الاستقلال ودور المهدية والأنصار في الحفاظ على هوية السودان «تعقيب» الأخ البرفيسور عثمان البدري - لك أعطر التحايا مرة أخرى على المعلومات الواردة في الجزء «2» من عمودكم «قضايا ومدارات» حول الاستقلال ودور المهدية والانصار في الحفاظ على هوية السودان. وقد فرحت أكثر عندما علمت أن السيدة حليمة السعدية شقيقة القائد الفذ إبراهيم الخليل قد تزوج منها جدكم القاضي الشيخ النذير خالد عم أجدادك أحفاد الشيخ جاد الله أبو شرا بالكلاكلة القبة. بوصفه أحد المهتمين بأمر التاريخ ومطلع على عدد من كتب التاريخ ومستمع لروايات شفاهية من أهلي، وتيقنت من صدق رواياتك ومطابقتها لكثير من المعلومات المنقولة عن الأجداد، ويا سبحان الله سردك يتسم بالصدق وإمكانية الربط بالشخوص الحاضرين الذين يمشون بيننا اليوم، وليس كمثل بعض الكتابات المنبتة البعيدة تماماً عن الحقيقة والتي يروجها البعض. لقد اطلعت على كتاب «كرري» لعصمت حسن زلفو الذي أفرد صفحة كاملة لجدنا إبراهيم الخليل، مجد فيها خطته العسكرية التي أُجهضت عبر الشورى بمجلس الخليفة، وتتعلق بالهجوم على الغزاة ليلاً، ولكنه بعد أن قال «المهدية مهديتكم.. لكن نصر مافي» ذهب إلى المعركة وحارب ببسالة حتى نال الشهادة. وكان من أشجع القادة الذين يبدون آراءهم في مجلس الخليفة الذي هو مجلس وزراء السودان الكبير. وكذلك اطلعت على كتاب «تاريخ دارفور السياسي» لموسى المبارك الحسن، وكتاب «تاريخ وجغرافية السودان» الذي حققه البروف الراحل محمد إبراهيم أبو سليم، وكتاب «السيف والنار» لسلاطين باشا، وكتاب «تشحيذ الأذهان في سيرة العرب ببلاد السودان» لمحمد ابن عمر التونسي وغيرها. واسأل الله أن يمكنك من إعداد كتاب بنفس الطريقة التي تكتب بها والتي تؤكد التصاهر والترابط الاجتماعي القوي الذي جمع السودانيين قبل أكثر من قرن من الزمان، وضرورة أن يهتم الأحفاد برتق النسيج الاجتماعي في الوطن والامتناع عن فتق المرتوق. أما بالنسبة لجدنا إبراهيم الخليل فهو معروف لدينا باسم إبراهيم أحمد أبا الخليل. ومن ابناء قبيلة البيقو بدارفور وابن سلطان البيقو على ايام المهدية السلطان ابكر عمر البيقاوي الذي ورد ذكره في كتاب دارفور السياسي لموسى المبارك الحسن، حيث افاد بأنه الشخص الذي كتب الى الخليفة وافاده بمن قتل السلطان الفوراوي ابو الخيرات. وبالمناسبة انا قابلت المرحوم بروف أبو سليم في دار الوثائق السودانية، وسلمته مستنداً خاصاً بحواكير البيقو في دارفور، وكان هذا في عام 1988م تقريبا، وقال لي البروف ابو سليم وقتها إن البيقو هم اجداد السيد الصادق المهدي. وطبعا أنا أعلم وكما ورد في كتاب «تاريخ وجغرافية السودان» الذي حققه أبو سليم أن السلطان الفوراوي عبد الرحمن الرشيد تزوج من الميرم البيقاوية ام بوسة، وانجبت له السلطان محمد الفضل الذي أنجب فيما أنجب زكريا ونورين. أما زكريا فأنجب السلطان علي دينار المعروف، وأما زينب فتزوج منها الإمام المهدي وأنجب منها ابنه الامام عبد الرحمن الذي انجب احمد والصديق الذي انجب الصادق المهدي. وأتعجب عندما أسمع أو أقرأ أن أصل حبوبتهم «يمه مقبولة» دينكاوية أنها فوراوية ويجري فيها دم البيقو، وهي ميرم أصيلة. وبالمناسبة سلطان البيقو الحالي هو الأستاذ يوسف علي أبكر عمر البيقاوي الذي يسكن نيالا حالياً، وجده أبكر عمر أبا هو ابن عم إبراهيم الخليل «إبراهيم أحمد أبا». وقبيلة البيقو حالياً من القبائل الأربع الرئيسة المكونة لولاية شرق دارفور الوليدة، وهي الرزيقات والمعاليا والبيقو والبرقد. ومن العلاقة الأسرية مع الجد إبراهيم الخليل أعرف أن ابنه محمد الذي شارك في ثورة ود حبوبة بوصفه أنصارياً مجاهداً وملتزماً، وجرح فيها، قد أنجب ابنه إبراهيم وعدداً من البنات توفوا جميعا الآن، ولكني رأيت وعايشت العم إبراهيم محمد إبراهيم الخليل واثنين من اخواته، وكان يعمل في شركة النور سابقاً «الإدارة المركزية للكهرباء» قبل أن تصير إلى شركات متعددة الآن «توزيع، توليد، نقل» الخ. وتعيش هذه في الديوم الشرقية غير بعيد من ديم التعايشة أهل أم إبراهيم الخليل الجد. وأبناء العم إبراهيم موجودون حالياً بالخرطوم من زوجتين، وهم أيضاً تزوجوا ورزقوا بالابناء، واتمني أن يتم توثيق هذه المعلومات من افواههم يوماً ما. وليتنا نعلم شيئاً عن أحفاد جدتنا حليمة السعدية. وبالمناسبة تسلسلت مشاركات اهلنا البيقو في الملاحم الوطنية حتى حرب الجزيرة أبا عام 1970م التي استشهد فيها جدي لأمي أحمد زكريا حسن وغيره كثير في الجزيرة أبا وأم درمان. وأعتذر لك بشدة يا بروف عن الإطالة، ولكن أثارني دفء كتاباتك، وجذبني إحساس عميق بالانتماء إلى هذه الكتابات التي تشبهنا. إبراهيم عيسى إبراهيم محمدين محمد البيقاوي أول مدير لمشروع الهاتف السيار «موبيتل» في السودان السودان للسودانيين «تعقيب» كل صباح نطالع كتاباتك عبر «الإنتباهة» حديثك عن الاقتصاد يصلح لإصلاح أزمة الاقتصاد العالمي. وفي التاريخ تحرك فينا جذوة الجهاد بذكر ماضي الأشاوس وفيهم جدي أحمد عبد الله غانم وبشير عجب الفيا الذي استشهد في كرري، وجدي محمد المهدي قائد مية واستشهد في أم دبيكرات، وجدي ماهل ود عبد الله كان مؤذن الإمام المهدي، وهم من كنانة. وتلك أمة سطرت صفحات مضيئة لها ما كسبت من الأجر. مع تحياتي