميرغني، ثم ذهب من هناك إلى مصر، ثم عاد السيد علي إلى سنكات ثم سواكن حيث توفيت والدته ودفنت هناك وعمره تسع سنوات، حيث تولى رعايته السيد تاج السر. إخوان السيدة آمنة النور هم: عبد الرحمن، ومحمد الحسن، ومحمد الأمين، ومحمد أحمد. وأخواتها هن: السهوة، وفاطمة، وزينب. المعلومات عن هذه السيدة الفاضلة قليلة جدًا وشحيحة كما ذكرت آنفًا وإني أهيب بكل من أعانني على كتابة هذه المادة أن يتوسعوا فيها ويحاولوا إصدار كتاب عن هذه السيدة الفاضلة، وعلى رأسهم خالي محمد عثمان محمد الحسن النور (سيدنا)، ووالدي عبد الحميد إبراهيم البحاري، والأخ عبد المنعم محمد عبد الرحمن، والأخ هاشم حاج الحسن. آسف لقلة المادة المكتوبة عن السيدة آمنة النور، وآمل أن يكون هذا حافزًا لكل من يملك معلومات ليدلي بها حتى تتوسع المادة وننتقل من مرحلة الرواية الشفوية إلى المادة المكتوبة.