٭ الالتقاء في محبة الرسول صلى الله عليه وسلم، وميثاق الشرف، وإن جاز التعبير نسميه «ميثاق الشرف الدعوي»، هما مبادرتان، أطلق الأولى بصورة عفوية أمين أمانة الدعوة والتزكية بالمؤتمر الوطني بمحلية كرري فضيلة الشيخ الفاتح صالح إدريس، وأطلق الثانية المركز العام لجماعة أنصار السنة المحمدية. أي أن الإسلاميين في السودان يفطنون لضرورة «الاتحاد الدعوي» حتى تكون لكل دعوة إلى الله تقوم على فلسفة «الاتباع» الكامل والنزيه لمنهج الرسول صلى الله عليه وسلم ثمار نجدها في تصفية وتربية المجتمع المسلم. يرى شيخ الفاتح أمين الدعوة أن الالتقاء في محبة الرسول صلى الله عليه وسلم والحوار الهادي بين المسلمين أهل القبلة الواحدة هما المخرج مما أصاب كثيراً من المسلمين من فتن وعنف ونحو ذلك، ويرى المركز العام لجماعة أنصار السنة المحمدية ضرورة إطلاق ميثاق شرف للمشاركة في الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلَّم لهذا العام الهجري. إن جماعة أنصار السنة المحمدية والحركة الإسلامية السودانية حريصتان على أن يتوفر المناخ الدعوي من أجل إعادة صياغة المجتمع بآلية الكتاب والسنة، خاصة بعد أن برز على الساحة أصحاب المنهج الدعوي المستعجل الذين يصدرون الأحكام على المسلمين خارج قاعات المحاكم ويطلقون الفتاوى دون الرجوع إلى علماء الأمة. إن تغيير المجتمع يكون بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن، وكل هذا لا يتسم به المنهج المستعجل الذي يريد فتح مصر قبل فتح مكة وفتح بلاد فارس قبل فتح مصر وفتح مدينة قيصر قبل فتح المدائن. إن كل الفتوحات الإسلامية لم يشهدها الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد توفاه الله قبلها، لكن هو من تنبأ بها وأسس لأسبابها. والرسول صلى الله عليه وسلم هو القائل: «يأتي يوم يسافر الرجل من هنا إلى اليمن لا يخشى إلا الله والذئب على غنمه، لكنكم تستعجلون».. أو كما قال. وهذا الحديث يبقى رسالة شرعية ينبغي التجاوب معها حتى يكون البناء على أساس قوي متين يُعيد للمسلمين شوكتهم. فالأمة حينما كانت ذات شوكة حكمت العالم وحمت نفسها من المؤامرات التي تحاك ضدها من قبل الأعداء، لكن يبدو أن من طبق الآن هذا الحديث دون قصد هم أعداء المسلمين في دول الاستكبار الذين يراهنون لزعزعة الأمة على إيجاد بؤر طائفية في دول العالم الإسلامي حتى تضعف أمام قوتها، وأوضح دليل أمامنا هو إقامة دولة عنصرية يهودية مجرمة من يهود الشتات في أرض المسجد الأقصى وعلى ساحل غزة، فكم عدد المسلمين وكم عدد اليهود؟!. إن جماعة أنصار السنة المحمدية تستنكر هدم الأضرحة وترى أنه سلوك سلبي لأن مجرد هدمها لا يمنع من بنائها مرة أخرى، بل سيكون أفضل مما كان وسيجد الحماية من الدولة، وسترتفع درجة التقديس لها، لذلك قال المركز العام لأنصار السنة إنه «يستهدف القلوب وليس الطوب». إذن شعاره: «هو القلوب وليس الطوب». لكن أصحاب المنهج المستعجل عجزوا تماماً عن التأثير على القلوب ولجأوا في مخالفة دعوية صريحة لهدم الطوب. إن الطوب لا ينطق ولا يسمع ولا يرى، فلماذا هدمه بدلاً من أن توجه الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن إلى من يملكون هذه الصفات؟!!.. إلى من ينطقون ويسمعون ويرون؟! ثم إن الذي يرث ما يخالف الشريعة الإسلامية والشعائر الدينية الحنفية ليس كمن يرتد، فلماذا يكون التعامل مع المسلمين وكأنهم مرتدون؟! ثم لماذا ينبري بعض المسلمين ليقوموا بأنشطة ما دون الرجوع إلى ولي الأمر سواء كان رئيس الدولة أو الوالي أو وزير الإرشاد أو المعتمد كممثلين للحاكم؟!.